شمويل عليه السلام
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) البقرة 248
قال لهم نبيهم شمويل: إن آية ملك طالوت أن يأتيكمالتابوت فيه سكينة من ربكم فيرد الله عليكم التابوت الذي كان سلب منهم وقهرهم الأعداءعليه، وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه
أما السكينة فقد أختلف في تفسيرها العلماء فقيل معناه وقار وجلالة وقيل: السكينة طست من ذهب, كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء, أعطاها الله موسى عليه السلام, فوضع فيها الألواح, وقال سفيان الثوري السكينة لها وجه كوجه الإنسان, ثم هي روح هفافة. وقال ابن جرير: السكينة ريح خجوج, ولها رأسان. وقال مجاهد: لها جناحان وذنب. وقال محمد بن إسحاق, عن وهب بن منبه: السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر , أيقنوا بالنصر, وجاءهم الفتح. وقال عبد الرزاق: أخبرنا بكار بن عبد الله, أنه سمع وهب بن منبه يقول: السكينة روح من الله تتكلم, إذا اختلفوا في شيء تكلم, فتخبرهم ببيان ما يريدون.
و أيضا من آية ملك طالوت أن يأتيكمبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة يعني عصا موسى, وعصا هارون, ولوحين من التوراة, وثياب موسى, وثياب هارون, ورضاض الألواح وشيء من المن الذي كان نزل عليهم بالتيه ومنهم من يقول: العصا والنعلان
فجاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون فآمنوا بنبوة شمعون, وأطاعوا طالوت
وذكر أن التابوت كان بأريحا, وكان المشركون لما أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه فوضعوه تحته فأصبح على رأس الصنم, فسمروه تحته, فأصبح الصنم مكسور القوائم, ملقى بعيداً فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به, فأخرجوا التابوت من بلدهم, فوضعوه في بعض القرى, فأصاب أهلها داء في رقابهم, فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء فحملوه على بقرتين فسارتا به, لا يقربه أحد إلا مات, فلما طال عليهم هذا جعلوه في عجلة وربطوها في بقرتينوأرسلوهما، فيقال: إن الملائكة ساقتها حتى جاءوا بها ملأ بني إسرائيل وهم ينظرونكما أخبرهم نبيهم بذلك، فالله أعلم على أي صفة جاءت به الملائكة، والظاهر أنالملائكة كانت تحمله بأنفسهم كما هو المفهوم من الآية، والله أعلم. وإن كان الأولقد ذكره كثير من المفسرين أو أكثرهم
وللحديث بقية إن شاءالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته