
الكبيرة الثالثة و الستون : الأمن من مكر الله
قال رسول الله ص ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته فإنما ذلك منه استدراج ثم قرأ " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون "
الابلاس : اليأس من النجاة عند ورود الملائكة
و في الأثر : أنه لما مكر بابليس – و كان من الملائكة – طفق جبريل و ميكال يبكيان فقال الله عز وجل لهما : مالكما تبكيان ؟ قالا : يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى : هكذا كونا لا تأمنا مكري
وقالت عائشة رضي الله عنها :كان رسول الله ص يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت : يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا فهل تخشى ؟ قال : وما يؤمنني يا عائشة و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء إذا أراد أن يقلب قلب عبده قلبه
فإذا كانت الهداية معروفة والاستقامة على مشيئته موقوفة و العاقبة مغيبة و الإرادة غير مغالبة فلا تعجب بإيمانك و عملك و صلاتك و صومك و جميع قربك ذلك إن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدّار عليك فمهما افتخرت بذلك كنت مفتخراً بمتاع غيرك ربما سلبه عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف العير
فكم من روضة أمست و زهرها يانع عميم
أضحت و زهرها يابس هشيم
إذ هبت عليها الريح العقيم
كذلك العبد يمسي و قلبه بطاعة الله مشرق سليم
ويصبح و هو بمعصية الله مظلم سقيم
ذلك تقدير العزيز العظيم
إلهنا لولا محبتك للغفران ما أمهلت من يبارز بالعصيان
ولا عفوك و كرمك ما سكنت الجنان
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته