![]() |
|
على منابر من نور ![]() |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#151 | ||||||||||||||||||||
بنوتة مبتدئة
|
![]() ربي يسعدك .. كفيتي و وفيتي
|
||||||||||||||||||||
![]() |
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
![]() تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
![]() |
![]() |
#152 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
موسى عليه السلام 9 – أمر الله موسى بالذهاب لفرعون (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) طه 24
أمر الله عز وجل نبيه موسى بالذهاب إلى فرعون ليدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, ويأمره أن يحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم, فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الأعلى وجاوز الحد في كفره إلى إدعاء الإلوهية فاستجاب موسى لأمر ربه ولكنه قبل أن يذهب أخذ يدعو ربه بأن يوفقه لما هو ذاهب إليه، ويسأله العون والمدد، فقال: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )[طه: 25-35]. فطلب موسى عليه السلام من ربه عز وجل أن يشرح له صدره فيما بعثه به, فإنه قد أمره بأمر عظيم وخطب جسيم, بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك وأجبرهم وأشدهم كفراً, وأكثرهم جنوداً, وأعمرهم ملكاً, وأطغاهم وأبلغهم تمرداً قال ابن عباس: كانت في لسانه رتة. وذلك أنه كان في حجر فرعون ذات يوم وهو طفل فلطمه لطمة، وأخذ بلحيته فنتفها فقال فرعون لآسية: هذا عدوي فهات الذباحين. فقالت آسية: على رسلك فإنه صبي لا يفرق بين الأشياء. ثم أتت بطستين فجعلت في أحدهما جمراً وفي الآخر الياقوت وقيل التمرة (تفسير ابن كثير) فأخذ جبريل بيد موسى فوضعها على النار حتى رفع جمرة ووضعها في فيه على لسانه، فكانت تلك الرتة (تفسير ابن كثير) - و(تفسير القرطبي) – و (تفسير البيضاوي) وروي أن يده احترقت وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ ولعل تبييض يده كان لذلك ولما دعاه قال: إلى أي رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المؤاكلة واختلف في زوال العقدة بكمالها فمن قال به تمسك بقوله " قد أوتيت سؤلك يا موسى " ومن لم يقل احتج بقوله " هو أفصح مني لساناً " وقوله " ولا يكاد يبين " وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقاً بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر ، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة و أن يكون صلة احلل (تفسير البيضاوي وابن كثير) وقيل: لم تزل كلها، بدليل قوله حكاية عن فرعون: " ولا يكاد يبين " [الزخرف: 52] أي يفصح بالكلام لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت بعد سؤال موسى ربه(تفسير ابن كثير و القرطبي ) } قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ {سورة القصص:33ـ35 وقال ابن عباس : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه, فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام, وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه, فآتاه سؤاله (تفسير ابن كثير) طمأن الله نبيّه موسى عليه السلام وقال انه سيكون معهما يسمع ويرى, وأن فرعون رغم جبروته وسطوته لن يمسّهما بسوء, وعرّف موسى أنه هو الغالب وعاد موسى إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما حدث بينه وبين الله-عز وجل ليشاركه في توصيل الرسالة إلى فرعون وقومه، ويساعده في إخراج بني إسرائيل من مصر، ففرح هارون بذلك، وأخذ يدعو مع موسى ويشاركه في نشر الدعوة وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#153 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
موسى عليه السلام 10 – الذهاب لقصر فرعون مضى موسى عليه السلام الى مصر فتوجه مع أخيه هارون إلى الطاغية فرعون وكان فرعون شديد البطش والظلم ببني إسرائيل فدعوا ربهما أن ينقذهما من طغيان فرعون فقال لهما الله تعالى مطمئنًا ومثبتًا: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) [طه: 46-48] فلما ذهب موسى مع أخيه هارون قاما بدعوة الطاغية فرعون إلى الله، وإخراج بني إسرائيل معهم وأن يفك أسارى بنيإسرائيل من قبضته وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاءوا ويتفرغون لتوحيدهودعائه والتضرع لديه فحدّثه موسى عليه السلام عن الله عز وجل وعن فضله ورحمته ورزقه, وحدّثه عن وجوب توحيده وعبادته, حاول أن يدعوه بطريق ليّنة, خاطب فيها وجدانه ولكن فرعون تكبّر وتجبّر وراح يستهزئ بهما، ويسخر منهما، ومما جاءا بهونظر إلي موسى بعين الازدراءوالتنقص وذكر موسى بأنه هو الذي انتشله من النيل طفلا ورباه في قصره وظل يرعاه حتى قتل المصري القبطي وفرَّ هاربًا فأخبره موسى عليه السلام أن الله قد هداه وجعله نبيًّا، لكي يدعوه إلى عبادة الله وطاعته فسأله فرعون عن رب العالمين فقال موسى عليه السلام: إنه ربي وربك, وجادل فرعون جدالا كثيرا ولم يستجب له عندئذ أدرك موسى أن الحجج لن تفلح والأمور العقلية لن تحرّك في هذا الفرعون المغرور المتكبّر ساكنا, فتحسس موسى عليه السلام العصا التي في يده, وأدرك أن وقت اظهار المعجزة قد جاء وآن أوانه فعرض عليه موسى أن يأتي له بدليل يبين له صدق رسالته وكان في نبرة موسى عليه السلام تحدّ لفرعون { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ } الشعراء 30. فقبل فرعون التحدي على الفور وطلب منه الدليل إن كان صادقًا { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء 31 فألقى موسى عصاه في صالة القصر وسط ذهول فرعون والوزراء الجالسين حوله, الذين ظنوا أن العصا سقطت منه بسبب ارتباكه من طلب فرعون الدليل على صدقه وفجأة تحوّلت العصا الى ثعبان مبين, ثعبان هائل يتحرّك بسرعة عظيمة, اتجه الثعبان على الفور إلى فرعون, شحب وجه فرعون من الخوف وثبت مكانه في البداية, وخرج الناس مذعورين منفضين عن مجلسه, وذعر فرعون ثم وثب عن مكانه وقف الجميع على جوانب بوابات القصر ينظرون بذعر ويشهدون ما يفعله موسى, فمد موسى يده إلى الثعبان فعاد في يده عصا كما كان. ثم عاد موسى يكشف أمام الواقفين معجزته الثانية, أدخل يده في جيبه وأخرجها فاذا هي بيضاء كالقمر, فذهل الواقفون فرعون ووزراؤه. وبعد أن أنهى موسى كلامه والرد على فرعون, نظر اليه فرعون وقال في تهديد وعيد: { قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } الشعراء 29. ظن فرعون بعد كل ما حدث معه وشهده بنفسه أن أمر موسى وهارون عليهما السلام ضرب من ضروب السحر وقال لحاشيته: إن موسى ساحر يعرف علم السحر والسحرة, يريد أن يخرجكم به من أرضكم وأرى أننا لن نغلب موسى وننتصر عليه الا بمن هو مثله وقال له: أنت ساحر يا موسى.. ولقد قررت أن أكشف أمرك أمام الناس جميعا, وبعد أيام قليلة سأحضر السحرة من كل مكان لمواجهتك فقال موسى عليه السلام: ومتى ألتقي بالسحرة؟ قال فرعون: موعدكم يوم الزينة, إنه يوم من أيام الربيع يحتفل به الناس جميعا في مكان فسيح أمام قصر فرعون وسوف يأتي الناس في ضحى هذا اليوم هذا هو موعدك يا موسى وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#154 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
11 – يوم الزينة (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) طه 59 بعد لقاء موسى مع فرعون خرج موسى عليه السلام من قصر فرعون, وركب عدد من الرجال مركباتهم وأسرعوا يتفرقون في مصر كلها: أن على جميع السحرة الماهرين التوجه إلى قصر فرعون لأمر هام. وسارع فرعون في إعلان الموعد لجميع الناس، ليشهدوا هذا اليوم وجاء اليوم المنتظر يوم الزينة, واجتمع السحرة الى فرعون فوعدهم بأجر كبير لو غلبوا موسى عليه السلام وأخذ يرغبهم ويعدهم ويمنيهم بآمال عظيمة إذ ما انتصروا على موسى وأخيه وتفوقوا عليهما، وكان السحرة يطمعون فيما عند فرعون من أجر ومكانة وتسابق الناس إلى ساحة المناظرة، ليروا من المنتصر؛ موسى أم السحرة؟ وخرج الناس جماعات جماعات, أطفالا ونسلاء, شبابا وشيوخا, جاؤوا ليشهدوا مباراة هي الأولى من نوعها: مباراة بين سحرة فكلهم يظنون أن موسى عليه السلام ساحرا!! بدأ الناس بأخذ أماكنهم في الاحتفال منذ الصباح الباكر, ولم يكن أحد في مصر لم يعرف قصة التحدي واللقاء بين هؤلاء السحرة, ولم يكن أحد يعرف بمعجزة موسى التي ستخرس كل الألسنة, وستجعل من فرعون وسحرته مثالا للكذب والتجني. جلس فرعون تحت مظلة واقية من الشمس, ومن حوله جنوده وحاشيته وقادته وهو يرتدي أفخم الثياب المرصّعة بالجواهر, أما موسى عليه السلام فوقف صامتا يذكر الله في نفسه ولا ينظر لشيء حوله (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) طه 64 كانت العصا في يد موسى عليه السلام واصطف السحرة ووقف موسىوهارون عليهما السلام تجاههم في ساحة المباراة أو قل ساحة الحرب والصراع بين الحق والباطل, بين الصدق والكذب, بين التواضع وبين الكبر والافتراء, انها معركة بين الكفر والايمان كفر فرعون وسحرته وايمان موسى عليه السلام ومعجزته. (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى)طه 65 بعد ذلك رفع فرعون يده إيذانا ببدء المناظرة وعرض السحرة على موسى أحد أمرين؛ إما أن يلقي عصاه أولاً أو يلقوا عصيهم أولاً فترك لهم موسى البداية وكانوا قد عمدوا إلي حبال وعصى فأودعوها الزئبق وغيره من الآلاتالتي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارهاوإنما تتحرك بسبب ذلك، فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم، وألقوا حبالهموعصيهم، وهم يقولون: }فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُون{الشعراء:44 فقال لهم موسى عليه السلام: { قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} طه 61 فتناجى السحرة فيما بينهم, فقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر فذلك قول الله تعالى:{ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} طه 62 فالتفت موسى فاذا جبريل على يمينه يقول له: يا موسى ترفق بأولياء الله, قال موسى لنفسه: هؤلاء سحرة جاؤوا ينصرون دين فرعون, عاد جبريل يقول: ترفّق بأولياء الله, هم من الساعة الى صلاة العصر عندك وبعد صلاة العصر في الجنة (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه 66 رمى السحرة بعصيّهم وحبالهم, فاذا المكان يمتلىء بالثعابين والحيّات التي تجري هنا وهناك فجأة لقد سحروا أعين الناس, واسترهبوهم وأخافوهم وجاؤوا بسحر عظيم, وهلّل المصريون مكان الاحتفال, وابتسم فرعون ابتسامة عريضة وظنّ أنه قضى على موسى عليه السلام (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى) طه: 67- 68 فخاف الناس من هول ما يرونه أمامهم، حتى موسى وهارون-عليهما السلام-أصابهما الخوف ولكن سرعان ما سمع موسى عليه السلام صوتا يقول له (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه 69 اطمأن نبي الله موسى حين سمع رب العالمين يطمئنه, ولم يعد يرتكب أو ترتعش يداه, ثم رفع عصاه وألقاها فجأة ولم تكد عصا موسى عليه السلام تلامس الأرض حتى وقعت المعجزة, فقد تحوّلت الى ثعبان جبار سريع الحركة, وتقدّم هذا الثعبان فجأة نحو حبال السحرة وعصيّهم التي كانت تتحرّك وبدأ بأكلها واحدا بعد آخر في أسرع ما يكون من الحركة وفي دقائق معدودات خلت ساحة المباراة تماما من كل حبال السحرة وعصيّهم, لقد اختفت في بطن عصا موسى, ومشى الثعبان الضخم في أدب نحو موسى, ومدّ موسى يده فتحوّل الثعبان الى عصا انها المعجزة التي تولّد معها الايمان بالله عز وجل.. ولكن لم ينتهي دور العصا بعد. فلما رأى السحرة ذلك علموا أنها معجزة من معجزات الله وليست سحرًا لعلمهم بالسحر وعلومه ، فشرح الله صدورهم للإيمان بالله وتصديق ما جاء به موسى وكانت المفاجأة الكبرى فسجدوا لله الواحد الأحد، معلنين إيمانهم برب موسى وهارون. وقالوا:{ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } طه 70 وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#155 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
12 – تعذيب السحرة اشتد غيظ فرعون عندما سجد السحرة لله الواحد الأحد معلنين إيمانهم برب موسى وهارون و لما رأى فرعون هؤلاء السحرة قدأسلموا وأشهروا ذكر موسى وهارون في الناس على هذه الصفة الجميلة، أفزعه ذلك، ورأىأمراً بهره، وأعمى بصيرته وبصره، وكان فيه كيد ومكر وخداع، وصنعة بليغة في الصد عنسبيل الله فقال مخاطباً للسحرة بحضرة الناس: آمنتم له قبل أن آذن لكم ولم تشاوروني فيما صنعتم من الأمر الفظيع بحضرة رعيتي؟! ثم تهدد وتوعد وأبرق وأرعدوكذب وافترىوكفر غاية الكفر في قوله: (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) وأتى ببهتان يعلمهالعالمون قائلا لهم: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى )[طه: 71]. قال سعيد بن جبير وعكرمة والقاسم بن أبي بردة والأوزاعي وغيرهم: لما سجدالسحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيأ لهم، وتزخرف لقدومهم، ولهذا لم يلتفتواإلي تهويل فرعون وتهديده ووعيدهولم يخافوا ولم يفزعوا من كلامه وتهديداته، بعد أن أدخل الله في قلوبهم نور الحق والإيمان، فقالوا: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى)[طه: 72-76]. فغضب فرعون غضبا شديداوقال لهم لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعني يقطع اليداليمنى والرجل اليسرى وعكسه علىجذوعالنخل لأنها أعلى وأشهر مكانليجعلهم مثلة ونكالاً لئلايقتدي بهم أحد من رعيته وأهل ملته فقالوا لفرعون فافعل ما قدرت عليه إنما حكمك علينا فيهذه الحياة الدنيا فإذا انتقلنا منها إلي الدار الآخرة صرنا إلي حكم الذي أسلمناله واتبعنا رسلهوثوابه خير مما وعدتنا به منالتقريبوالترغيب وأدوم من هذه الدار الفانية ونطمع أن يغفر لنا ربناخطايانا وما اجترمناه من المآثم والمحارمفنحن أولالمؤمنينمن القبط، بموسى وهارون عليهما السلام. والظاهر من هذه السياقات أن فرعون ـلعنه الله ـ صلبهم وعذبهمقال عبد الله بن عباس وعبيد بن عمير: كانوامن أول النهار سحرة، فصاروا من آخره شهداء بررة ويؤيد هذا قولهمربناأفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين وأخذ المضللون من قوم فرعون يحرضونه على موسى وبني إسرائيل، فأصدر فرعون أوامره لجنوده أن يقتلوا أبناء الذين آمنوا من بني إسرائيل، ويتركوا النساء، واستطاع فرعون بهذه التهديدات أن يرهب الضعاف والذين في قلوبهم مرض من قوم موسى، فلم يؤمنوا به خوفًا من فرعون وبطشه، وحتى أولئك الذين آمنوا لم يسلموا تمامًا من الخوف والرهبة من فرعون. فلما رأى موسى ما أصاب قومه من خوف وهلع، توجه إلى الله بدعاء أن ينجيه والمؤمنين من كيد فرعون. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#156 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
موسى عليه السلام 13 - ابتلاء قوم فرعون
أخذ فرعون يفكر في حيلة للخلاص من موسى وذات يوم جمع أعوانه وعشيرته وأعلن لهم ما توصل إليه، وهو أن يقتل موسى. وبعد أن انتهى من كلامه إذا برجل من قومه وعشيرته قد آمن بموسى سرًّا يقول له: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ )[غافر: 28] ثم أخذ يدعو المصريين للإيمان بالله ويحذرهم من العذاب فأعرض فرعون عنه ولم يستمع إلى نصيحته. ومرت الأيام، وأخذ فرعون وأعوانه في تعذيب بني إسرائيل وتسخيرهم في العمل، ولم يسمع لما طلبه منه موسى في أن يتركه وقومه يخرجون من مصر إلى الشام فسلط الله عليهم أعوام جدب وفقر حيث قل ماء النيل، ونقصت الثمار، وجاع الناس، وعجزوا أمام بلاء الله-عز وجل فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ الأعراف 133 وأنزل الله بهم أنواعًا أخرى من العذاب إضافة إلى ما هم فيه كالطوفان الذي أغرق زروعهم وديارهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد الذي أكل ما بقي من زروعهم وأشجارهم وسلط عليهم السوس، فأكل ما اختزنوه في صوامعهم من الحبوب والدقيق، وأرسل إليهم الضفادع، فأقلقت راحتهم، وحوَّل مياههم التي تأتي من النيل والآبار والعيون دمًا. كل هذه البلايا أصابت فرعون وقومه فقط أما موسى ومن آمن معه فلم يحدث لهم أي شيء، فكان هذا دليلاً وبرهانًا على صدق ما جاء به موسى وأخيه هارون. واستمرت تلك البلايا، بل إنها كانت تزداد يومًا بعد يوم، فذهب المصريون إلى فرعون يشيرون عليه أن يطلق سراح بني إسرائيل مقابل أن يدعو موسى ربه أن يكشف ذلك الضر عنهم، ويشفع لهم عند ربه هذا العذاب والضيق. (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) غافر49 فدعا موسى ربه، حتى استجاب له، وكشف ما أصاب فرعون وقومه من عذاب وبلاء. (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ) الأعراف 135 فلما كشف الله عنهم الرجز بدعاء موسى إذا هم ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم وزاد فرعون في عناده وكفره بالله و تكذيب موسى ومعه قومة الفاسقين (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) غافر54 ولما رأى موسى إصرار فرعون على كفره وجحوده، وتماديه في غيِّه وتكذيبه بكل الآيات التي جاء بها رفع يديه إلى السماء متوجهًا إلى الله متضرعًا ومتوسلاً إليه سبحانه أن يخلص بني إسرائيل من يدي فرعون وجنوده، وأن يعذب الكفرة بالعذاب المهين. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#157 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
موسى عليه السلام 14 - غرق فرعون استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه ورسوله موسى وجاء الأمر الإلهي إلى موسى أن يخرج مع بني إسرائيل من مصر ليلاً (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) الشعراء 52 ولا يخاف من العاقبة، وأخبره أن فرعون سيتبعه، ولكن الله منجيه هو ومن آمن معه وسيغرق فرعون وجنوده. فأخبر موسى بني إسرائيل بالخبر، وطلب منهم أن يتجهزوا للخروج معه إذا جنَّ الليل، فأسرع قوم موسى يتجهزون للرحيل من مصر، فهي الساعة التي طال انتظارهم بها. (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )الدخان 23 قال المفسرون وغيرهم من أهل الكتاب: استأذن بنو إسرائيل فرعونفي الخروج إلي عيد لهم، فأذن لهم وهو كاره، ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له، وإنماكان في نفس الأمر مكيدة بفرعون وجنوده، ليتخلصوا منهم ويخرجوا عنهم. وأمرهم اللهتعالى ـ فيما ذكره أهل الكتاب ـ أن يستعيروا حلياً منهم، فأعاروهم شيئاً كثيراً،فخرجوا بليل فساروا مستمرين ذاهبين من فورهم، طالبين بلاد الشام وسار موسى وقومه في اتجاه البحر، وبعد ساعات طويلة كان موسى ومن معه قد قطعوا شوطًا طويلاً على أقدامهم، ووصل خبر خروج بني إسرائيل من مصر إلى فرعون فهاج هياجًا شديدًا وحنق عليهم كل الحنق، واشتد غضبه عليهم، وشرع في استحثاث جيشه وأصدر أوامره أن يجتمع إليه في الحال جميع جنوده ليلحقهم ويمحقهم (إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) الشعراء 54 - 56 وفي لحظات اجتمع إلى فرعون عدد كبير من الجنود والفرسان قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه والله أعلم فأخذهم وخرج بهم يترقب أثر موسى وقومه حتى أدركهم عند شروق الشمسوتراءى الجمعان ولم يبق ثم ريب ولا لبس، وعاين كل من الفريقين صاحبهوتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة والمحاماة وهنا تملك بني إسرائيل الرعب والفزع عندها قال أصحاب موسى وهمخائفون إنا لمدركون وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلي