SMS : ~ مـِنْ يـقولّ { الــزّيــن } مـِآ يـڪمـلْ " ح‘ـلآهـ " .. ؟!
البقيّـة معي ، . . سرحتُ قليـلاً ، إلى عـآلمٍ بهِ كين وأنـآ فقـط ، ترى كيف ظهـر فجـأةً بعد أن غـآب طوالَ تلكَ السنين .. ! و من أخبرهُ بـأنني في المشفـى .. ؟! تفرقنـا مُـنذ أن كنـّا في الصفّ السـابعِ ، و نحنُ الآن في الصفّ العـآشـر .. منـذ ذلكَ الحين ، لم يغبْ عن بآلي يومـاً .. إذ كـآنت قلادتـه التي أهـداني إيـآها معي دوماً ،و لذلكَ تذكرتـُه بسـهولةٍ حينَ رأيتُه ! ضحكتُ بين نفسي ، كم أصبَح ذلكَ المـُشاغب الصغيرُ رجلاً وسيمـاً نبيلاً ، خشنَ الصوتِ ولطيفاً للغـاية ! نسيتُ أن أسـألَهُ لمَ أتى ، و كيفَ علِمَ بمرضـي .. لقـد شردتُ تمـاماً بين مـلامحٍه ، ألهـذه الدرجـة يُسببّ ذلـك المرض الشـرود .. ؟! قطـع حبـل أفكآري صوتُ سـالي وهي تبـآغم ، وتمرر يديهـا أمـام عيني : " هي ! أين ذهبتِ بأفـكآركِ .. ؟! أنا أناديكِ منذُ سـاعة ! " قـالت تلكَ الجمـلة بغضبِ مُصطنع .. ابتسمتُ ببـرود لهـا ثمّ سـألتُهـا : - إذاً ، أليسَ لديكِ دورةُ بـآليه اليـوم .. ؟! - لا ، إن موعـدهـآ غداً .. و ستذهبين معي ! - و .. ولكنّني في المشفـى و ... - لا تُكمـلي ، مهمـآ فعلَ ذلكَ المرضُ بكِ .. ستبقين في عينيّ دائمـاً جونـا المرحة المُخلصة ذات النكـآت التي تضحكُني مهمـآ بلغت سخآفتهـآ .. جونـآ ، لا استطيع الذهـآب دونكِ .. لقد اعتدتُ ذلك ! - و لكـن رُبمـآ لن أستـطيعَ السيـر ، عنـدهآ سيتـوجّبُ عليكِ حملي .. - أنا مستعدّةٌ لذلـك .. إنني أستمدّ قـوتي من رؤيـتكِ معي جونـا .. انتِ اختي التـي لم تـلدهـآ أمي .. تأثرت أعمـآقي بمـآ قالتـهُ فضممتهـآ إلى صدري بحـرآرة ، لم أستطـع إيقـاف دمـوعي ، و كـأنّ قلبي كـآن يتحكمُ بأفـعالي في تلكَ الثـانية ! . . في مكـآنٍ بعـيد ، حيثُ أبي و أمّي يستمتعـآن بلحظـةٍ نآدرةٍ منذُ يوم زوآجهمـآ ، كـآنا يستمـعـآن إلى أغنيتهمـآ المفضّلـة " أنتِ لي وحـدي " و يضحكـآن كمـآ لم يضحكـآ معاً منذ سنيـن ، في طريقهمـآ بـ السيّـارةِ إلى منتـجع الرّاحة في خآرج أميـركـآ .. فجأةَ ، تلقّى والدي اتصـالاً من رقمٍ غريـب : - من يكون هـذآ .. ؟! أجآبت أمّي بتعجّب : أليس من المفترضِ أننـآ في أجآزة .. ؟ لمَ لم تغلـق هـاتفك .. ؟ أجابَ أبي بنبـرةٍ هادئـة : نسيتُ ذلك ! أمي : لا بـأس ، هيـّا أجب ، ربمـا هُـو اتصـالٌ مهم .. و أجابَ أبي على الهـآتف : من مع‘ـَي .. ؟ - مرحـباً إدوآرد ، أتـذكـُرني .. ؟! بدت عـلامـآت القـلقٍ على وجه أبي ، إذ كـآن الصـوتُ أنثـويّاً مـألوفـاً بالنسبـة له .. أبي : من أنتِ .. ؟ و كيفَ يُمكـنني المٌسـاعدة .. ؟! - أنا جزء من مـآضيكَ ، و يبـدو أنه قـد مُحيَ من ذآكـرتكَ إلى الأبـد ، بعـد زواجكَ بآلسـآفـلة " مـآري " ! اتسـعت عينـا أبي و قـالَ بصـوتٍ مرتجف : " سـتايسي .. ؟! " ..... !! التفتت أمي نحو أبي بسرعةٍ حين لفـظَ اسمَ فتـاة ، و لم ينتبـه أبي لمـا كـآن أمـآمه ، عمـودَ الإنـارة الطـويل .. توتـر أبـي و فقـد تحكّمـه بعجـلة القيـادة ، و مـآ هيّ إلا لحظـآت حتى التفّت سيـآرات الإسعـاف في محـآولة لإنقـاذ أبي و أمي .. ! و " ستـايسي " تلك ، تبتـسمُ بخبث و هي تمسكُ سمـآعة الهاتـف بيـدها :" لقـد رحل ، سـأطلبُ له الرحمـة ، هـذآ جزآؤكَ أيها الخـآئن .. ! " . . قصّتي لم تنتـهِ بعـد ، أحداثٌ كثيـرةٌ مـآزالت تنتـظرُني .. ألمٌ وبكـآء ، ابتسـآمةٌ و ضحكـآت ، ثم صدمـة و مفـآجآت ، ثم النهـآية التي ستحددّهـآ المبـدعآت ، إمـا حزينةً أو سعيـدة .. !