[لوسيندا]

الحب عبر الانترنت ... كثير من الأمل .. كثير من الألم

فتح الانترنت فضاءات واسعة للباحثين عن النصف الآخر ، سواء أكان صديقا أم حبيبا أم شريكا .. أم أم ..
وأتاح فرصا كبيرة للتعارف والالتقاء بسهولة .. فالانترنت لا يعرف الحدود .. ويخترق جدران البيوت ... يستطيع الشخص أن يتكلم ويغني ويشاهد حبيبته .. وهو قابع في زاوية بعيدة تفصله آلاف الأميال عن شريكه .. الانترنتي !.
هذه السهولة التي أتاحها الانترنت .. في التعارف .. وما بعد التعارف ... حيث يقدم كل شخص نفسه عبر الكلام .. فهو الذي يملك مفاتيح شخصيته ... ووصفها .. وإخراجها .. في صورة .. يرسمها بريشته الخاصة .. بحريته الخاصة .. ثم يوصلها إلى الآخر .. على الضفة الأخرى .. من الانترنت.
تلعب الأسماء .. ولو كانت مستعارة .. دورها في التجاذب الانترنتي .. فتتساءل لماذا شدني هذا الاسم دون ذاك ...
ويلعب التقديم – أسلوب الكتابة دورا أكبر في التعبير عن أنفسنا ... حين نشارك في المواضيع المختلفة ... حين نخرج مكنونات أنفسنا .. فيلتقطها آخر .. وكأنه وضع يده على لقية ... وكأنه شاهد شبها كبيرا بينك وبينه ... وكأنك تحدثت عما يجول في خاطره ... فتحترق المسافة .. وتشعر بأنك دخلت قلبه .. أو دخل قلبك .. ويبدأ التجاذب الروحاني في الصعود ..
من يبدأ ... يأخذ زمام المبادرة .. في التحرش الانترنتي ...
غالبا ما تكون البداية .. رسالة : ( اسمك جميل .. أسلوبك جميل ... أنا معجب بكتاباتك .. يسعدني التعرف ... والتواصل ... ) وهكذا ..
رسالة .. أشبه ما تكون بشرارة ... قد تشعل حريقا هائلا ... وقد تنطفئ وتموت في أرضها.
تبدأ الرسائل والإيميلات تفعل فعلها ... وسحرها !! فما أن تتاح لكل طرف فرصة فتح الانترنت ... حتى يبدأ قلبه بالخفقان في انتظار رسالة ما ... هل من أحد ذكرني ... برسالة ..
لن أخوض في موضوع الرسائل .. فهو ليس موضوعي ..
ولكن موضوعي هو الحب ذاته ... عبر النت.
وكيف يقتحم علينا حياتنا ... وكيف نرسم صورة أحبائنا عبر النت ... وما مدى مطابقة الصورة الافتراضية ... للصورة الواقعية ... شكلا ... ومضمونا .
وهل نحن نكتب أنفسنا حقا .. عبر النت .. كما نحن في الواقع ..
وهل نمارس الحب في الواقع ... كما نعبر عنه في رسائلنا ... وكتاباتنا ..
وفي الوقت الذي نسمع فيه عن نجاح بعض قصص الحب الانترنتية .. إن صح التعبير ..
فلماذا تنتهي قصص كثيرة ، في الغالب ، بمأساة .. أو آلام .. بعد أن بدأت بكثير من الآمال ...
فهل نحن لدينا ( قصور ) في وظائف الحب ..
أم أن الحب فن أيضا ... لا يتقنه إلا الراسخون في ... الحب.
الحب عبر الانترنت ...
جميل جدا ..
شيق جدا ..
ولكنه ..
محفوف بالمخاطر ..
والعذابات ..
والصدمات ..
الحب عبر الانترنت ... قد يكون سهل الوقوع ..
ولكنه قد يأتي عنيفا ... بقوة إعصار ...
وقد يتحول إلى إدمان ...
يصعب الخروج منه ..
ويصبح الانترنت ذاته ... حياة في قلب الحبيب – الحبيبة ..
وتتماهى كل الأشياء الانترنتية ... في الحبيب – الحبيبة ...
وعندما يبدأ الحبيب بممارسة صلاحياته الاحتكارية على حبيبته الانترنتية ..
نجد أنفسنا أمام مواقف قريبة من الفكاهة أحيانا ... والغرابة أحيانا أخرى ..
وقد يجعلنا الحب ... نعيد اكتشاف أنفسنا مرة أخرى ..
فهو يقدم لنا مرآة ... تشعر بأنك مجبر على التعري أمامها ..
رغم أنك قابع خلف جهاز موصول بفيش الكهرباء ..
ولكن تشعر أن الحبيب – الحبيبة ... تحيط بك من كل جانب ..
تفتر العلاقة ..
يبتعد الحبيب ..
تدخل تبحث عنه ..
في زوايا المكان ... الانترنتي ..
من هنا كان يمر ..
هنا كان يكتب ..
ترجع إلى المشاركات القديمة .. لتقف على الأطلال ..
الذكريات ..
آه .. له مشاركة هنا ..
خاطرة ... معبرة .. ماذا يقصد بها .. هل هي لي ..
لمن يكتب الآن ... من يراسل الآن ..
وهكذا ... ونستطيع تأنيث كل الحالات والأسئلة أعلاه ..
مفارقات عجيبة .. في الحب عبر النت ..
الغيرة ... ..
الوردة ...
الأيقونة ..
الشك .. هذا الشك القاتل فعلا ..
الذي يشتعل مثل النار .. حتى يلتهم الحب شيئا فشيئا ..

-هل تؤمن بالحب عن طريق الإنترنت ؟؟

 

 

يصعب عليّ تحديد الإجابة فهي تنقسم لقسمان..
نعم...فقد سبق أن تعرفت على فتاة..أرتبطت بعلاقة عاطفية مع النت...وتزوجت منه أيضاً
لا...فأنا أظن أن كل هذا هراء...وخداعات من الأولاد..حيث يلعبون باللأنثى بتلك الكلمات المعسوولة...ثم يرمونها..!!

-هل تعتبر ذلك خـــيــال أم واقـــع ؟؟

 

 

كما أسلفت وذكرت أعلى..بأنه قد يكون واقع...فهناك من يحب فعلاً من النت..ويثبت ذلك بالزواج....على سنة الله ورسوولة..
ولكنني شخصياً...اظنه خيااال

-هل مررت بهذه التجربة ؟؟ ... وكيف كانت ؟؟

 

 

لا والحمدلله...وأتمنى أن لا أمر بها يوماً..