البحر فليس لهم طريق ولامحيد إلا سلوكه وخوضه، وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه، والجبال عن يسرتهموعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة، وفرعون قد غالقهم وواجههم وعاينوا فرعون وجنوده وديوشهوعدده وعدته، وهم منه في غاية الخوف والذعر، لما قاسوا في سلطانه من الإهانةوالمكر. فراحوا يتخيلون ما سيوقعه فرعون بهم من ألوان العذاب والنكال، وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالة فأخذ موسى يطمئنهم ويذكرهم بأن الله سينصرهم وينجيهم (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)الشعراء61 – 63 فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر، ففعل، فانشقَّ اثني عشر فرقا فكان كل فرق كالطود العظيم الجبل الضخم بينها مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده طريق يابس فاندفع بنو إسرائيل فيه قبل أن يصل فرعون وجنوده إليهم ولما وصل فرعون ومن معه إلى الشاطئ كان بنو إسرائيل قد خرجوا إلى الشاطئ الآخر (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ) الدخان 24 أراد موسى عليه السلام أنيضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه، لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه لكن أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام أن يترك البحر ساكناً على هيئته فلما تركه على هيئته وحالته وصل فرعون ورأى أن الطريق الذي سلكه بنو إسرائيل مازال موجودًا فرأى مارأى وعاين ما عاين فهاله هذا المنظر العظيم وتحقق من أن هذامن فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم لكنه أظهر لجنوده تجلداً وعاملهم معاملة العداء، وحملتهالنفس الكافرة والسجية الفاجرة، على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه، وعلى باطلهتابعوه: انظروا كيف انحسر البحر لأدرك عبيدي الآبقين من يدي، الخارجين عن طاعتيوبلدي وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم ويقدم تارة ولكنهيحجم تارات!. فذكروا أن جبريل عليه السلام تبدى في صورة فارس راكب على رمكةحائل واستبق الجواد وقد أجاد فبادر مسرعاً باقتحام البحر فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحمواوراءه مسرعين، فحصلوا البحر أجمعين أكتعين أبصعين. حتى هم أولهم بالخروج منه، فعندذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فارتطم عليهمالبحر كما كان، فلم ينج منهم إنسان (تفسير ابن كثير) ولما أدرك فرعون أنه سيغرق أراد أن ينجو بحيلة فقال:
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )[يونس: 90]. لكن هيهات لقد نفذ أمر الله، وغرق فرعون وعاين الموت، وأيقن أنه لا نجاة له منه، وفي هذا الوقت لا تنفع التوبة، ولا ينفع الندم، لقد بلغت الروح الحلقوم، وجاء إيمان فرعون متأخراً فقد حضر الموت، وفات أوان التوبة. (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس 92 وبعد أن لفظ فرعون أنفاسه الأخيرة، حملت الأمواج جثته، وألقتها على شاطئ البحر ليراها المصريون، ويدركوا جميعًا أن الرجل الذي عبدوه وأطاعوه من دون الله، لم يستطع دفع الموت عن نفسه، وأصبح عبرة لكل متكبر جبار عبرة لهم حتى لا يُقدِموا على مثل فعله وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موته فأُخرج لهم ليروه وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#158 | |||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
افديك برggحي
|
![]()
شكرا
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#159 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
15 – التوجه إلى الأرض المقدسة
وبعد أن عبر بنو إسرائيل البحر ونجاهم الله من فرعون وملئه ساروا متوجهين إلى الأرض المقدسة وفي الطريق رأوا قومًا يعبدون أصنامًا، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هؤلاء الكفار فصبر موسى عليهم وبين لهم جهلهم، وبين لهم نعم الله عليهم التي لا تحصى، وأن الله فضلهم على خلقه، وأنه نجاهم من فرعون وجنوده، وهو وحده المستحق للعبادة والطاعة. وواصل موسى ومن معه المسير، وحرارة الشمس تلفح وجوههم، فذهب بنو إسرائيل إلى موسى يشكون له ذلك، فسخر الله لهم الغمام يقف معهم إذا وقفوا، ويسير معهم إذا ساروا، ليظلهم ويقيهم ليهيب الشمس الحارقة ولما عطشوا أوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه التي يحملها معه الحجر، فرفع موسى عصاه وهوى بها على حجر في الجبل وإذا بمعجزة جديدة من معجزات موسى تحدث أمام عيون بني إسرائيل، حيث تتفجر بمجرد وقوع العصا على الحجر اثنتا عشرة عينًا، بعدد قبائل بني إسرائيل الذين كانوا معه، مما جعل موسى يخصص لكل قبيلة عينًا تشرب منها. ولما جاعوا أدركتهم نعمة الله، حيث ساق لهم المن، وهو نوع من الحلوى، والسلوى وهو نوع من الطير يشبه السمان، فأخذوا يأكلون منه، ولكنهم سرعان ما سئموا هذا الطعام وملُّوا منه، فذهبوا إلى موسى يشكون له ذلك (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )[البقرة: 61] فقالوا يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها و فومها (الحنطة) وعدسها وبصلها فتعجب موسى وقال لهم أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وهذا فيه تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنيء الطيب النافع فهذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير في أي بلد دخلتموها وجدتموه، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن أسأل الله فيه وعاش بنو إسرائيل في انتظار الوصول إلى الأرض المقدسة وأصبحوا في حاجة إلى قانون يحتكمون إليه، وشريعة تنظم حياتهم، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بمفرده إلى مكان معين، ليعطيه الشريعة التي يتحاكم إليها بنو إسرائيل وتنظم حياتهم، فاستخلف موسى أخاه هارون على قومه، ووعظه وذكره بالله، وحذره من المضلين الذين يحاولون أن يفسدوا غيرهم. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#160 | |||||||||||||||||||||
مشرفة " الـنـادي الـرياضـي و الـصـحـي "
|
![]()
موسى عليه السلام 16 – ذهاب موسى لأخذ الألواح التي فيها التوراة وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)[الأعراف: 143] ذهب موسى إلى الجبل الذي نجاه فيه ربه عندما كان عائدًا من مدين إلى مصر وعنده أنزلت عليه التوراة، ولما رأى موسى إكرام ربه له، وتفضله الزائد عليه، طلب من الله أن يمكنه من رؤيته سبحانه، ظنًا منه أن رؤية الله ممكنة في الدنيا، فرد الله على موسى مبينًا أن الإنسان بتكوينه هذا لا يقدر على رؤية الله عز وجل وقال له يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده - تفسير ابن كثير وحتى يطمئن قلب موسى، فقد أخبره الله أنه سيتجلى للجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فإنه أكبر منك وأشد خلقاً وما على موسى إلا أن ينظر إلى الجبل ويلاحظ ما سيحدث ونظر موسى إلى الجبل فرآه قد اندك وتهدم أي انقعر فدخل تحت الأرض فلا يظهر إلى يوم القيامة وخر موسى صعقاً أي مغشياً عليه رواه ابن جرير فلما أفاق "قال سبحانك" تنزيهاً وتعظيماً وإجلالاً أن يراه أحد في الدنيا إلا مات"تبت إليك" و أنا أول من آمن بك أنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة فأخذ موسى الألواح التي فيها التوراة، وكانت تتضمن المواعظ والأحكام التي بها تنتظم حياة بني إسرائيل وتستقيم وعاد إلى قومه وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعديل الأخير تم بواسطة أموووونة ; 18-01-2010 الساعة 11:26 PM |
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اللهand÷÷÷, عباد, ×××الأنبياء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|