* فلما انقطع عن الله اعترافاً وتعبداً ؛ تعلق بالطبيعة فعبدها ، وصار قلبه شبيهاً بقلوب البهائم السائمة .
* ليس له همة إلا التمتع بالأمور المادية .
* وقلبه دائماً غير مطمئن ، بل خائف من فوات محبوباته ، وخائف من حصول المكاره التي تنتابه .
* وليس معه من الإيمان ما يسهل عليه المصيبات ، وما يخفف عنه النكبات .
* قد حرم لذة الإيمان ، وحلاوة التقرب إلى الله ، وثمرات الإيمان العاجلة والآجلة .
* لا يرجو ثوباً ولا يخشى عقاباً ، وإنما خوفه ورجاؤه متعلق بمطالب النفوس الدنيوية الخسيسة المادية
ومن أوصاف المؤمن : التواضع للحق وللخلق .
والنصيحة لعباد الله على اختلاف مراتبهم ، قولاً وفعلاً ونية .
والجاحد : وصفه : التكبر على الحق ، وعلى الخلق ، والإعجاب بالنفس . لايدين بالنصيحة لأحد .
المؤمن : سليم القلب من الغش ، والغل ، والحقد .
يحب للمسلمين ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه .
ويسعى بحسب وسعه في مصالحهم ، ويتحمل أذى الخلق ، ولايظلمهم بوجه من الوجوه .
والجاحد : قلبه يغلي بالغل والحقد .
ولا يريد لأحد خيراً ولا نفعاً إلا إذا كان له في ذلك غرض دنيوي .
ولا يبالي بظلم الخلق عند قدرته .
وهو أضعف شيء عن تحمل ما يصيبه منهم .
المؤمن : صدوق اللسان ، حسن المعاملة.
وصفة : الحلم ، والوقار ، والسكينة ، والرحمة ، والصبر ، والوفاء ، وسهولة الجانب ، ولين العريكة .
والجاحد : وصفه : الطيش ، والقسوة ، والجزع ، والهلع ، والكذب ، وعدم الوفاء ، وشراسة الأخلاق .
المؤمن : لا يذل إلا لله ، قد صان قلبه ووجهه عن بذله وتذلله لغير ربه .
وصفه : العفة ، والقوة ، والشجاعة ، والسخاء ، والمرؤة ، لايختار إلا كل طيب.
أما الحاجد : فعلى الضد من ذلك .
قد تعلق قلبه خوفاً من ضررهم ورجاء لنفعهم وبذل لهم ماء وجهه وليس له عفه ولا قوة ولا شجاعة إلا في أغراضة السفلية .
عادم المروءة والانسانية ، لا يبالي بما حصل له من طيب أو خبيث .
المؤمن : قد جمع بين السعي في فعل الاسباب النافعة والتوكل على الله والثقة به وطلب العون منه في كل الامور ، والله تعالى في عونه
واما الجاحد : فليس عنده من التوكل خبر ، وليس له من نظر إلا إلى نفسه الضعيفه المهينة . قد ولاه الله ما تولى لنفسه ، وخذله عن اعانته على مطالبه فإن قدر له ما يحب كان استدراجاً .
المؤمن : إذا أتته النعم تلقاها بالشكر ، وصرفها فيما ينفعه ويعود عليه بالخير .
وغير المؤمن : يتلقاها بأشر وبطر واشتغال بالنعمة عن المنعم ، وعن شكره ويصرفها في أغراضه السفلية . وهي مع هذا سريع زوالها قريب انفصالها .
المؤمن : إذا أصابته المصائب قابلها بالصبر والاحتساب ، وارتقاب الاجر والثواب ، والطمع في زوالها . فيكون ما عوض من الخير والثواب أعظم مما فاته من محبوب أو حصل له من مكروه .
والجاحد : يتلقاها بهلع وجزع ، فتزداد مصيبته ويجتمع عليه ألم الظاهر وألم القلب . قد عدم الصبر ، وليس له رجاء في الاجر .
فما أشد حسرته ، وأعظم حزنه ؟
المؤمن : يدين الله بالإيمان بجميع الرسل وتعظيمهم وتقديم محبتهم على محبة الخلق كلهم .
ويعترف أن كل خير ينال الخلق إلى يوم القيامة فعلى أيديهم وبإرشادهم . وكل شر وضرر ينال الخلق ؛ فسببه مخالفتهم .
فهم أعظم الخلق إحساناً إلى الخلق وخصوصاً إمامهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين ، وبعثه لكل صلاح وإصلاح وهدايةٍ .
وأما الملحدون : فبضد ذلك . يعظمون أعداء الرسل ، ويحترمون أقوالهم . ويهزئون كأسلافهم بما جائت به الرسل .
وذلك أكبر دليل على سخافة عقولهم ، وهبوط أخلاقهم إلى أسفل سافلين .
المؤمن : يدين الله بمحبة الصحابة وأئمة المسلمين وأئمة الهدى .
والملحد : بالعكس .
المؤمن : لكمال إخلاصه لله ؛ تعالى يعمل لله ، ويحسن إلى عباد الله .
المؤمن : منشرح الصدر ، بالعلم النافع ، والإيمان الصحيح ، والإقبال على الله ، واللهج بذكره ، والإحسان إلى الخلق ، وسلامة الصدر من الأوصاف الذميمة .
والجاحد الغافل : ضد ذلك لفقده الأسباب الموجبة لإنشراح الصدر .
وبهذا أيها الإخوة الأحبة نكون قد ختمنا أصول الإيمان للشيخ العلامة / عبد الرحمن بن ناصر السعدي. رحمه الله تعالى. وأسكنه فسيح جناته ، وأسأل الله تعالى أن ييسر لنا ولكم فيما بعد مواصلة الحديث حول (( موانع الإيمان )) ، وما نحن مقبلين عليه من الموانع فهي ليست بأقل أهمية من الأصول ، فهي مكملة لها ، فهذا الجذر والأساس تم إعتماده ، وسنقيم عليه إن شاء الله من الأغصان ، والأوراق الخضراء اليانعة التي تزدهر بها شجرة الإيمان ، وتثمر لنا عملاً خالصاً صادقا ، لوجه الكريم سبحانه وتعالى ، ولا تنسوا تزويدنا بالأفكار ، والأقتراحات ، والله الموفق لا سواه ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
المصدر موقع اسلامي ,,
بحاول انزل كل فتره بها الصفحه دروس اتمنى ان تعجبكم
اختكم جوري