عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-06-2009, 09:22 AM   #15

falas6in
بنوتة محلقة
حلمان

 
    حالة الإتصال : falas6in غير متصلة
    رقم العضوية : 52260
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    المشاركات : 117
    بمعدل : 0.02 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : falas6in is on a distinguished road
    التقييم : 11
    تقييم المستوى : 17
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 3209

     SMS : أمضي على أمل إيجادي و إعادة وضعي في زجاجتي القديمة

مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور falas6in عرض مواضيع falas6in عرض ردود falas6in
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

sah.5


قهوة


تمشّى الهدوء مرافقا السكينة في ضفاف الحي أسكت الجيران كفكف دموعهم أرسل بعضهم لجادّة الأحلام أراح أجسادهم حتى يرتاحوا و يخففوا من قيظ أرواحهم قليلا ،يبعدهم عن هم التفكير في الغد ..
خرجت للحي تسترق السمع لحديث الجارات اللاتي وضعن حصيرة و مجموعة من الوسائد على الأرض و جلسن هناك في منتصف الطريق كما العادة يفصلن الذاهب و القادم حالهن حال شرطة الحدود أو إدارة الجمارك لا يفوتهن شيء!! خصوصا إذا ما أتى ضيف إلى الحي، يجلسن تحت النافذة لكي يرخين أسماعهن و يتلقين آخر الأخبار و المستجدّات إضافة إلى أن جلسة الدردشة تلك لا تكتمل من دون القهوة..

أحضرت إحداهن طاولة صغيرة من الخشب و وضعت عليها مفرشا زهريا نظيفا و عليه مجموعة من فناجين القهوة تسللت إلى هناك ، تمنت أن تشرب من تلك القهوة التي تصر الجارات على احتسائها كل يوم إنهن يتحدثن كثيرا لا بد أن القهوة هي التي تعطيهن هذا الكم الهائل من الكلمات قررت أن تستل واحدا من هذه الفناجين و ليحدث ما يحدث !! ثم إن هناك فنجانا زائدا إذن لن ينزعج أحد لو رآها تتذوق القهوة للمرة الأولى في حياتها..

جلست القرفصاء ثم بدأت تمشي على أربع كن يتحدثن عن أم جواد و أن نصيبها من مهرجان اليوم في بيتهم كان وافرا خصوصا عندما حاولت الدفاع عن ابنها.وصلت إلى الطاولة الهدف، ساعدتها ضآلة جسدها على الاختباء بين الطاولة و الحائط، كورت نفسها تحت الطاولة ثم بدأت الأصابع الصغيرة تعربد بين ثنايا المفرش تلمست الحافة و هي تسمع إحداهن تقول:لا تصدقي كل ما يقال لا يمكن أن يكون قد ضربها!!تصل إلى الصحن و الأخرى ترد بسرعة: أقسم لك بالقرآن و كل الغاليين على قلبي أني سمعت صوتها .الآن الفنجان...أف أين هي أذنه ؟ وجدته فسحبته إليها بسرعة و قبل أن تهم بالهروب سمعت الأخيرة تعلق: أعانها الله ألا يكفي أن ابنها مسخوط؟ ثم إنها معتادة على هذا الضرب منذ أن كانت في بيت أهلها عندها أسكتتها إحداهن:هص سمعك الحي بأكمله ليس مسخوطا إنه فقط ناقص عقل.. كان على أبي جواد أن يتزوج بأخرى ، البنات يملأن الحارة. ركضت إلى الزاوية و هي تفكر بحديثهن رغم أن رائحة القهوة كانت تشتت تركيزها..

كانت أم جواد أمامها مباشرة تمنت أن تركض إليها و تخبرها بأن النساء الجالسات هناك نفضوا سيرتها الذاتية من بداية مولدها حتى علقة البارحة، لكن كان كوب القهوة أهم تقترب الشفتان ببطء ثقيل! لم تستطع أن تشرب حاولت من جديد قربت شفتيها على الكوب، و قبل أن يصل ذلك السائل ذو الرائحة النفاذة إلى فمها ابتعدت الشفتان ؛ فاجأتها أم جواد بقولها :عليك ألا تتردي في الخطوة الأخيرة

بقيت شمس صامتة لم تعرف ما الذي تقوله..لم تنتظر أم جواد الرد أردفتها بجملةٍ أخرى: من أين لك هذه الفناجين إنها لي !! من الصعب على شمس أن تنطق في مثل تلك الحالات، ربما لأنها لم تشرب من السائل السحري الكثيف فما كان منها إلى أن شربت الفنجان دفعة واحدة و رمت الفنجان لأم جواد ثم انطلقت راكضة إلى المنزل.. ركضت ، تعثرت بقطة صغيرة ، لم تكترث لسانها مر يحكها جدا و فمها كله مر بلعت حبة كبير من الهيل ..طرقت باب المنزل بشدة فتحت أمها الباب فتوجهت إلى المغسلة و بدأت تفرك لسانها بالصابون وهي تقول: القهوة ليست لذيذة بالمرة !!.

بعد تلك النوبة المضنية كان السطح هو الملجأ الأفضل الشمس تغيب و الدجى بدأت تبارك الغيوم بقبلة مرتجفة بينما النور ما زال خجلا حاله حال القمر مرتعش هو الآخر سيأذن المغرب بعد قليل..استندت على الحافة بجانب أصيص الياسمين ، رأت أهل الحي من فوق حالهم حال الأولاد في المدرسة عند النظر إليهم من جانب العلم مع فرق بسيط أنها دوما كانت ترى أفعال الأولاد في المدرسة أكثر منطقية ..سلّمت على أم إسماعيل كان زوجها عصبياً اليوم... و على سيرة أبي إسماعيل ظهر إسماعيل يتمشى في أول الحي.كيف يشرب الكولا المثلجة في هذا الزمهرير ؟ ها هو يغازل الزجاجة التي أثخنت بالندى يمسح ما عليها من ماء، يجلس تحت عامود الإنارة الوحيد في الحي، ينظر لانعكاس لون الكولا تحت تأثير الضوء يحزنه أنه سوف يعطيها لصاحب الدكان بعد أن ينتهي لكن احتضانها لفترة يرضيه نسبيا..أم جواد اندمجت مع جوقة حرس الحدود تتحدث مع النساء اللاتي أقسمن بالقرآن من أجل العلقة.

أحضرت حصاة كبيرة و بدأت تلعب بها ترميها ثم تقفز إليها مرة بقدم واحدة و مرة بالقدمين معا وصلت إلى حافة السطح.حدقت بها ثم تذكرت أكثر أمنياتها إلحاحا لطالما أرادت القفز من سطح بيتهم إلى سطح بيت أبي جواد ثم إلى جميع الأسطح في الحي..المسافة الفارقة بين كل حافة والأخرى لا تتعدى ثلاث خطوات أو أقل .
كانت تتذكر قول محمد بأن: المجنون ابن المجانين هو من يفكر بالقفز من هناك.. و رغم كل ذلك كانت تتمنى القفز في كل مرة تصل فيها إلى الحافة.




 



هون حفرنا و هون طمرنا!! زورو ثلج قصة قصيرة قد تنال إعجابكم~>هنا

من مواضيع : falas6in

  رد مع اقتباس