وقوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليا) وهو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة.
وقد روى ابن جرير عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب ، عن جرير بن حازم عن الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعباً ـ وأنا حاضرـ
فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: (ورفعناه مكاناً عليا )
فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه إني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم لعله من أهل زمانه
ـ فأحب أن يزداد عملا ً فأتاه خليل له من الملائكة فقال إن الله أوحى إلي كذا وكذا
حتى أزداد عملاً فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلي السماء
فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس
فقال ملك الموت: يا للعجب!
بعثت وقيل لي أقبض روح إدريس في السماء الرابعة
فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟!
أبي حاتم عند تفسيرها ورواه ابن
فقال لذلك الملك سل ملك الموت كم بقى من عمري؟
فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال لا أدري حتى أنظر
فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين
فنظر الملك إلي تحت جناحه إلي إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (ورفعناه مكاناً عليا)
قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى
إن أراد أنه لم يمت إلي الآن ففي هذا نظر
وإن أراد أنه رفع حياً إلي السماء ثم قبض هناك فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: (ورفعناه مكاناً عليا)
رفع إلي : السماء السادس فمات بها وهكذا قال الضحاك
والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح
وقال الحسن البصري (ورفعناه مكاناً عليا) وقال: إلي الجنة
وقال قائلون: رفع في حياة أبيه "يرد بن مهلاييل" والله أعلم
وإلى اللقاء مع نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته