
سوء الخلق (مظاهره – أسبابه – علاجه)
ومن مظاهر سوء الخلق أيضاً
الكذب :
الكذب جماع كل شر و أصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه لأنه ينتج النميمة و النميمة تنتج البغضاء و البغضاء تؤول إلى العداوة وليس مع العداوة أمن ولا راحة
ولذلك قيل : من قلَّ صدقه قلّ صديقه
قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
وقال عليه الصلاة و السلام ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و البر يهدي إلى الجنة و إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً . و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )
ومن مظاهر الكذب النتشرة بين الناس
الكذب على الله و رسوله
و الكذب لإفساد ذات البين
و الكذب لإضحاك السامعين
و الكذب في المطالبات و الخصومات
و الكذب للتخلص من المواقف الحرجة
و الكذب على الأولاد
ونقل الأخبار الكاذبة وحذف بعض الحقيقة و التوسع في باب المصلحة و المبالغة في المعاريض و التملق لأرباب الثراء و الجاه
كثرة المزاح و الإسفاف فيه :
فالمزاح يسقط الهيبة و يخل بالمروءة ويجرئ السفهاء و الأنذال
قيل في بعض منثور الحكم : المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب
وقيل من كثر مزاحه زالت هيبته
و أيضاَ : لكل شيء بدء وبدء العداوة المزاح
وكان يقال : لو كان المزاح فحلاً ما ألقح إلا الشر
وقال سعيد بن العاص : لا تمازح الشريف فيحقد ولا الدنيء فيجترئ عليك
وقيل إذا كان المزاح أما الكلام فآخره الشتم و اللطام
والمقصود أن المزاح لا ينبغي الإكثار منه ولا الإسفاف فيه أما ماعدا ذلك فيحسن لما فيه من إيناس الجليس و إزالة الوحشة ونفي الملل و السآمة
الفخر بالنسب :
فالفخر بالنسب خلق جاهلي ذمة الإسلام ومقت أهله وحذر من صنيعه
والفخر بالنسب عنوان سفة العقل و آية دنو الهمة
فهل للإنسان الخيرة في اختيار نسبه ؟ وهل النسب مما يرفع عند الله ؟
إنما الفخر كل الفخر بتقوى الله عز وجل وبالترقي في مراتب الكمال ومدارج الفضيلة
قلة المراعاة لأدب المحادثة :
فللمحادثة آداب يحسن مراعاتها و التحلي بها ويقبح التفريط فيها و الإخلال في شأنها
ومن المظاهر لقلة المراعاة لأدب المحادثة مقاطعة المتحدث و الاستخفاف بحديثه وترك الإسغاء إليه و المبادرة إلى تخطئته أو تكذيبه ورفع اليدين في وجهه و القيام عنه قبل أن يكمل حديثه
ومنها الثرثرة و حب الاستئثار بالحديث وكثرة امتداح النفس
ومنها قلة المراعاة لمشاعر الآخرين ومواجهتهم بما يكرهون و الحديث بما لا يناسب المقام و الحال
ومنها بذاءة اللسان والتفحش بالقول و استعمال العبارات المستكرهة صراحة دون تكنية
ومنها رفع الصوت بلا داع و الغلظة في الخطاب و الشدة في العتاب
ومنها التقعير ي الكلام و الخوض فيما لا ظائل تحته و الكلف في المعارضة و الخلاف
ومنها الجدال و المراء و الخصومة و اللدد
قلة المراعاة لأدب المجالس :
ومن مظاهر ذلك دخول المجلس و الخروج منه دون إذن وترك السلام حال الدخول و حال الخروج
ومنها التصدر للمجالس لمن ليس أهلاً لذلك
ومنها قلة التفسح في المجالس و التفريق بين اثنين متجالسين دون إذنهما و الجلوس في مجلس الرجل إذا قام منه وهو يريد الرجوع إليه
ومنها الجلوس في الطرقات دون أداء حقها
والجلوس على هيئة تشعر بقلة الأدب كالاضطجاع ورفع الرجل في وجه المتكلم ونحو ذلك
ومنها القيام بما ينفي الذوق في المجالس كالتجشؤ و التمخط و التثاؤب و القهقهة و نحو ذلك
ومنها تناجي الجماعة دون الواحد
ومنها التقصير في السنن الواردة في المجلس كتشميت العاطس و الاستغفار في آخره
ومنها مزاولة المنكرات في المجالس كالغيبة و النميمة و التدخين و نحو ذلك
ومنها مداهنة أهل المجلس و ترك الإنكار عليهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته