منذ /09-12-2009, 08:44 PM
|
#142
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
موسى عليه السلام
2 - ولادة موسى وهارون
علا فرعون في الأرض وهو ملك القبط بالديار المصرية وتجبر وعتا وطغىوبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وكان معه "هامان" وهو وزيره في مملكته "وقارون" وكان أكثر الناس في زمانه مالاً وتجارة " وقسمرعيته إلي أقسام، وفرق وأنواع
يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض،وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر، ويستعبدهم ويستخدمهم في أخسالصنائع والحرف وأردئها وأدناها
وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوايتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام، من أنه سيخرج من ذريتهغلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارةمشهورة في بني إسرائيل، فتحدث بها القبط فيما بينهم، ووصلت إلي فرعون فذكرها له بعضأمرائه وهم يسمرون عنده
وذكر السدي عن أبي صالح وأبي مالك،عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن أناس من الصحابة: أن فرعون رأى في منامهكأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت القدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بنيإسرائيل، فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحذقة والسحرة، وسألهم عن ذلك،فقالوا: سيولد في بني إسرائيل غلام سيكون سببا لهلاك أهل مصر، ففزع فرعون من هذه الرؤيا العجيبة، وأمر بقتل كل مولود ذكر يولد في بني إسرائيل، خوفا من أن يولد هذا الغلام
ولكن لن يغني حذر من قدر
والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز ألا يوجد موسى،حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى، ويعلمون مقيمات وضعهن، فلا تلد امرأةذكراً إلا ذبحه أولئك الذابحون من ساعته. وعند أهل الكتاب: أنه إنما كان يأمر بقتلالغلمان، لتضعف شوكة بني إسرائيل، فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم وهذا فيهنظر وإنما هذا الأمر بقتل الولدان بعد بعثة موسى،كما قال تعالى:
}فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَال{ سورة غافر:25
فالصحيح أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولاً، حذراً من وجود موسى أو لإذلال هذا الشعب وتقليل عددهم أو لمجموع الأمرين
ومرت السنوات، ورأى أهل مصر أن بني إسرائيل قل عددهم بسبب قتل الذكور الصغار، فخافوا أن يموت الكبار مع قتل الصغار، فلا يجدون من يعمل في أراضيهم، فذهبوا إلى فرعون وأخبروه بذلك، ففكر فرعون، ثم أمر بقتل الذكور عامًا، وتركهم عامًا آخر.
فولد هارون في العام الذي لا يُقتل فيه الأطفال. أما موسى فقد ولد في عام القتل
و بدأت المعجزات في قصة موسى عليه السلام مع بدء حياته وفي طفولته, فها هو فرعون قد اتخذ قرارا بقتل كل طفل ينجب من بني إسرائيل, ولكن إرادة الله انصرفت لنجاة موسى بل وأن ينمو ويترعرع في قصر فرعون ذاته.
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|