منذ /17-03-2010, 11:05 PM
|
#183
|
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
داود عليه السلام
3 - الملك والنبوة لنبي الله داود
وانتهت المعركة، وبدأ عهد نبي جديد وملك جديد، قال تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة:251].
وجمع الله لداود الملك والنبوة، فكان ملكًا نبيًّا، وأنزل عليه الزبور، وهو كتاب مقدس فيه كثير من المواعظ والحكم، قال تعالى: {وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163]
والزبوركتاب مشهور وذكرنا في التفسير الحديث الذي رواه احمد وغيره أنه أنزل في شهر رمضان،وفيه من المواعظ والحكم ما هو معروف لمن نظر فيه
وأعطى الله لداود صوتًا جميلاً لم يعطه لأحد من قبله، فكان إذا قرأ كتابه الزبور، وسبح الله، وقف الطير في الهواء يسبح الله معه، وينصت لما يقرؤه وكذلك الجبال فإنها كانت تسبح معه في الصباح والمساء، قال تعالى:
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص:18-19]
قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد في تفسير هذهالآية:
(إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق) أي: عند آخر النهار وأوله،وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كانإذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه، وكذلكالجبال تجيبه وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا، صلوات الله وسلامه عليه.
وقالالأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال:
أعطي داود من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط،وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمعالآذان بمثله حتى إن كان الطير والوحش ينعكف حوله حتى يموت عطشاً وجوعاً وحتى إن الأنهار لتقف
وقد كان مع هذا الصوت الرخيم سريع القراءةلكتابه الزبور
كما قال الإمام احمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عنهمام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خفف على داود القراءة،فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلامن عمل يديه"
والمراد بالقرآن هاهنا الزبور الذي أنزله عليه وأوحاه إليه
وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده، لأنه يعلم أن أفضل الكسب هو ما يكسبه الإنسان من صنع يده، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده) [البخارى]
وأيد الله داود بمعجزات كثيرة دالة على نبوته
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) سبأ10
فآلان له الحديد فكان في يده كالعجين حتى يسهل عليه صنع الدروع والمحاريب التى تستخدم في الحروب والقتال.
وللحديث بقية إن شاءالله
والسلام عليكمورحمة الله وبركاته
|
|
|