

إسماعيل عليه السلام
3 – بئر زمزم
وسار إبراهيم عليه السلام وترك زوجته وولده، وليس معهما من الطعام والماء إلا القليل وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها
بكى الطفل بشدة، وأخذ يتلوى، ويتمرغ أمامها من شدة العطش.
فتركته وانطلقت كراهية أن تنظر إليه
انطلقت تبحث عن الماء وأخذت هاجر تمشي حتى وصلت إلى جبل الصفا فقد كان أقرب جبل في الأرض يليها فصعدت إليه ثم نظرت إلى الوادي يمينًا ويسارًا؛ لعلها ترى بئرًا أو قافلة مارة من الطريق فتسألهم الطعام أو الماء، فلم تجد شيئًا، فهبطت من الصفا، وسارت في اتجاه جبل المروة فصعدته وأخذت تنظر بعيدًا لترى مُنقِذًا ينقذها هي وابنها مما هما فيه، إلا أنها لم تجد شيئًا كذلك، فنزلت من جبل المروة صاعدة جبل الصفا مرة أخرى لعلها تجد النجاة وظلت هكذا تنتقل من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا سبع مرات.
وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الحج، وذلك تخليدًا لهذه الذكرى،
قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } [البقرة:158]
وبعد أن تعبت هاجر، وأحست بالإجهاد والمشقة، عادت إلى ابنها دون أن يكون معها قطرة واحدة من الماء
فلما أراد الله تأسيس الحال، وتمهيد المقام، وخط الموضع للبيت المكرم، والبلد المحرم
فهنا أدركتها رحمة الله سبحانه فنزل الملك جبريل عليه السلام وضرب الأرض فبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء فتفجرت وتدفقت منها بئر زمزم وتفجر منها ماء عذب غزير وأصبح الماء مقام الغذاء
عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تشتفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه
فراحت هاجر تغرف بيدها وتشرب وتسقى ابنها، وتملأ سقاءها، وشكرت الله -عز وجل- على نعمته، وعلى بئر زمزم التي فجرها لها.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته