منذ /24-09-2009, 11:31 PM
|
#84
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
يعقوب عليه السلام 147سنهتوفي بأرض مصر وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى الخليل في مزرعة حبرونب فلسطين.
نبي من أنبياء الله-عز وجل-، اصطفاه الله، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-، يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله بشرت الملائكة به إبراهيم -عليه السلام- زوجته سارة،
قال تعالى: ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) [هود: 71].
ولد يعقوب -عليه السلام- محاطًا بعناية الله ورحمته، سائرًا على منهج آبائه، دعا نبيالله يعقوب عليه السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده وترك عبادة غير الله
وكان ليعقوب اثنا عشر ولدًا سمَّاهم القرآن الكريم بالأسباط، وكان أجلهم قدرًا، وأنقاهم قلبًا، وأسلمهم صدرًا، وأزكاهم نفسًا، وأصغرهم سنًا، يوسف -عليه السلام-،
لذا كان يعقوب -عليه السلام- يحوطه بمزيد من العناية والحنان وهذا شيء طبيعي، فالأب يحنو على الصغير حتى يكبر، وعلى المريض حتى يبرأ.
وقد ابتلى الله نبيه يعقوب بالبلايا الكثيرة فصبر ونال الدرجات العالية، ومن جملةالبلاء الذي ابتلى به عليه السلام أنه فقد بصره حُزنًا على ولده يوسف الذي مكر بهأخوته العشرة وهم من سوى بنيامين،
وكان يعقوب -عليه السلام- مثالاً يحتذى للأب الذي يقوم بتربية أولاده على الفضيلة، فيقوم بأمرهم، ويسدي لهم النصح، ويحل مشاكلهم،
إلا أن الشيطان زين للأبناء قتل أخيهم يوسف لما رأوا من حب أبيهم له، لكنهم بعد ذلك رجعوا عن رأيهم من القتل إلى الإلقاء في بئر بعيدة، لتأخذه إحدى القوافل المارة،
وحزن يعقوب على فراق يوسف حزنًا شديدًا، وأصابه العمى من شدة الحزن
ثم رد الله تعالى له بصره بعد أن جاء البشيربقميص يوسف ووضعه على وجهه فعاد بصيرًا بعد طول غياب وشدة حزن وألم على فقد ابنهوحبيبه يوسف عليه الصلاة والسلام
قال الله
((فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُوشنَ 96
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ 97
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم 98 ))
سورة يوسف
وقد اجتمع يعقوب بابنه يوسف عليهماالسلام في مصر بعد طول غياب حيث مكث يوسف بعيدًا عن أبيه يعقوب ما يقارب الأربعينسنة.
كما يتبين مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أنالموت كارثة تدهم الإنسان فتنسيه اسمه، ولا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لاينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة البقرة:
} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَلِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُمُسْلِمُونَ (133) {البقرة
إنهذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة..
نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟
ما الأفكارالتي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟
ما الأمر الخطير الذي يريدأن يطمئن عليه قبل موته..؟
ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟
ماالشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله} مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي {
هذا مايشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله.
هي القضية الأولىوالوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخروالملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاقإلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجواعنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
توفي يعقوب عليهالسلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة من اجتماعهبيوسف،
وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجدهإبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارةبحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين.
|
|
|