موسى عليه السلام
16 – ذهاب موسى لأخذ الألواح التي فيها التوراة
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 143]
ذهب موسى إلى الجبل الذي نجاه فيه ربه عندما كان عائدًا من مدين إلى مصر
وعنده أنزلت عليه التوراة، ولما رأى موسى إكرام ربه له، وتفضله الزائد عليه، طلب من الله أن يمكنه من رؤيته سبحانه، ظنًا منه أن رؤية الله ممكنة في الدنيا، فرد الله على موسى مبينًا أن الإنسان بتكوينه هذا لا يقدر على رؤية الله عز وجل وقال له
يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده - تفسير ابن كثير
وحتى يطمئن قلب موسى، فقد أخبره الله أنه سيتجلى للجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فإنه أكبر منك وأشد خلقاً وما على موسى إلا أن ينظر إلى الجبل ويلاحظ ما سيحدث ونظر موسى إلى الجبل فرآه قد اندك وتهدم أي انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة وخر موسى صعقاً أي مغشياً عليه رواه ابن جرير
فلما أفاق "قال سبحانك" تنزيهاً وتعظيماً وإجلالاً أن يراه أحد في الدنيا إلا مات"تبت إليك" و أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة
فأخذ موسى الألواح التي فيها التوراة، وكانت تتضمن المواعظ والأحكام التي بها تنتظم حياة بني إسرائيل وتستقيم وعاد إلى قومه
وللحديث بقية إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته