عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /21-10-2008, 01:18 PM   #168

أموووونة
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "

    حالة الإتصال : أموووونة غير متصلة
    رقم العضوية : 10763
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 45
    المشاركات : 6,803
    بمعدل : 0.95 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : أموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really nice
    التقييم : 446
    تقييم المستوى : 34
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 40315
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور أموووونة عرض مواضيع أموووونة عرض ردود أموووونة
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي



سوء الخلق (مظاهره – أسبابه – علاجه)

هل يمكن تغيير الأخلاق أو لا ؟

وبعد أن استبانت لنا بعض المعالم لسوء الخلق يحسن الوقوف ها هنا حول سؤال يرد كثيراً مفاده : هل يمكن تغيير الأخلاق أو لا ؟
و الجواب عن ذلك قد اختلف فيه فهناك من يرى أن الأخلاق ثابتة في الإنسان لا يمكن أن تتغير لأنها غرائز فطر عليها و طبائع جبل على التحلي بها فلا يمكنه تغييرها ولا يتصور فكاكه عنها
وهناك من يرى أن تغيير الأخلاق وارد ممكن فليس معتذراً ولا مستحيلاً خلافاً لمن رأى غير ذلك
و الرأي الثاني هو الصواب المقطوع فيه
ذلك أن الأخلاق على ضربين فمنها ما هو غريزي فطري جبلي و منها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة و الممارسة و الرياضة و المجاهدة
ولو كانت الأخلاق لا تتغير لبطلت الوصايا و المواعظ و التأديبات
بل كيف ينكر هذا وتغيير خلق الحيوان البهيم ممكن ؟!
إذ أن الباذي ينقل من الاستيحاش إلى الأنس
والكلب من شره الأكل إلى التأدب و الإمساك عن التخلية
والفرس من الجماح إلى السلاسة و الانقياد
وكل هذا تغيير في الأخلاق
فإذا كان هو الشأن مع الحيوان البهيم فأجدر بالإنسان أن يتغير خلقه ويتبدل طبعه إلى حد الاعتدال وذلك إن أخذ برياضة نفسه و سياستها وحملها على المكارم
وهذا الأمر هو الذي تسنده أدلة الشرع و الواقع
أما أدلة الشرع فكثيرة جداً فهي تحث على التحلي بالفضائل و التخلي عن الرذائل
ولو كان ذلك غير ممكن لما أمر به
قال تعالى " قد أفلح من تزكى " الأعلى 14
وقال " قد أفلح من زكاها " الشمس 9
ففي هاتين الآيتين دليل على أن الأخلاق تتغير و أن الطباع تتبدل ذلك أن حسن الخلق من الفلاح و الفلاح ينال بالتزكية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلُّم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه )
ففي هذا الحديث دليل على أن الأخلاق قابلة للتغيير ذلك أن الحلم من الأخلاق بل هو سيدها وهو مع ذلك ينال ويكتسب بالتحلم و المجاهدة و حمل النفس على ذلك
أما دلالة الواقع فنرى و نسمع أن أناساً يتصفون بالشِّرَّة و النزق و سوء الخلق
فإذا ما راض الواحد منهم نفسه و ساسها و جاهدها و أخذ بالأسباب المعينة على محاسن الأخلاق تبدلت طباعه و حسنت أخلاقه
وخير دليل على ذلك ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم قبل البعثة فلقد كانوا كسائر كثير من العرب ممن يتصفون بالشدة و القسوة و الغلظة
فلما دخلوا في الإسلام و خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم رقت طباعهم و حسنت أخلاقهم
بل إنهم أصبحوا مثالاً يحتذى ونهجاً يقتفى في الإيثار و السماحة و الكرم و الحلم ونحو ذلك من مكارم الأخلاق
وبعد أن تبين أن الأخلاق قابلة للتغير نصل إلى مربط الفرس وبيت القصيد ألا وهو علاج سوء الخلق ذلك أن غالبية الناس لا يخفى عليهم سوء الخلق ولا يجهلون ضرره و قبحه بل يعلمون ذلك ويتمنون الخلاص منه إن كانوا متصفين به
و إنما الذي يحتاجه أغلب الناس هو كيفية التخلي من سوء الخلق و التحلي بحسن الخلق
وهذا سيتبين إن شاء الله من خلال الحديث عن حسن الخلق من حيث تعريفه و فضائله و أسباب اكتسابه و السبل المعينة على ذلك
فالأشياء تتميز بضدها و الضد يظهر حسنه الضد

وللحديث بقية إن شاء الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته