[حروف]

السلام عليكم و رحمةُ الله و بركاتهُ


بأيّ حديثٍ أبدأ !
لحظات كي أقوم بترتيب أفكاري !

حينما نعيش في الخير
مال .. و كل شيء يصلنا الينا .. طعامُنا مجاني
مساكِنُنا مجانية
كل شيء حولُنا موجود
ما إن طلبنا شيء إلا و هُو موجود

لعل حديثي سيتطرق عن موضوعان
و سأحضر مثالان يحتذى بهما
مثالان رائِعان .. يعيشان في حياتُنا اليوم
و أنا رأيتُهما و خاطبتهما بنفسي




المثال الأول :

حينما يشتد الفقر
و يصبح من المستحيل أن يحتملهُ أحد


كنا خارجون في يوم الجمعة
احد أيام الجمعة التي نجتمع فيها مع عمي و أولاد عمي
خارجون للقاء بالمطعم نحنُ معهم
خرجنا بالسيارة ابي كان يسوق
و نحنُ في الطريق
لم نقطع مسافة الا متران او ربما ثلاثة امتار عن البيت
و الا ابي يلوح لرجل كبير بالسن
ملأ الشيب وجههُ
كان أبي يقول

- عبدالرب .. شلونك ؟

فاقترب منهُ الرجل العجوز ..
المدعى عبدالرب
اقترب مبتسماً .. أجمل ابتسامة عطرة

- هلا منو
- أنا أبو .........

و أخذ يحادثهُ و يسلم عليهِ ..
ثم تطرق بحديثهِ الى فقرهِ الشديد ..
و لكن بأسلوب اقشعر بدني لسماعِهِ
( الرجل كان يتحدث الفصحى .. لعلهُ تعلمها منذ زمن لا يعرف العامية كثيراً )

- الحمدلله .. أنا أعمل في النهار .. أزرع الحديقة أنظفها
و في الليل لا أنام في بيون الناس .. انما أخرج في الحديقة كي أنام
لأن شخيري يزعج الناس .. فلا أريدُ ازعاجهم

فسكت قليلاً .. كي يبتسم
ثم يكمل

- الحمدلله يارب .. الله لا ينسى عبادهُ .. الكويت هي بلدتي
و لا فرق بين عربي و أعجمي الا بالتقوى

و طوال تلك الفترة
و أنا أشعُر بطهارة قلبهُ
و أسمعهُ بتمعن
ثم حينما قال الجملة تلك .. اقشعر بدني كامِلاً لسماعِهِ

- الحمدلله يارب .. عندنا خيرٌ كثير !

شعرتُ بالكهرباء تسري في أوصالي
الرجل [ حافي منتف ] كما نقول بالكويتي
لا يملك شيئاً
حتى مسكن ليس عنده
و يقول : عندنا خيرٌ كثير

كيف .. أعلموني !
أثلجتْ صدري تلك الجملة
يال للقناعة
عندنا خيرٌ كثير و هو لا يملك مسكناً يسكن فيهِ
ينام في حديقة المنازل
خارِجاً
يحصل على لقمة العيش متعباً

و يقول : عندنا خيرٌ كثير !

اعلموني كيف !
و يالها من قناعة
أي قناعة تلك
و نحنُ من نملك كل شيء .. و نقول لا شيء عندنا
كل شيء حرمونا منهُ
و هو حتى الغربة يعيشُها هُنا

يال القناعة
التي أثلجتْ صدري
أوليس مثالاً يحتذى بهِ
فلنكن كــ عبدالرب
قناعتنا هي سبب حياتُنا



المثال الثاني :

عندما نرى الحياة بمنظار السهولة
و القناعة .. فيصبح كل شيء سهل القول و الفعل أيضاً

فتاة مثلنا
صديقتي الغالية .. تدعى زهراء
بأي حديثٍ أبدأ
لستُ أدري

تصادقنا أنا معها
او بالأصح كنتُ معها منذ الصف الأول في الروضة
و لكن منذ الصف الخامس
قويت علاقتنا ببعض

صرتُ أحبها
و أحب طيبة قلبها
و صارت صديقتي التي لا أفارقها

أتعلمون .. أحياناً أشعُر انها ملاك
دائِماً ما تُساعد
في مرة من المرات تعاركت مع احدى الطالبات في الفصل
و تلك الطالبة قامت بشتمها بعدة ألفاظ بذيئة
و زهراء صمتت و لا تقل شيئاً
و في اليوم الذي يليهِ احضرت لها حلوى القرقيعان
و يالها من سموحة !

و في احدى المرات الأخرى ..
كنا راكبات الباص راجعات من رحلة من المدرسة
و قد اكتظ الباص بالطالبات و زهراء تمشي امامي
اي ان اي مقعد تجدهُ ستجلس فيهِ
فوجدتُ مقعداً خالياً .. فتركتهُ
و الطالبات ينادينَ بِها

- زهراء تعالي قعدي هني

و هي تجيب

- و دمووعة وين تقعد

أي تضحية تلك
حينما تضحي بذلك من اجلي
و تتركني اجلس في المقعد الذي وجدتُه بنفسها
تركت المقعد و مشت
يال التضحية

و لديها قناعة تامة بما تملكهُ
فلا تريدُ أكثر مما تملك !





مثالان .. عايشتهما
رأيتهما
في حياتي مروا
قناعة في المركز الأول
و تضحية .. و حب الغير و تفضيله الناس على الذات

مثالان يحتذى بهما
لم لا نكن مثلهم
عبدالرب و زهراء



عذراً على اطالتي =)


.


دموووعة

المصدر: منتديات بنات دوت كوم

---

pklh dk'r hgtrv hga]d] fJJA F uAkX]Qkh oQdvR ;QeAdvR D !

الموضوع الأصلي : حنما ينطق الفقر الشديد بــِ [ عِنْدَنا خَيرٌ كَثِيرٌ ] ! || القسم : "الأرشيف" مغلق || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : حروف