
الكبيرة الحادية و الأربعون : التكذيب بالقدر
قال الله تعالى " إن المجرمين في ضلال و سعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقناه بقدر "
عن رسول الله ص قال ( إذا جمع الله الأولين و الآخرين يوم القيامة أمر منادياً فنادى نداء يسمعه الأولين و الآخرون : أين خصماء الله ؟ فتقوم القدرية فيؤمر بهم إلى النار )
وإنما قيل لهم خصماء الله لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية عل العبد ثم يعذبه عليها
وعن الحسن قال : و الله لو أن قدرياً صام حتى يصير كالحبل ثم صلى حتى يصير كالوتر لكبه الله على وجهه في سقر ثم قال له ذق مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر
قال الله تعالى " والله خلقكم وما تعملون "
قال الله تعالى " فألهمها فجورها وتقواها "
الإلهام : إيقاع الشيء في النفس
قال رسول الله ص ( إن الله منّ على قوم فألهمهم الخير فأدخلهم في رحمته وابتلى قوماً فخذلهم وذمهم على أفعالهم ولم يستطيعوا غير ما ابتلاهم فعذبهم وهو عادل )
قال ص ( ما بعث الله نبياً قط وفي أمته قدرية ومرجئة , إن الله لعن القدرية و المرجئة على لسان سبعين نبياً )
قال رسول الله ص ( لكل أمة مجوس و مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدر و أن الأمر أنف . قال فإذا لقيتهم فأخيرهم أني منهم بريء و أنهم براء مني )
ثم قال ( والذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل حتى يؤمن بالقدر خيره و شره )
ثم ذكر حديث جبريل وسؤاله النبي ص قال : ما الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله و ملائكته وكتبه و رسله وتؤمن بالقدر خيره و شره
( أن تؤمن بالله ) : هو التصديق بأنه سبحانه وتعالى موجود موصوف بصفات الجلال و الكمال منزه عن صفات النقص و أنه فرد صمد خالق جميع المخلوقات متصرف فيها بما يشاء يفعل في ملكه ما يريد
( وملائكته ) هو التصديق بعبوديتهم لله
"بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمر يعملون "
( ورسله ) هو التصديق بأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى أيدهم الله بالمعجزات الدالة على صدقهم و أنهم بلغوا عن الله تعالى رسالاته وبينوا للمكلفين ما أمرهم الله به و أنه يجب احترامهم و أن لا نفرق بين أحد منهم
( و اليوم الأخر ) هو التصديق بيوم القيامة وما اشتمل عليه من الإعادة بعد الموت و النشر و الحشر و الحساب و الميزان و الصراط و الجنة و النار و أنهما دار ثوابه وعقابه للمحسنين و المسيئين
( و القدر ) هو التصديق بما تقدم ذلك ومن ذلك قول رسول الله ص ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك , ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف )
والإيمان : قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية و القرآن كلام الله نزل به جبريل على نبيه محمد ص غير مخلوق والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ولا نخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا ولا نكفّر أحداً من أهل القبلة و إن عمل بالكبائر إلا إن استحلوها ولا نشهد لأحد من أهل القبلة بالجنة لخير أتى به إلا شهد له النبي ص و الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله ص و أفضل الخلق بعد رسول الله ص أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ونترحم على جميع أزواج النبي ص و أولاده و أصحابه رضي الله عنهم أجمعين
نسأل الله المنان بلطفه أن يتوفانا مسلمين على الكتاب و السنة إنه أرحم الراحمين