السلام عليكم ورحمة الله....
بكل حب أهديكم الفصل الثالث من القصة...
الفصل الثالث
الفقر يشكو من صاحبه
وهكذا تعود" أورا" إلى فقد من كانا يحميانها من الفقر والجوع والخوف، وتعيش وحدها في فقر مظلم.
فما أصعب مظاهر الفقر، خاصة تلك التي نرى فيها الأيتام يكابدون مشقة العيش وهم يبحثون عما يسد رمقهم إلى حين من بقايا موائد الأغنياء وطاولاتهم التي لا يأكل منها إلا ذا شرف..
وهذا مارفضته" أورا" في البداية، فأن تذل نفسها أمام المترفين للبحث عن طعام مما فضل من أكلهم وهم بشر لا غير، شيء زعمت ألا تستطيع فعله مهما حصل...
لكن الفقر والعوز، يفعل بصاحبه العجب، ويرغمه على إذلال نفسه بحثا عن طعام يأكله..
وهاهي" أورافيرا مايكا "التي كانت ستسكن العاصمة من قبل، تقضي يومها في أزقة" فايال " تسأل المارين بعض المال أو لقمة مما تسد رمقها.
« أمي ،انظري إلى تلك الفتاة الجميلة، إنها فقيرة هيا.. هيا لنعطها بعض النقود..»
«لا داعي يا بني، إنها ليست فقيرة، فجمالها يدل على ذلك..ثم إننا نحتاج هذا المال، هيا لنعد إلى البيت فالبرد يشتد عليك»...
«حسنا، أجل فنحن أيضا لسنا أغنياء..!»
هذا ما سمعته" أورا" قبل أن يخرج إليها صاحب المنزل الذي كانت أمامه ليطردها بقسوة...
لم يفكر أحد من معارف المرحوم السيد" مايكا" بمساعدة "أورا" فيتمه وفقرها كان يبعد عنها كل صديق قديم..
فما أتعسها من يتيمة ، غادرها والداها ليلة ففقدتهما.. وطلبت معيشة سعيدة فمنعها منها الناس، ثم سألتهم المساعدة فرفضوا ورموها إلى مكان سحيق..
وصلت إلى كوخها المهدم..فوجدت رفوفه خالية، ولم تجد ما تسكت به معدتها الخاوية، فاستلقت على سريرها الذي لم يكن إلا كومة من القش فوق أرضيته الخشبية المتشققة.. وترنت إلى مسامعها صوت أمها، حين لم تكن سوى طفلة في الثامنة من عمرها وهي تسكتها عن جوعها بكلماتها العذبة وتلهيها بذلك فتنام نومة يخيل إليك أنها نومتها الأبدية.. لكن سرعان ما تستيقظ باكية أو ضاحكة عن حلم راودها وما أحلام الأبرياء إلا عالما من عوالم الجمال..
ثم نامت.. وألفت رقدتها باردة.. فاقشعر جسمها الصغير، ثم أفاقت وأدركت أنها حرمت من الرقاد اللذيذ...
ولا يزال للقصة تكمله...
انتظروها بعد الردود...
رحمة الله...