منذ /04-09-2010, 04:45 PM
|
#3
|
ملكة التنسيق مبدعة الردود 
|
3
() ()
لا بد من اليقين التام انكِ مع القرآن حية وبدونه ميتة .. مبصرة وبدونه عميا .. مهتدية وبدونه ضالة ,
..
الأصل في خطاب القرآن أنه موجه للقلب .
القلب أمره جلل , وهو سر من أسرار الله في الأرض كما قال القائل :
للقلب سر ليس يعرف قدره إلا الذي آتاه للانسان
ولذا في هذه الشريعة الخاتم جاء التعظيم لشأن هذه الجارحة كثيراً ,
ولو لم يأت إلا ماثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير أن الرسول - صلى الله عليه وسلم
قال : ( إلا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ,
ألا وهي القلب ) لكان هذا كافياً ..
وما أشبع كلمات أحمد بن خضرويه حين قال :
القلوب أوعية فإذا امتلات من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح ,
وإذا امتلأت من الباطل , أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح ..
يقول الله تعالى : ( وَإِنّهُ لَتنزِيلُ رَبِّ العالمين * نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلسَان عَرَبِّي مبين * )
^
فقال ( عَلَى قَلْبِكَ ) ولم يقل على سمعك أو بصرك أو ذهنك ونحو ذلك بل ( عَلَى قَلْبِكَ ) وهذا ظاهر الدلالة ..
ويقول تعالى ( قُلْ مَن كَانَ عَدُواً لِجِبريلَ فَإنهُ نَزلَه عَلى قَلْبِكَ )
فأول جارحة تخاطب بهذا القرآن هي القلب , فإن أنصت القلب ,
أنصتت تبعاً له بقية الجوارح , و إن أعرض كانت كالرعية بلا راعي .
وقال الفضل بن موسى : كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق , وكان سبب توبتهِ أنه عشق جارية
فبينا هو يرتقي الجدران ليصل إليها ,
سمع رجلا يتلو ( ألَمْ يَأنِ لِلذِينَ ءامَنُوا أن تَخْشَعَ قٌلوبُهمْ لذكْر اللهِ وما نَزَلَ من الحَقِّ )
فقال : يارب قد آن , فرجع , فأوآه الليل إلى خربة فإذا فيه رفقة , قال بعضهم : نرتحل
وقال قوم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا , فتاب الفضيل وأمنهم , وجاور الحرم حتى مات ..
^
رحم الله تلك القلوب الرقيقة ..
لفظ القلب والفؤاد والصدر في القرآن تكرر كثيراً , وأسند إليه في تلك الآيات مالم يسند إلى غيره من الجوارح
وقد وقف العلماء ولم يستقصون - على أربعين وصفا أسنده القرآن إلى القلب ,
وهي أوصاف جليلة الأثر جداً , أسوق عشرة منهآ من أجل أمر واحد فقط ,
وهو أن الوقوف عليها مجتمعة يوقظ الفؤاد لهذا الامر الجلل ..
وأذكر معها شاهداً واحداً من القرآن فمن هذه الأوصاف ,
1- وصف التقوى ( ذَلِكَ ومَن يُعظِّمْ شعـئرَ اللهِ فإنهَا مِن تَقْوى القُلوبِ )
2- الخشوع ( ألَمْ يَأنِ لِلذِينَ ءامَنُوا أن تَخْشَعَ قٌلوبُهمْ لذكْر اللهِ وما نَزَلَ من الحَقِّ )
3- الهداية ( وَمَن يُومِن بِاللهِ يهدِ قَلبهُ واللهُ بِكلِّ شئ عَليم )
4- الرأفة والرحمة ( وَجَعَلنا في قُلوبِ الذينَ اتبعُوهُ رأفَةً ورحْمَةً وَرَهبانيةً )
5- الألفة ( وألفَ بَينَ قُلوبهم لَو أنفَقت مَا في الْأرضِ جَميعاً مآ ألفْتَ بينَ قلوبهمْ )
6- الانشراح ( أفَمَن شَرحَ اللهٌ صدْرهُ للإسلامِ فهو عَلى نُور من رَبه )
7- السلامة ( إلا مَن أتى الله بِقلب سَليم )
8- الإنابة ( مَن خَشِى الرحمنَ بالغيبِ وَجآءَ بِقلب منيب )
9- الطهارة ( أوُلئكَ الذينَ لَمْ يُردِ الله أن يٌطهرَ قلوبَهمْ )
10- العقل ( أفلمْ يسيرُوا فيِ الأرضِ فَتَكُون لَهم قُلوبٌ يعقلون بهآ )
يآ أخت القرآن : هذه عشرة أوصاف , أربعة منهآ تكفي لمن كان له قلب , أو ألقى السمع وهو شهيد
فكرري النظر فيها ثانية وثالثة و تفكري في هذا الإرتباط الوثيق والميثاق الغليظ بين القرآن والقلب ,
ثم تأملي في أثر ذلك على قلبكِ .
فأعظم مايحدثه الإقبال على القران هو حياة القلب وصلاحه
وأعظم داء يصاب به المعرض عن القران هو موت القلب و قسوته
ولذا كانت الذكرى لمن كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه معه ,
..
|
|
|