** تجهّزَ للامتحان ، واسترجعَ دروسه .. ولكـن...
[ - يا ابني تفائل بالمستقبل ! نقصان العلامات ليس نهاية العالم !
العمر أمامك زاهر ، ولو من بعض العراقيل ، التي باستطاعتك اجتيازها.
وتكُن ذكيًا بالتعلم من أخطاءك في امتحانات الدراسة ، وفهم العبر من امتحانات الحياة .. ]
/
[ - لا فائدة تُرجى منك ! شابٌ فارغُ الطولِ ، وفارغُ العقل !
ربّيتُكَ صغيرًا ، وفي مخيلتي صورتك مهندسًا ، طبيبًا ، معلمًا ، قائدًا ...
ولكن ! إذا من بدايتها علامات متدنية في الدراسة ؛ فماذا سأنتظر منك ؟!
... لا مكانَ لكَ سوى سيارة التاكسي التي ستقودها يومًا .. ]
.
.
** تناوبت عليها الآلام ، إلا أنها عدّتها آلامًا عادية ، لن تلبثَ أن تزول .. غيرَ أنها كانت علامات لمرضٍ كان قد هاجمَ جسدها بكل جنوده ...!
وكان والدها ...
[ - يا حبيبتي ، هوّني عليكِ .. بإذن الله تباركَ وتعالى ستتعافين ، وتبدين كالحصان قوةً ...
هذه مشيئة الله يا بُنيتي ، فارضَي بحكمه وقدره ، وهو ابتلاءٌ من الله لكِ ، فكوني أنت الرابحة .. دُنيًا وآخرة ،
ولا تجعلي لوساوس الشيطانِ بالاً .. شفاكِ الله يا ابنتي . ]
/
[ - هذاا جزاء من يهمل نفسه ، ولا يعطيها حق الرعاية !وهذا قدرُكِ ، فارضَي به إن شئتِ ..
ما عليَّ فعلُهُ هو دفع تكاليف العملية من تعب جبيني ! فإن شاءَ اللهُ شفاكِ ، وإن لم يشأ .. فهذا مصيرُكِ ..! ]
.
.
** بحَثَ عنِ الراحة ! ولم يلقَ إلا أصحابه – المجاهدون في سبيل الراحة – وكان منهم أن أعطَوهُ حبوبًا ...
فتتالتِ العطايا ، إلى أن أصبحت منايا ..
[ - الأخ الأكبر ، مستنكرًا: وهل وجدتَ الراحةَ فعلاً في المخدرات ؟!!
لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله .. آآهٌ ، لا أحب أن أراكَ بهذا الوضع ،
ولكن لا تخَف .. المستشفيات التي تعالج حالتك كثيرة ، وفرصة الشفاء بإذن الله كبيرة ،،
اشتاقُ لرؤية وليد القوي المعافى ، فاصطبر في العلاج وكُن قويًا .. فنحنُ معك ، والله معك .. ولن يخذُلك. ]
/
[ - نـعـم ؟ تقولُ مدمن ؟! أخي مدمن !!
وتركَ الطبيب خلفهُ ليهَرولَ إلى غرفة أخيه وليد ، صارخًا: أهذا جزاؤنا يا وليد ؟! فيمَ قصّرنا تجاهك ؟! تحدّث !!
- بعيونٍ دامعةٍ ناظرهُ وليد: أخــي ...!!
- هاجَ غضبهُ و حزنه: ماذا تريد للناسِ أن تقول عنّا ؟! شوّهتَ سُمعتي وسمعَة أهلي ..! أفٍ منكْ !
وأنهى الحديث بـ"أنتَ عارٌ علينا .. لا أتشرف بكونكَ أخي ..!" ]
.
.
** أن تخبرَ أخاها عن بُؤسِ حياتها ليُساعدها ، خيرٌ من أن تُشعِل فؤادَ والديها ،
فقط .. إلى أن يستقرّ الوضع ، كما هو مأمول ..
[ - مع أنني أمهلتكما فترة ، إلا أن الوضع قد احتدّ ، فلقد تبين لي معدنه بوضوحٍ ،
كوني على علمٍ بأننا إلى جانبكِ ، وسنبذل كل ما في وسعنا حتى تنفصلي عنه ، ولو طلبَ المستحيل !!
فترة وتعدّي على خير بإذن الله ، وتعودين ليلى الحيوية التي كنت أعرفها قبل عامين ،
فانسي كل اهاناته وظلمه ، وتذكري الطيب منه ولو القليل ،،! أعانكِ الله يا أختي .. ]
/
[ - مــاذا مـاذااا ؟! ما عندنـا بنات مطلقـات !!
ستبقين مع زوجك رغـمًا عنكِ ..! تحمّلتي عامين ، فلتتحملي العمر كله !
لا أريد أن تبقي على كبد أمي وأبي ، هيـّاا ..
هيّا إلى السيارة ، سآخذكِ إليه .. مللتُ من سماع هذه الشكاوي منكِ ]