منذ /12-10-2009, 09:30 PM
|
#100
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
يوسف عليه السلام
11 – دخول يوسف السجن
استجار يوسف بربه ودعاه دعاء خالصا, بأن يخلصه من بين أيدي النساء, وقال في هذا الدعاء:{ (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ }. يوسف 33.
قال مناجيا ربه: يا رب إن تركتني لنفسي, فليس لي من نفسي إلا العجز والضعف, ولا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله, فأنا ضعيف إلا ما قويتني وعصمتني وحفظتني بحولك وقوتك.
عند ذلك استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه يوسف عليه السلام فقد فضل السجن على المعصية, معصية الله عز وجل, ولقد اعتبر يوسف عليه السلام أن السجن رحمة من الله عز وجل, وطريق يسلكه إلى الطاعة ويعصم نفسه بدخول السجن من المعصية.
ودخل يوسف السجن رغم ثبوت براءته عند العزيز, إلا أن العزيز وامرأته بدا لهم من الرأي أن دخول يوسف السجن ولو لوقت قصير يقلل من كلام الناس حولهم, وحكي أن يوسف عليه السلام لما دعا ربه قائلا:{ السجن أحب إلي} أوحى الله إليه:" يا يوسف! أنت حبست نفسك حيث قلت السجن أحب إلي, ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت. القرطبي ج9 الآيتان 33-34 ص 121 .
اقتاد الناس يوسف إلى السجن مظلوما, فحمل مقيدا على ظهر حمار, وطيف به وقد قال بعضهم: "هذا جزاء من يعصي سيدته" أما يوسف فكان يقول: هذا السجن أيسر وأهون من مقطعات النيران, وسرابيل القطران, وشراب الحميم في جهنم, والأكل من شجرة الزقوم في جهنم والعياذ بالله,
فلما وصل يوسف السجن وجد قوما قد انقطع رجاؤهم, واشتد بلاؤهم, فيومهم عمل شاق, ومذلة وتعذيب فقدوا من خلاله كرامتهم وعزتهم, واكتوت ظهورهم بسياط السجانين وظلمهم, واختلط فيهم المظلوم بالظالم والجاني بالبريء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|