منذ /30-12-2009, 09:40 PM
|
#152
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
9 – أمر الله موسى بالذهاب لفرعون
(اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه 24
أمر الله عز وجل نبيه موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, ويأمره أن يحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم, فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الأعلى وجاوز الحد في كفره إلى إدعاء الإلوهية
فاستجاب موسى لأمر ربه
ولكنه قبل أن يذهب أخذ يدعو ربه بأن يوفقه لما هو ذاهب إليه، ويسأله العون والمدد، فقال:
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[طه: 25-35].
فطلب موسى عليه السلام من ربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به, فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم, بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك وأجبرهم وأشدهم كفراً, وأكثرهم جنوداً, وأعمرهم ملكاً, وأطغاهم وأبلغهم تمرداً
قال ابن عباس: كانت في لسانه رتة. وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم وهو طفل فلطمه لطمة، وأخذ بلحيته فنتفها فقال فرعون لآسية: هذا عدوي فهات الذباحين. فقالت آسية: على رسلك فإنه صبي لا يفرق بين الأشياء. ثم أتت بطستين فجعلت في أحدهما جمراً وفي الآخر الياقوت وقيل التمرة (تفسير ابن كثير) فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار حتى رفع جمرة ووضعها في فيه على لسانه، فكانت تلك الرتة (تفسير ابن كثير) - و(تفسير القرطبي) – و (تفسير البيضاوي)
وروي أن يده احترقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ ولعل تبييض يده كان لذلك ولما دعاه قال: إلى أي رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة
واختلف في زوال العقدة بكمالها فمن قال به تمسك بقوله " قد أوتيت سؤلك يا موسى " ومن لم يقل احتج بقوله " هو أفصح مني لساناً " وقوله " ولا يكاد يبين " وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقاً بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر ، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة و أن يكون صلة احلل (تفسير البيضاوي وابن كثير)
وقيل: لم تزل كلها، بدليل قوله حكاية عن فرعون: " ولا يكاد يبين " [الزخرف: 52] أي يفصح بالكلام لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت بعد سؤال موسى ربه(تفسير ابن كثير و القرطبي )
} قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ {سورة القصص:33ـ35
وقال ابن عباس : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه, فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام, وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه, فآتاه سؤاله (تفسير ابن كثير)
طمأن الله نبيّه موسى عليه السلام وقال انه سيكون معهما يسمع ويرى, وأن فرعون رغم جبروته وسطوته لن يمسّهما بسوء, وعرّف موسى أنه هو الغالب
وعاد موسى إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما حدث بينه وبين الله-عز وجل ليشاركه في توصيل الرسالة إلى فرعون وقومه، ويساعده في إخراج بني إسرائيل من مصر، ففرح هارون بذلك، وأخذ يدعو مع موسى ويشاركه في نشر الدعوة
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|