هذا العَامُ العاشر إذا ؟
لفقدِ جدتي ، لنكهة الصباح المُندسة في جوفي ، للبراءة الممتلئة فيّ ،
للفرح ، للمشاكسة عند أول وهلة لبزوغِ فجرِ يومٍ جديد
كُنتُ ، وكنتُ في الماضي ، وجدتي ورائحةُ غرفتها ماضية
الصندوق الخشبي الممتد على أريكةِ النوم مضى بما فيه من الحلوى ،
صوتها البطيء الذي يهدهد على قلبي ، ويزيح وجعًا عالقًا بي ،
أدمنتُ صداه لدرجة الإستنشاقْ ، مضى بكامله هو الآخر ="
كنتُ مسرفة جدًا في حبي العميق لجدتي لكنه كان في موضعه .. وجـدًا !
جدتي أحببتكِ أكثر مما ينبغي ، أحبكِ حبًّـا يصِلُ إلى السمــــــــــاء يا روحًا تُشبهُ السماء ،
كانت أيامكِ مليئة بالسخاء ، بالتفاصيل الممطرة ، بالأمانيّ السماويّة ، واتساعُ فرَحْ !
عيدٌ يمضي وعيدٌ يجيء وأنا أقِفُ صامتة ، أبكِيْ فقدًا ، أشهِقُ حنينًـا ، أتنهـدُ شوقًـا ،
لا يهم من يسمعني ، لا يهم من يكفكف أدمعي ، المهم أن أرثكِ ، أن أُدثركِ بصلواتْ جمَّة ،
أُلملمها ، أبعثها إلى ربي ، وأتيقن برحمته المُدهشة ،
ماما هيلة ، تكفيكِ معيّةُ اللهِ أليس كذلك ؟ أسمعُ جوابكِ جيدًا ، تقولين : تكفيني يا صغيرتي تكفيني
يا روحًا حيّة فيَّ ، لا تغيبُ ولا أغيبْ ، تُمسكُ بكفيّ ولا ترحلُ ولا تمَلْ ،
كلما هممت أن أدس وجهي في وسادتي لأبكي تشدُ عليّ
"لا تبكي يا صغيرتي ، لم أعتادُ على حشرجة عيناكِ "
فأستعيدُ روحي ، وأمضي سعيدة ، مُتسعة بالفرَحْ ، وبرحمةِ ربي .
وكان الأجدرُ بيّ أن أنفثَ عنيّ بقايا الأوجاعْ ، وأن أُكفكف أدمعي ،
وأن أمضي وأن أتلو صلوات على روحِ جدتي ، جدتي السماويَّة .
مُتكأ قلبي : أُحبكِ يا عيـدْ .