إلى غَزَّة :
إننَا أسرفنَا يَاوطَن فِي الغِيَابْ ، فِي الأُمُور اللامُنتهيَة ، فِي تَوافِهِ الحيَاة ،
فِي أشيَاءٍ أخْجَلُ مِن نَفِسي أن أذكرهَا ،
وَ أتخذنَا مَلذات سَامِجَة مَلجَأ و مُتسعًا لصُدرونَا الضائِقة ،
إننَا أسرفنَا فِي كُلَّ شيء نَراهُ أمامنَا .
بيدَّ أننَا نَدعُو عميقًا ، نَدعُو بالصلاةِ في المسجِد ،
نُناجي رَبُّ السمَاء فِي أن يَهبنَا زياراتِ مُفاجئة إليك ،
فِي أنّ ما نَحلمُ بِهِ يَكونُ شيئًا مَلموسًا نَراه وَ نستبشرُ بهَذا
النَصرِ المؤزر الذي نتمناهُ منذُ أنّ كُنَّا أجنَّة فِي بُطونِ أمهاتِنا ،
وَ منذُ أن صَرخنَا فِي وجهينَا وَ قلوبِ آبائِنَا فِي وجهِ الإعلامِ بصمتْ ،
كُنتُ أصرخُ بِقوَة دُون أن ينتبهُ أحد بيَّ أو بِصُراخي أو بتنهيداتي العميقة كُنتُ أصرخُ فِعلاً .
لكنّ ،
حَسبُنا أنَّ الربَّ كَريمٌ لطيفٌ رحيمٌ بعبادِه ،
نُناجِي بالنصرِ الذي نَحلمُ بِهِ حتى آخر
قَطرةِ على الجبين .