عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /22-11-2009, 09:45 PM   #133

أموووونة
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "

 
    حالة الإتصال : أموووونة غير متصلة
    رقم العضوية : 10763
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    العمر : 45
    المشاركات : 6,803
    بمعدل : 0.95 (مشاركة/اليوم)
    النقاط : أموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really niceأموووونة is just really nice
    التقييم : 446
    تقييم المستوى : 34
    الأسهم : 0 (أسهم/سهم)
    الجواهر : (جواهر/جوهرة)
    عدد الدعوات : 0
    زيارات ملفي : 39945
مزاجي :
    استعرضي : عرض البوم صور أموووونة عرض مواضيع أموووونة عرض ردود أموووونة
    تجديني هنا :
     MMS :

MMS

افتراضي





شعيب عليه السلام







4 – نهاية قوم شعيب

فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب قائلين وهذا على سبيل الاستهزاء والتنقص والتهكم: أصلاتك هذهالتي تصليها؛ هي الآمرة لك بأن تحجر علينا فلا نعبد إلا إلهك؟ ونترك ما يعبد آباؤناالأقدمون وأسلافا الأولون؟ أو أنا لا نتعامل إلا على الوجه الذي ترتضيه أنت، ونتركالمعاملات التي تأباها إن كنا نحن نرضاها؟
فقال لهم لست آمركم بالأمر إلا وأنا أول فاعل له، وإذانهيتكم عن الشيء فأنا أول من يتركه. وهذه هي الصفة المحمودة العظيمة، وضدها هيالمردودة الذميمة، كما تلبس بها علماء بني إسرائيل في آخر زمنهم، وخطباؤهمالجاهلون. قال الله تعالى:

}
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{سورة البقرة:44
وذكر في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال: "يؤتي بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه ـ أي: تخرج أمعاؤه من بطنهـ فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألمتكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهىعن المنكر وآتيه"

وهذه صفة مخالفي الأنبياء من الفجار والأشقياء، فأماالسادة من النجباء، والألباء من العلماء، الذين يخشون ربهم بالغيب، فحالهم كما قالنبي الله شعيب: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) أي: ما أريد في جميع أمري إلا الإصلاح في الفعال والمقال بجهدي وطاقتي.

ثمانتقل إلي نوع من الترهيب فقال:

لاتحملنكم مخالفتي ما جئتكم به على الاستمرار على ضلالكم وجهلكم ومخالفتكم، فيحل اللهبكم من العذاب والنكال، نظير ما أحله بنظرائكم وأشباهكم؛ من قوم نوح وقوم هود وقومصالح من المكذبين المخالفينوما قوم لوط منكم ببعيد فإنهم لم يكونوا بعيدين لا زماناً ولا مكاناً ولا صفاتا
ثممزج الترهيب بالترغيب فقال:
} وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{[هود: 90]
أي: أقلعوا عما أنتم فيه، وتوبوا إلي ربكم الرحيم الودود، فإنه من تاب إليه تاب عليه،فإنه (رحيم) بعباده، أرحم بهم من الوالدة بولدها، (ودود) وهو المجيب ولو بعد التوبةعلى عبده، ولو من الموبقات العظام.
لكهم قالوا لانفهمولا نعقل ما تقول لأنا لا نحبه ولا نريده، وليس لنا همة إليه
فهددهم قائلا إذااستمروا على طريقتهم ومنهجهم وشاكلتهم، فسوف يعلمون من تكون له عاقبة الدار ومنيحل عليه الهلاك والبوار ومن يأتيه عذاب يخزيه في هذه الحياة الدنيا ويحلعليه عذاب مقيم أي في الآخرة وارتقبوا إني معكم رقيبوهذا أمر تهديد شديد ووعيد أكيد
وسخروا من توعده إياهم العذابوهذا من كفرهم البليغ وعنادهمالشنيع ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا.
فدعا شعيب ربه قائلاً:
(رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ[الأعراف: 89]
أي احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت خير الحاكمين
ثم استفتح على قومه، واستنصرربه عليهم في تعجيل ما يستحقونه
فطلب الله سبحانه من شعيب أن يخرج هو ومن آمن معه؛ لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين
ثم سلط الله على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار، فخرج الناس يلتمسون النجاة وذكرواأنهم أصابهم حر شديد، وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام، فكان لا ينفعهم معذلك ماء ولا ظل، ولا دخولهم في الأسراب، فهربوا من محلتهم إلي البرية، فأظلتهمسحابة سوداء، فظنوا أن فيها المطر والرحمة فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها، فلما تكاملوا فيه أرسلها الله ترميهم بشرروشهب فأنزلت عليهم حممًا حارقة، ونيرانا ملتهبة ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة من السماء، فأزهقت الأرواح وخرجت الأشباح واهتزت الأرض وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة.
فذكر في سورة الأعراف أنهمأخذتهم رجفة، أي: رجفت بهم أرضهم، وزلزلت زلزالاً شديداً أزهقت أرواحهم من أجسادهم،وصيرت حيوانات أرضهم كجمادها، وأصبحت جثثهم جاثية؛ لا أرواح فيها، ولا حركات بها،ولا حواس لها.

وقد جمع الله عليهم أنواعاً من العقوبات، وصنوفاً منالمثلات، وأشكالاً من البليات، وذلك لما اتصفوا به من قبيح الصفات، وسلط الله عليهمرجفة شديدة أسكنت الحركات، وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات، وظلة أرسل عليهم منها شررالنار من سائر أرجائها والجهات.

ولكن تعالى أخبر عنهم في كل سورة بما يناسبسياقها ويوافق طباقها؛ ففي سياق قصة الأعراف أرجفوا بنبي الله وأصحابه، وتوعدوهمبالإخراج من قريتهم
فقابل الإرجاف بالرجفة،والإخافة بالخيفة، وهذا مناسب لهذا السياق ومتعلق بما تقدمه من السياق.

وأما في سورة هود؛ فذكر أنهم أخذتهم الصيحة في ديارهم جاثمين، وذلك لأنهمقالوا لنبي الله على سبيل التهكم والاستهزاء والتنقص:

}
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) { [هود: 87]

فناسب أن يذكر الصيحة التي هي كالزجر عن تعاطي هذا الكلام القبيح الذيواجهوا به هذا الرسول الكريم الأمين الفصيح، فجاءتهم صيحة أسكتتهم مع رجفةأسكتنهم.

وأما في سورة الشعراء فذكر أنه أخذهم عذاب يوم الظلة، وكان ذلكإجابة لما طلبوا وتقريباً إلي ما إليه رغبوا، فإنهم قالوا:

}
قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{سورة الشعراء:185ـ 189
ومن زعممن المفسرين كقتادة وغيره: أن أصحاب الأيكة أمة أخرى غير أهل مدين فقوله ضعيف. وإنما عمدتهم شيئان:

أحدهما: أنه قال:

}
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ { سورة الشعراء:176ـ177

ولم يقول أخوهم، كما قال:

}
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ً {سورة الأعراف:85

والثاني: أنه ذكر عذابهم بيوم الظلة، وذكر في أولئك الرجفة أو الصيحة.

والجواب عن الأول: أنه لم يذكر الأخوة بعد قوله: (كذب أصحاب الأيكةالمرسلين) لأنه وصفهم بعبادة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا، ولما نسبهم إليالقبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم. وهذا الفرق من النفائس العزيزة الشريفة.

وأما احتجاجهم بيوم الظلة؛ فإن كان دليلاً بمجرده على أن هؤلاء أمة أخرى،فليكن تعداد الانتقام بالرجفة والصيحة دليلاً على أنهما أمتان أخريان.
فأما الحديثالذي أورده الحافظ ابن عساكر في ترجمة النبي شعيب عليه السلام؛ من طريق محمد بنعثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن معاوية بن هشام، عن هشام ابن سعد، عن شقيق بن أبيهلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "إن قوم مدين وأصحاب الأيكةأمتان بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام".

فإنه حديث غريب، وفيرجاله من تكلم فيه، والأشبه أنه من كلام عبد الله بن عمرو؛ مما أصابه يوم اليرموكمن تلك الزاملتين من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم.
ثم قد ذكر الله عن أهل الأيكةمن المذمة ما ذكره عن أهل مدين من التطفيف في المكيال والميزان؛ فدل على أنهم أمةواحدة، أهلكوا بأنواع من العذاب، وذكر في كل موضع ما يناسب من الخطاب.
ونجي الله شعيبًا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم، قال تعالى: }وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ { [هود: 94-95].

وهذا في مقابلة قولهم: }لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ {
سورة الأعراف:90
ثم ذكر تعالىعن نبيهم: أنه نعاهم إلي أنفسهم موبخاً ومؤنباً ومقرعاً، فقال تعالى:
وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ
}
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {سورة الأعراف:93


أي: أعرض عنهم موليا عن محلتهم بعد هلاكهم قائلا: يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحتلكم وقد أديت ما كان واجباً على من البلاغ التام والنصح الكامل، وحرصت علىهدايتكم بكل ما أقدر عليه وأتوصل إليه، فلم ينفعكم ذلك؛ لأن الله لا يهدي من يضل،وما لهم من ناصرين، فلست أتأسف بعد هذا عليكم، لأنكم لم تكونوا تقبلون النصيحة، ولاتخافون يوم الفضيحة.

فكيف أحزن على قوم كافرينلا يقبلون الحق ولا يرجعون إليه ولا يلتفتون عليه
وقد ذكر الحافظابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس: أن شعيباً عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام. وعن وهب بن منبه: أن شعيباً مات بمكة ومن معه من المؤمنين، وقبورهم غربي الكعبة بيندار الندوة ودار بني
وإلى اللقاء مع قصة نبي آخر إن شاء الله
والسلام عليكمورحمة الله وبركاته




 

  رد مع اقتباس