الحب الحقيقي:
الحب بين الرجل والمرأة والذي يحتاج الشاب أن يبحث عنه،
هو الحب الذي ارتضاه الله وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هو الحب بين الزوجين اللذين جمع بينهما الميثاق الغليظ،
الحب الذي شهدت عليه الأرض وابتسمت له السماء،
الحب الذي يأتي بعد ادخار كل من الشاب والفتاة لعطافته لتفريغها في ذلك الزواج المبارك.
وإلى أن يأتي هذا الزواج بإذن الله، وبعد أن يأتي كذلك فليشغل الشاب نفسه ويملأ قلبه بحب الله،
فمحبة الله هي (المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون،
وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون وبروح نسيمها تروح العابدون،
فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون....وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال،
التي متى خلت منها،
فهي كالجسد الذي لا روح فيه تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها،
وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا وأصليها،
وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها)
[مدارج السالكين، ابن القيم، (3/5-6)، بتصرف].
كيف السبيل؟
إن حل مشكلة حب الشباب في الإنترنت يتلخص في أمرين:
ـ الأمر الأول:
عليك أيها الشاب/ الشابه أن تكون حذرًا من غرف المحادثات فقد تكون هذه الغرف ممتعة،
إلا أنها في واقع الأمر قد تكون خطيرة أيضًا،
من حيث كونها تضيع الأوقات،
ومن ثم عليك أن تضع له قائمة بالمواقع التي ستقوم بالدخول عليها،
والتي تعلم أن بها فائدة حقيقية تجنيها من ورائها،
وكذلك تحدد لنفسك عددًا من الساعات اليومية،
تقضيها على جهاز الكمبيوتر فيما يرضي الله جل في علاه.
ـ اعلم أن الذي تظنه حبًا للفتيات ليس بحب وربما يكون إعجاب،
فاحفظ عاطفتك أن تذهب هباء منثورًا في إعجاب ومغامرات شبابية،
ثم تبحث عنها بعد الزواج فلا تجدها، إذ أن أفرغتها فيما قد مضى وفات.
الأمر الثاني:
دور المربين والآباء في إرشاد أبنائهم، ويتخلص في النقاط التالية:
1. (انصح أبناءك وحثهم على عدم ارتياد غرف الدردشة والبريد الإلكتروني،
أو الدخول على المواقع التي فيها يتكلم الأولاد مع الفتيات)
[كيف تقولها للمراهقين، ريتشادر هيمان، ص(295)].
2.إن عوامل التوافق الأسري والاستقرار في البيت
تساعد على تجنب الشباب الدخول على هذه المواقع،
(والمعاملة الوالدية ذات تأثير كبير في سلوك المراهق، فلا يصح أن يعامل المراهق كطفل،
بل يعامل كشخص ناضج، يُحترم رأيه فيما يخص المنزل أو فيما يخصه هو من دراسة أو عمل أو صداقة،
مع ضرورة مناقشته بشكل هادئ،
كل هذا يؤدي إلى ترشيد سلوكه في الأمور،
كما ينبغي أن يظهر الوالديان للمراهق ثقتهم به وبتصرفاته،
وأن يصدق الوالدان المراهق فيما يقول، إلا إذا ثبت عكس ذلك،
وفي هذه الحالة يلفت نظره برفق إلى المخالفات التي يرتكبها)
[أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، شحاتة محروس، ص(77)].
السبب النفسي:
وحينما نسأل عن السبب النفسي
الذي يدفع كثير من الشباب إلى الوقوع في شراك العلاقة بالفتيات
سواء عبر الإنترنت أو حتى العلاقة المباشرة في الجمامعة وغيرها،
يجيب الدكتور خالد أبو شادي:
(فالشاب يجد في هذه العلاقة الراحة والتسلية؛
إذ ينشرح صدره وينسى همومه وهو يأنس بهذه المحادثات والمناقشات.
هو لا يبحث عن حل ولا يهمه أن يصل إلى دواء، وإنما يريد أن يفرغ همه فحسب،
وليس أحسن من فتاة يفضفض لها،
وليس مهمًّا أن تكون هذه الفتاة جميلة وإنما هي كفتاة ستوصله إلى مراده
وتحقق غايته من تسلية النفس والاستئناس الفطري بالجنس الآخر،
سواء أكان ذلك وجهًا لوجه، أو عبر الهاتف، أو عن طريق الشات)
[شباب جنان، د.خالد أبو شادي، ص(129)].