[SIZE=ال][ أمـي فـلسـطـين ]
رأيتُــهُ مُطرقاً يبكي فأبكاني .. وهاج من قلبي المكلومِ أشجاني
في زهرةِ العُمـرِ إلا أن دهرك لا .. يرعى الشيوخ ولا يرثى لصبياني
بكى فكادت لهُ نفسي تذوبُ أسى .. كأن راميَهُ بالسهم أصماني
دنوت منه أُحاكيه وأسألهُ .. عـلّي أُواسي جراح المثقل العاني
سألتُ ما أسُمك قال اسمي يدل على .. معنى غريبٍ على مثلي أنا هاني
حكى الغُلام كأن الله يُلهِمُــهُ .. إلهام يحيي صبياً أو سليمان
إن شِأت يا عمُ فأسمع قصةً عجباً .. وإن تكن عُرِفت للقاصي والداني
يا عَمُ إني غُصنٌ لا حياة له .. قُطِعّتُ بِالغـدرِ عن أصلي وسيقاني
فقدتُ روحي أُمي والحبيبَ أبي .. فقدتُ أهلي وأرحامي وجيراني
مسحتُ دمعَ الفتى البَاكي وقُلتُ لهُ .. سَمِعتُ منكَ فخُذ فكري ووِجداني
بُني جُرحك في قلبي يسيلُ دماً .. فارحم صِباك فما أشجاك أشجاني
لا تأسى أن عشت بعد الأهل مُنفرداً .. فكُلنا لك ذاك الوالدُ الحاني
وكُل أزواجُنا أُمٌ بها شغفٌ .. لتفديك بروحٍ قبل جُثماني
تهلل الناشئ الباكي وقـال .. أجل يا عمُ إني في أهلي وأوطاني
يا عمُ أحييت من عزمي ومن ثقتي .. هـبني يميناً أُقبِِلــها بِشكِراني
أُمي فلسطين لا تأسي ولا تهني .. إنا سنفديك من شيب وشُباني
[ فرشي التراب ]
فرشي التراب يضمني وهو غطائي
حولي الرمال تلفني بل من ورائي
واللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي
والنور خط كتابه انسي لقائي
والاهل اين حنانهم باعو وفائي
والصحب اين جموعهم تركوا اخائي
والمال اين هناؤه صار ورائي
والاسم اين بريقه بين الثنائي
هذي نهاية حالي فرشي التراب
والحب ودع شوقه وبكا رثائي
والدمع جف مسيره بعد البكائي
والكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي
فالحد صاربجثتي ارضي سمائي
هذي نهاية حالي فرشي التراب
والخوف يملئ غربتي والحزن دائي
ارجو الثبات وانه قسما دوائي
والرب ادعوه مخلصا انت رجائي
ابغي الهي جنة فيها هنائي[/SIZE]