
سوء الخلق (مظاهره – أسبابه – علاجه)
ومن مظاهر سوء الخلق أيضاً
سوء التعامل مع الوالدين :
وهذا الأمر يأخذ صوراً كثيرة فمن ذلك نهرهما وزجرهما و رفع الصوت عليهما و التأفف و التضجر من أوامرهما
ومن ذلك العبوس وتقطيب الجبين أمامهما
ومن ذلك احتقارهما و تسفيه أحلامهما ووصفهما بالجهل و الحمق و الغباء
ومن ذلك الأمر عليهما و ترك مساعدتهما
ومن ذلك ذمهما وعيبهما أما الناس
فمن الناس من إذا أخفق في دراسته أو نحو ذلك ألقى باللائمة و التبعة على والديه و زعم أنهما سبب إخفاقه لأنهما لم يحسنا تربيته
ومن ذلك سبهما وشتمهما إما مباشرة و إما بالتسبب
ومن ذلك البراءة منهما و الاستحياء من الانتساب إليهما وطردهما من المنزل أو الذهاب بهما إلى دور العجزة
وأقبح ما في ذلك قتلهما و التخلص منهما رغبة في الميراث أو نحو ذلك عياذاً بالله
سوء العشرة مع الزوجة :
فهناك من يتعامل مع سائر الناس بأدب ورقة و أريحية
فتراه في المجالس بشوشاً حسن الخلق ينتقي من الكلام أطايبه ومن الحديث أعذبه
فإذا مادخل المنزل تبدلت حاله وذهبت وداعته وتولت سماحته وحلت غلظته وبذاءته وفظاظته فانقلب أسداً هصوراً على زوجته الضعيفة المسكينة
فتراه يسيء الأدب مع زوجته ويحملها مسؤولية كل شيء ويغلظ في عتابها عند أدنى خطأ ويهددها بالطلاق عند كل صغيرة و كبيرة وربما قصر عليها في النفقة الواجبة
و إلا فإن الحازم العاقل ذا الدين و المروءة يتودد لأهله ويتعطف عليهم ويحسن معاشرتهم
قال عليه الصلاة و السلام ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً و خياركم خياركم لنسائهم )
سوء الخلق من بعض الزوجات
ففي مقابل ما مضى أن بعض الزوجات لا تحسن التبعل لزوجها ولا تقوم بحقوقه كما أراد الله
بل تراها تسيء الأدب معه وترفع صوتها عليه وتثقل كاهله بكثرة الطلبات و تستنزف ماله بكثرة الإغراق بالكماليات
بل ربما عوقته و خذلته عن بره بوالديه و أعانته على القطيعة و العقوق
سوء معاملة الخدم و العمال :
فما أكثر من يسيء الأدب مع الخدم و العمال فتراه يحتقرهم و ينتقصهم ولا يراهم إلا هملاً مضاعفاً أو لقىً مزدرى فلا يسلم عليهم إذا مر بهم ولا يرد عليهم السلام إذا سلموا بل ربما مد أحد العمال يده ليسلم عليه فيشيح بوجهه عنه ويتركه ماداً يده بلا رد فكم في هذا العمل من كسر لنفس هذا المسكين
ومن الناس من يحملهم ما لا يطيقون ويؤخر رواتبهم لمدة طويلة ويحسم من رواتبهم عند أدنى هفوة أو زلة
سوء الأدب من بعض الخدم و العمال :
فكما أن هنالك تقصيراً في حق الخدم و العمال – كما مر ذكره – فكذلك هناك تقصير من بعض الخدم
فمنهم من إذا أكرمه رئيسه أو كفيله فرقًّ لحاله و أحسن إليه وسهل مهمته ولم يكلفه ما لا يطيق قابل الإحسان بالإساءة و المعروف بالجحود و النكران
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته