منذ /24-12-2009, 09:32 PM
|
#150
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
موسى عليه السلام
8 - يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم
سار موسى من مدين إلى مصر ، حتى حل عليهم الظلام، فجلسوا يستريحون من أثر هذا السفر، حتى يكملوا المسير بعد ذلك في الصباح، وكان الجو شديد البرودة وربما تاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلي السلوك في الدرب المألوف فأخذ موسى يبحث عن شيءيستدفئون عليه فرأى ناراً من بعيد تأجج في جانب الطور وهو الجبل الغربي منه عن يمينه فقال لأهله امكثوا إني آنستناراً وكأنه والله أعلم رآها دونهم لأن هذه النار هي نور الحقيقة ولا يصلحرؤيتها لكل أحد فطلب من أهله الانتظار؛ حتى يذهب إلى مكان النار، ويأتي منها بشيء يستدفئون به
(إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) النمل 7
}وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى{سورة طه:9ـ10
فقال سآتيكم منها بخبر عن الطريق أو آتيكم بشعلة نار لعلكم تستدفئون به وكان كما قال فإنه رجع منها بخبر عظيم, واقتبس منها نوراً عظيماً
(فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 8
توجه موسى وفي يده عصاه ناحية النار التي شاهدها فلما أتاها ورأى منظراً هائلاً عظيماً حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا توقداً, ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة, ثم رفع رأسه, فإذا نورها متصل بعنان السماءفوقف موسى متعجباً مما رأى
(يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النمل 9
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى(11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى )[طه: 11-16]
ثم نودي يا موسى أن بورك من في النار ومن حولها أي من الملائكة
وأعلمه الله أن الذي يخاطبه ويناجيه هو ربه الله العزيز الذي لا إله إلا هو، الذي لاتصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له. ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنماالدار الباقية يوم القيامة، التي لابد من كونها ووجودها وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاهواتبع هواه، ثم قال مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، الذي يقولللشيء كن فيكون
(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) طه 17
ثم سأله الله عز وجل عما يحمله في يمينه
فقال موسى:
(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى )[طه: 18]
فأمره الله عز وجل أن يلقي هذه العصا
(وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)النمل 10
} قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى {سورة طه:19ـ20
فألقاها فانقلبت العصا في الحال وتحولت إلى حية عظيمة هائلة في غاية الكبر وسرعة الحركة كسرعة الثعبان المسمى بالجان فولى موسى من الخوف هاربًا
(قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)طه 21
فأمره الله عز وجل أن يعود ولا يخاف مما يرى, فإن الله لا يخاف عنده المرسلون فقد أصطفاه رسولاً وجعله نبياً وجيهاً
وسوف تعود عصا كما كانت أول مرة، فمد موسى يده إلى تلك الحية ليأخذها فأدخل يده في فمها فإذا بها عصا كما كانت فتبين أن موضع الإدخال موضع مسكها بين شعبتيها فلما استمكن منها إذا هي قد عادتكما كانت عصاً ذات شعبتين، فسبحان القدير العظيم
وأري الله ذلك لموسى لئلا يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى)
طه 22
( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص32
وكان موسى أسمر اللون، فأمره الله-عز وجل أن يدخل يده في ثيابه ثم يخرجها فخرجت بيضاء ناصعة البياض لها لمعان تتلألأ كالبرق الخاطف أو تتلألأ كالقمر من غير مرض أي لا برص ولا بهق
فكانت هاتان معجزتين من الله لنبيه موسى من تسع آيات يؤيده بهن ويجعلهن برهاناً له إلى فرعون وقومه لتثبيته في رسالته المقبلة إليهم
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|