(3)
و بعدها انتقلت إلى السنة الثانية من المرحلة الابتدائية.. و ألمها يزداد يومًا بعد يوم ..
و كل يوم تتذوق جرحًا جديدًا .. و ألمًا مريرًا ..تذهب إلى المدرسة كسيرة القلب ..
باكية العين ..شاحبة الوجه .. خاوية البطن .. و الأدهى و الأعظم أن لها أخًا صغيرًا..
يبلغ من الأعوام الثلاث فقط .. و أكبر آلآمها هو حفل الأمهات .. فكل طالبة تأتي أمها ..
كل طالبة فرحة بحلول أمها ..الكل سعيد .. الكل مبتهج .. إلا هي!!
لم يأتِ أحد ليسأل عنها .. و لا يهتم بأمرها !!
و بعد أسبوع أو أكثر .. سافر أباها .. و مكث هناك مدة تبلغ أسبوعان أو أكثر ..
و بقيت ابتسام بلا كسوة تكسوها .. و لا غذاء يطعمها .. و لا دفء يدفيها ..
و لا قلب يحتويها .. دخلت على إثر ذلك المشفى بسبب سوء التغذية .. و أصابتها نزلة معوية شديدة ..
و هي تحت أجهزة الأكسجين و المغذيات .. مكثت بالمشفى حوالي شهر !! توفي حينها أخوها المسكين .. مؤلمة حياتها هذه الطفلة .. عاد أبوها و قد أتت معه زوجة جديدة .. لكنها قاسية بقلبها الصخر .. يا لحياتها المرة .. الموجعة .. !!