
كتاب المرأة راعية في بيتها داعية
كيف نستفيد من وسائل الإعلام في البيت
لا أحد ينكر ما لوسائل الإعلام من صحافة و إذاعة و تلفاز من تأثير على النفس البشرية نفعاً أو ضرراً ولا يكاد يخلو بيت من أحد هذه الوسائل الثلاث على الأقل وهي تخاطب الصغير و الكبير و الذكر و الأنثى
و إذا أردنا أن نقيس ما يقدم من البرامج و الموضوعات الإعلامية في عصرنا الحاضر على معايير الإسلام نجد أن معظمها يخالفه و السبب في ذلك راجع إلى ضعف إدراك الأمة و عدم تمييزها بين فن التقنية و الأفكار و كأنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الأخر و على ذلك لما رغبت الأمة في نقل التقنية الإعلامية نقلتها بغثها و سمينها دون أن تقوم بالتخطيط الإعلامي الذي يتمشى مع تعاليم الإسلام ودون أن تقوم بإعداد إعلاميين يسيرون على مثل هذه الخطط فنتج عن ذلك نقل الأفكار الغربية و الشرقية المنافية لتعاليم الإسلام وقام على تنفيذها منتمون إلى الإسلام في بلاد الإسلام و قدموها لأمتهم على أنها الحق الذي لا مرية فيه
ولذلك فإن النصيحة التي يمكن تقديمها بادئ ذي بدء هي عدم الأخذ من هذه الوسائل إلى أن يحل منهج الإعلام الإسلامي محل منهج الإعلام غير الإسلامي
و إذا لم يكن في مقدورنا أن نقوم بهذه الخطوة آنياً فلا بد من الاختيار الأمثل للبرامج الإعلامية و دقة الانتقاء للاستفادة مما يعرض فيها من برامج إسلامية و علمية خالية من الأفكار الدخيلة و التحذير من البرامج المحاربة للعقيدة الإسلامية و بناء الحصانة الإيمانية القوية في النفوس حتى لا تتأثر بأضرار وسائل الإعلام
إن من الأمثلة للبرامج التي يمكن اختيارها في هذا الشأن برامج القرآن الكريم و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع البرامج الإسلامية التي تبث كل يوم عبر موجات الأثير كما يوجد بعض المجلات الإسلامية الأسبوعية و الشهرية ويمكن الاستفادة مما يعرض فيها من أخبار و موضوعات تهم المرأة المسلمة في حياتها اليومية مما يتناول قضايا العقيدة و الشريعة و الأخلاق و الحياة الاجتماعية
وخلاصة القول : فإنه لا بد من التعامل مع وسائل الإعلام بحذر شديد حتى لا تذوب الشخصية الإسلامية ويضمحل الفكر الإسلامي وينقاد المسلم لأفكار غريبة على عقيدته و شريعته و أخلاقه
وختاماً أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد كاتبه و قارئه
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وإلى اللقاء مع كتاب آخر إن شاء الله