
سوء الخلق (مظاهره – أسبابه – علاجه)
ومن فضائل حسن الخلق أيضاً :
زيادة الأعمار و عمارة الديار :
قال عليه الصلاة و السلام ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار )
حسن الخلق إحسان قد يزيد على الإحسان المالي :
لأن المال قد يصحبه منة و تعال على الخلق
أما حسن الخلق فإحسان لا يصحبه منة و لا تعال
و إذا كان المال يدخل السرور على المساكين و الفقراء فكذلك حسن الخلق يدخل السرور و البهجة على النفوس مهما اختلفت مشاربها
التوصل للحق :
فبحسن الخلق يتوصل المناظر أو المخاصم من إبداء حجته وفهم حجة صاحبه و يسترشد بذلك إلى الصواب قولاً وعملاً
زيادة العلم :
فبالخلق الحسن يصفو القلب وتطمئن النفس وذلك مدعاة لأن يتمكن المرء من معرفة العلوم التي يسعى لإدراكها و المعارف التي يروم تحصيلها
ثم إن حسن الخلق يدعو صاحبه للتواضع و التأدب في مجالس العلم وهذا مما يزيد العلم ويقوي الإدراك
حصول الخيرية :
فعن عبد الله بن عرو رضي الله عنهما قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفشحاً وكان يقول ( خياركم أحاسنكم أخلاقاً )
السلامة من مضار الطيش و العجلة :
فبالخلق الحسن يسلم المرء من مضار العجلة و الطيش برزانته و صبره ونظره لكل ما يمكن من الاحتمالات
الوفاء بالحقوق الواجبة و المستحبة :
فبالخلق الحسن يتمكن المرء من الوفاء بتلك الحقوق للأهل و الأولاد و الأقارب و الأصحاب و الجيران و المعاملين و سائر من بينه وبينهم مخالطة أو حق
فكم من حقوق أضيعت من جراء سوء الخلق
الإنصاف :
فبحسن الخلق تنال فضيلة الإنصاف و أكرم بها من فضيلة
راحة البال و طيب العيش :
فمن حسن خلقه طابنت معيشته ودامت سلامته و تأكدت في الناس محبته
ومن ساء خلقه تكدرت معيشته ودامت بغضته ونفؤ الناس منه
حصول الوئام و الاتفاق التام في المجتمع :
فإذا حسنت الأخلاق في مجتمع ما شاع الوئام و التراحم و سادت الألفة و المودة في ذلك المجتمع
صد هجمات الأعداء :
فالعدو إنما يتسلل ويبث سمومه في صفوف الأمة المنهارة في أخلاقها
أما الأمة التي تتمتع بالأخلاق الفاضلة ففي منعة من ذلك
وبه يتمكن المرء من إصلاح ذات البين :
فحسن الخلق يرضى به جميع الأطراف وبذلك يستطيع أن يجمع القلوب المتنافرة و الآراء المشتتة
حسن الخلق يستر العيوب :
فحسن الخلق يغطي غيره من القبائح
كما أن سوء الخلق يقبح غيره من المحاسن
روى الهيثم بن عدي عن أبي يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال : قدم علينا الأحنف بن قيس الكوفة مع مصعب بن الزبير فما رأيت خصلة تذم في رجل إلا وقد رأيتها فيه كان :
صعل الرأس - أحجن الأنف - أغضف الأذن - متراكب الأسنان - أشدق مائل الذقن - ناتئ الوجنة - باخق العين - خفيف العارضين
أحنف الرجلين
ولكنه كان إذا تكلم جلى عن نفسه
صعل الرأس : أي دقيقه
أحجن الأنف : اعوجاج الشيئ و أحجن الأنف مقبل الروثة نحو الفم
أغضف : مسترخ
الأشدق : الشدق المائلة
البخق : أن تخسف العين بعد العور
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته