شَعَرّت في ذَلِكَ اليومِ بالتعب الْشَدِيد 
 
و لكنّ الفضول كَادَ يَقتُلنِي : هَل هُوَ فقط إرهَاق و عَدَم تغذية ؟!!
 
أمْ أنّهُ شيءٌ آخر فَهَذا لم يَحدث ابداً لِي منْذ سَنَوات ...
 
قاطعَ تَفكِيري صوت سآلي في ذَلِك اليوم و هِيَ تَقول :
 
 
- اممم جونـآ أنتِ لمْ تَكتُبي أيّ شيءٍ في وَرقَةِ إمتحانكْ ؟!
 
رددت عليها بِحزن : لآ 
 
- لآ بأسَ عَليكِ فَأنا أيضاً لم أستطعْ كتابةَ أيّ شيءٍ عندما رأيتكِ يغمىْ عليكِ ..
 
- هذا جَيد 
 
و بدأت أتحرك من مَكانِي إلى النافذة التي ملأت أرجَاءَ الغرفة بالضّوء ...
 
تَقدمتُ خُطوةٌ تِلوَ الأخرى بهدَف أنْ أغير حالتيّ النفسية الحزينة ..
 
قلت بِلا إدراكْ : يقولون أن الشمس تُصفي المِزاج .
 
و لكنّي فجأة شعرت بنفضة بردٍ شديدة وبدأت أرتجف .
 
ضممت جسميَ و ذراعي و بدأت أصرخ لـ سآلِي : أغلقِي النافذة الْبرد شديد !!
 
ف البداية إستغرب سآلِي فِي الجو الحارْ برد شديد !!!
 
ثم تداركت الموقف و هرعت لتغلق النافذة ..
 
- ماذا حلّ بكِ الجو حارٌ جِداً !!
 
- لآ أعْرف ! لآ تَسألينِي . أنا عَطشة . سأذهب لشرب الماء
 
ثم ركضت بسرعة خارج الغرفة لأبحث عن مكانٍ لشُربِ الماء 
 
كاد العَطشُ أن يقتلني !!
 
رأيت إحدى الممرضات و سألتها و أنا ألهث : أريدُ مآء !!
 
قالت الممرضة : لا بأس اجلسي في هذا المقعد و سأحضر لكِ المآء !!
 
رددت عليها : حسَناً 
 
جَلست أنتظر ... وبدأت أتَفَقَدُ المَكَان قَليلاً ..
 
لاحظتُ شيئاً هناكَ الكثير من الملصقات و المنشورات المعلقة 
 
على الجِدار تحمِل معّلوماتٍ عن بعضِ الأمراض !
 
فبدأت أقرأُ واحدةٍ تِلوَ الأخرى بِهدفِ التثقف ..
 
إلى أن وصْلتُ إلى المنشورة الخاصة بمرضْ السُكري ..
 
"هو مجموعة من الأمراض تصيب وتؤثر علي طريقة استخدام الجسم لسكر الدم "
 
....
 
" الأعراض :
1- ضعف الرؤية
2- زيادة أو نقصان في الوزن
3- فقدان الشهية وأعراض البَرد 
4- الظمأ و كثرة التبول "
 
فجأة قاطع علي قراءة المنشورة الممرضة حاملةً كأساً من الماء .
 
إبستمت لها و شكرتُها ثم شربت الماء كاملاً .
 
فجأة أحسست بالإحتياج للذهاب إلى دورة المياه فسألت الممرضة عن مكانها فأَرشَدَتني إليها .
 
و تاخرت في المكوث هُناكـ ...
 
لَكنّ القلق بدأَ يَدبُ إلى نَفسِ سآلي و بدأت بالبحث عنّي ...
 
و أنا قابعةٌ في دورات المياه أُفكِر فيما قَرأته عن هذا المرض اللعين .. (السكري)
 
بدأت الأفكار تراودنِي ماذا لَو كنتُ مصابةٌ به ؟!
 
ماذا ؟!
 
 
 
 
 
أعطي المايك للي بَعدي ...