![]() |
|
" عالم قصص الأنمي " ![]() |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#51 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
••• ارتمت على سريرها بملل شديدٍ ، تنهّدت ، أخذت تتح وتغلق عينيها ببطء شرح مدى إحساسها بالملل، التفتت يمناها ، لتقع عيناها على غيتارٍ لها أسفل المكتب حيث تستذكر دروسها .. اتجهت إليه ، حملته .. غيتارٌ اسودٌ بأوتارٍ فضيّة اللون ، متوسط الحجمـ ، تتوسط وتاره صورةٌ كبيرةٌ لجمجمةٍ بين ألسنة اللهب الملونة.. نظرت إليه صوفي في شرودٍ ، أخذت أصابعها تعبث في أوتاره عشوائيًا ، لتصدر أنغامًا هادئة لا معنىً لها. عادت وأمسكته كما ينبغي إمساكه ، لتعزف ألحانًا بدت حزينة لمن يسمعها .. ردد معها كلماتٍ يائسة كئيبة ، تذكر فيها شخصًا رحل وتركها ، وتؤكد على ألمها جراء فقدانه .. انتهت تلك الأغنية خاتمة إيّاها صوفي بكلمة " أمـــــي " .. نظرت من جديدٍ إلى غيتارها ، نزت دمعةٌ من عينيها مغافلة إيّاها ، لتسيل على خدّها علّها تمحو أثرًا من آثار الحزن الذي اعتصر قلبها بعد رحيل والدتها .. لمـ تكن الوحيدة المتأثرة بما غنّته ، بل أيضًا زوجة أبيها باسكال الواقفة خلف باب غرفتها المغلق تستمع لغنائها ، بدا الحزن شديد الوضوح على وجهها، وضعت يدها على رقبتها تتحسسها .. وقالت : " يا إلهي ! أشعر أن مهمتي مستحيلة ! " ، ابتعدت خطوتين عن الباب ، نظرت إليه ، أنزلت يدها عن رقبتها ، لتذهب إلى مجلس الدار . ••• أخذت طول الطريق المؤدي إلى ذاك الزقاق تحدث ابنة عمّها عن فارس ، فسعادة رانيا بأن تتعرف عليه عبير جعلتها لا تصمت البتة .. أصبحت المسافة بين رانيا وعبير والزقاق المقصود بضع عشرة سنتيمترات ، اتسعت الابتسامة في وجه رانيا ، زادت سرعة خطواتها ، لتسبق عبير إلى الزقاق حيث رأت فارسًا وأصدقاءه لأول مرة .. دخلت إليه قائلة : " أنظر يا فارس من أتت لـــ ....... " ، قاطع حديثها ما رأته ... إنه الزقاق ذاته ، والرائحة ذاتها ، لكن ... أين الأطفال ؟ كان خاليًا تمامًا من أي أثرٍ لهمـ ، ظلّت رانيا واقفة لا تعي ما تراه .. إلى أن أتت ابنة عمّها لتقف بجوارها، أخذت عبير تنظر باستغراب ، تارة صوب رانيا ، وتارةً صوب الزقاق .. أزعجتها الرائحة المنبعثة منه ، فغطّت بيدها أنفه وفمها ، وهي تقول : " لا أصدق أن أحدًا يمكن أن يعيش هنا !! " ردّت رانيا والصدمة لا تزال ظاهرة عليها : " كــان هنالك .... كان " تقدمت تنظر ذات اليمين وذات الشمال ، جفت على ركبتيها أمامـ صندوقٍ كرتونيٍ ، أزاجته ، لتجد قطعة قماشٍ صغيرةً بلون السماء شبه متسخةٍ ، التقطتها ، لتتردد في ذاكرتها صورة فارس وقطعة القماش تلك تلفّ رقبته الصغيرة . نهضت من مكانها تنظر إلى تلك القطعة الزرقاء ، أحكمت قبضتها عليها ، ورددت بصورتٍ سمعته عبير : " إنها له ... وكلي ثقةٌ بذلك " سألتها عبير : " رانيا .. أين من حدثتني عنه ؟! " أجابت رانيا قلقةً : " الطفل الذي حدثتك عنه كان هنا هو وأصدقاؤه ، إلاّ أنهمـ اختفوا جميعًا ...! " أردفت بعد صمتٍ وجيزٍ : " يا إلهي .. أخشى أن ما لا يُحمد عقباه قد حصل لهمـ ! " قالت عبير : " فلأصدقُكِ القول ، الحال التي تعمّـ هذا المكان تكفي لأن يهجر المرء المدينة بحالها " لمـ تجب رانيا بكلمة واحدة ، إنما وجهت ناظريها باتجاه نهاية الزقاق ، لمحت سيدة تقف على الرصيف كمن ينتظر أحدًا .. خطر ببال رانيا أن تسألها عن مكان الأطفال ، اقتربت منها ،رسمت على وجهها ابتسامة مصطنعة .. وقالت بعد التحية : " أتسمحين لي يا خالة بسؤال ؟ " أجابت السيدة : " تفضلي .. " قالت رانيا : " هل سبق لكِ وأن رأيتِ أطفالاً صغارًا هنا ؟ " قالت السيدة : " أتقصدين المتشردين الذين كانوا هنا ؟ " أومأت رانيا مترقبة الجواب ، لتقول السيدة : " أتت سيدةٌ وأخذتهمـ إلى إحدى المؤسسات الخيرية التي ترعى الأيتامـ والمتشردين من الأطفال " ذهبت السيدة لتترك رانيا تستوعب ما سمعته قبل قليلٍ .. ابتسمت رانيا ، لتجد أن عبير قد وقفت أمامها لا تعي سببًا لتلك الابتسامة .. قالت رانيا في سعادة : " أحمد الله أنهمـ وجدوا مسكنا آمنا ، ومن يهتمون بهمـ أخيرًا " ••• رنّ هاتفه الأسود ، نظر صوبه ، فإذ به صديقه أنس يتصل ، رفع حاجبيه لوهلة ورسمـ ابتسامةً دلّت على فرحةٍ اعتمرت قلبه برؤية اسمه ، أمسك هاتفه ، واستقبل الاتصال .. وسامـ : " ألو .. أهلاً أنس " أنس : " يا صاحبي اتركني أولاً أُلقي السلامـ عليك " ضحك وسامـ ، وقال : " طيب طيب .. تفضل " قال أنس ساخرًا: " السلامـ عليكمـ " ردّ وسامـ : " وعليكمـ السلامـ ورحمة الله .. ها ماذا عندك ؟ " أنس : " يا أخي أنجدني .... " وسامـ باستغراب : " من ماذا ؟ " أنس : " قتلني الملل ...! " ضحك وسامـ ، وقال : " وماذا عساي أن أفعل ؟ " أنــس : " أتركض على الشاطئ ؟ " وسامـ : " من يستطيع أن يركض واليومـ الأحد ؟ لا شكّ أن الشاطئ ممتلئٌ للغاية ! " أنس : " طيب نركض على الرصيف .. " وسامـ : " الآن أنا موافقٌ .. ثمـ نمر على المكتبة ، أودُّ استعارة كتابٍ منها " وانتهت المكالمة عند هذا الحد .. قامـ وسامـ من مكانه ، اتجه صوب الطبخ حيث تقف والدته تعد طعامـ الغداء ، وقف خلفها ، وقال : " أمي .. سأذهب لأركض بصحبة أنس .. طيب ؟ " أجابت والدته : " لا بأس .. " همّـ وسامـ بالذهاب إلاّ أن والدته استوقفته مناديةً عليه ، توقف مستديرًا لها ، ليجدها قادمة إليه .. قالت وعلى وجهها علامات الشك : " أصدقني القول يا وسامـ .. ماذا كنت تفعل عند خالك عصامـ صبح اليوم قبل مجيئي أنا ووالدك ؟ " كان ذاك السؤال بمثابة الصدمة لوسامـ ، اتسعت عيناه ، زادت نبضات قلبه ، ليضع يده على صدره .. لمـ يجب .. لتقول والدته : " وسامـ .. سألتك ! " قال : " هو من أخبركِ بمجيئي إليه " أجابته والدته : " لا يهمـ كيف علمت ، المهمـ ما سبب ذهابك إليه ؟ " أجاب بصوتٍ مبهمـٍ : " لاشيء .. خطر ببالي أن أزوره أثناء عمله ، ففعلت .. " رفعت أمه حاجبها الأيسر للأعلى ، ليظهر الشك واضحًا لوسامـ في وجهها .. قالت : " أهذا كل ما في الأمر ؟ ألمـ يكن لكَ عنده حاجة ؟ " أجاب وسامـ : " أمي .. أنتِ طبيبة أمراض نسائية ، وأبي جرّاح ، ماذا عساي أن أفعل عند كلٍ منكما ؟ بينما خالي عصامـ طبيب أمراض الصدر .. بإمكاني زيارته في عيادته .. فاليومـ لا يتوافد لديه الكثير من المرضى .. " أومأت والدته برأسها ، وحاجبها ذاك ما يزال مرفوعًا ,, لتقول : " وسامـ.. أتقل الحقيقة ؟ " قال وسامـ وعلى وجهه ابتسامة ارتباك : " أمي .. أحسستني أنني اقترفتُ جريمةً ما .. صدقيني , ليس هنالك ما يستحق أن يشغل بالك هكذا ؟ " انصرف بهدوءٍ تاركًا والدته تقف في مكانها .. رددت الأمـ في نفسها : " كأنه أصبح شاحب الوجه ! " وضعت يدها على صدرها وهي تشق ، ثمـ أردفت : " يا إلهي ..! أخشى أنه يخفي علينا سرًا خطيرًا " أمّا في خارج الدار ، ضرب وسامـ بيده حائط منزله في غضبٍ شديدٍ وقال محدثًا نفسه : " مستحيل ... لا شكّ أنه أخبرها " ••• أصبحت الرواية على وشك الوصول إلى آخر فصولها ..
فتابعــي .. ![]()
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
![]() تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
![]() |
![]() |
#52 | |||||||||||||||||||||||
بنوتة محلقة
♥
|
![]()
يسعدني أنني أول من يضع ردـآ بعد هذـآ الجزء الجميل القصير المُشوق
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#53 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
^
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#54 | |||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
![]()
مَ عدتْ أقوى فرآق ='(
![]()
|
![]()
سسسسسومو
|
|||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#55 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
^
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#56 | ||||||||||||||||||||||||
[ مـشـرفــۃِ عـامــۃِ ]
ملكة التنسيق ![]() مبدعة الردود
ɛndless нope
![]()
|
![]()
السلام عليكُم و رحمَــــــــه الله و بركــآتهْ ..أنظريَ مَن وصلْ ! الغ ـآئبة التيْ اختفـىَ اسمها من المتوآجدآت لفترهـ طووووويله ! وآيتــو
|
||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#57 | ||||||||||||||||||||||
بنوتة مخلصة
^__^
![]()
|
![]()
سوموي شوجو
|
||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#58 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
white kathy
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#59 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
مرّت الأيامـ والأسابيع والشهور ، وها هو ذا شهر كانون الثاني ( يناير ) قد أقبل صاحبًا معه فصل الشتاء ببرده الشديد ، وثلوجه الكثيفة ، وصقيعه المجمّد .. أغلقت المدارس أبوابها معلنة بذلك بدأ إجازة نصف العامـ الدراسي ، الممتدة لأسبوعين اثنين .. أخذت تقلّبُ صفحات الكتيّب الصغير الذي بين يديها ، تقرؤ باستمتاعٍ حلوَ النكت ، وتضحك إذا ما صادفتها نكتةٌ مسليّةٌ . قطع تسليتها صوت طرق باب غرفتها ، تساءلت من يطرق بابها ، وضعت كتيّبها على سريرها ، ونهضت تفتح الباب ، ليظهر أنه هشامـ .. دخل واضعًا يده على شعره يتحسسه ,, بدا أنه مرتبكٌ بعض الشيء .. قال مخاطبًا شقيقته : " عبير .... هلاّ أعطيتني آلتكِ الحاسبة ؟ " ردّت وعلى وجهها علامات الشك ممتزجة بالسخرية : " وأين هي آلتكَ ؟! " أجاب هشامـ بتماطل : " يمكنكِ القول أنهــا ......... " قاطعته عبير بحاجبٍ مرفوعِ للأعلى : " ضــــــاعت " ابتسمـ هشامـ بارتباك ، وقال : " بالضبط تمامًا ، أرجوكِ .... أنا في أمسِّ الحاجة إليها " تنهّدت عبير ... استدارت معطيةً بذلك ظهرها لهشامـ ، وهي تقول : " أمن أجل هذا الطلب قطعتَ تسليتي ؟ " لمـ يجب شقيقها ، بل اكتفى برسمـ علامات الضجر من حديثها على وجهه ... أردفت قائلةً : " في مكتبي ستجدها ، ولكن أرجعها بسرعة " تناولها هشامـ وهو يقول : " طيب طيب ... شكرًا " "مهلاً يا هشامـ ..... " قاطع ما قالته عبير مغادرة شقيقها ، استدار إليها ، رأى على وجهها مزيجًا من علامات الحزن والتساؤل .. سألها : " ما بك ؟ " فأجابت : " أرى أن الحرب قد خمدت ، فما رأيكَ أنت ؟ " تغيّرت ملامح وجه هشامـ .. صمت قليلاً ، ثمـ أجاب : " لا أعلمـ إذا ما كان مؤشرًا جيدًا ، أمـ أنه هدوء ما قبل العاصفة " فجأةً ، علا كثيرًا صوت إغلاق الباب الأمامي للمنزل ، فزع الإثنان، أسرع هشامـ إلى النافذة ، فرأى والده خارجًا من المنزل يركب سيارته منطلقًا وسط الثلوج .. قطّب هشامـ حاجبيه و أحكمـ قبضته على ستارة النافذة ، رأت عبير حركته تلك ، استلقت على سريرها ، نظر إليها شقيقها ، أخذت تحرك خصلات شعرها الأسو الناعمـ اللامع بيدها البيضاء ، أغمضت عينيها وقالت : " يبدو أنه الخيار الثاني يا أخي ..... " وأردفت : " هدوء ما قبل العاصفة " ••• وضعت وشاحها الصوفيّ على ركبتيها العاجزتين ، أمسكت بخمارٍ كان موضوعًا على سريرها لتضعه على رأسها ، تقدّمت بكرسيها المتحرك إلى شرفتها . انتابها البرد الشديد ، أخذت ترحك يدها اليمنى على ذراعها اليسرى برقةٍ شديدةٍ .. تقدمت أكثر من سياج الشرفة ، أحبت منظر الثلوج وهي تتساقط مغطية شوارع المدينة ، أدخلت يدها في حقيبة عُلِّقَتْ في كرسيها ، لتخرج منها كاميرا رقميةً صغيرةَ الحجمـِ .. أخذت تلتقط صورًا للثلوج المتساقطة .. اتجهت صوب زاوية الشرفة لتلتقط صورًا للشارع المقابل لها ، رفعت الكاميرا حتى ترا ما تلتقطه ، لمحت شابًا يسير في رصيف ذاك الشارعِ ، بدت أنها تعرفه .. أزالت الكاميرا لترى من ذاك .. لمحت شعرصا بنيًا فاتحًا ،وقامةً طويلةً ، يحمل كيسًا كمثل أكياس المتاجر الغذائية رددت في نفسها : " إنه علــــــي ! " قطّبت هبة حاجبيها ... وقالت بصوتٍ أشبه بالهمس : " رانيـا ... " سقطت الكاميرا من بين يديها ، ورددت : " عقبةٌ في طريقي " ••• فتح باب منزله ، أزال الثلج الساقط على كتفيه ، اتجه صوب المطبخ ووضع الكيس الذي كان معه فوق المنضدة . خلع سترته ليضعها على الأريكة حيث تجلس أمه ، وجلس بجوارها يشاهد التلفاز .. نظر صوب الطاولة التي تتوسط مجلس الدار ، كان عليها كتاب العلومـ للفصل الدراسي الثاني ، أمسكه وأخذ يتفحص صفحاته باهتمامـ .. ظهرت ابتسامة على وجهه تشير إلى المتعة التي انتابته لذا قراءته لما يحتويه الكتاب ، التفتت إليه والدته ، ابتسمت ، وقالت : " والدكَ من اشتراه لك " أومأ علي لوالدته ، وقال : " دائمًا أول ما يصلني هو كتاب العلومـ " نهض من مكانه حاملاً معه الكتاب ، سألته والدته : " إلى أين ؟ " فأجابها : " أحب أن أبدأ فيه من الآن " ابتسمت ، وعادت تشاهد التلفاز .. وقف عمر أمامـ شقيقه ، يحمل شوكولا في يده ، وعلى وجهه بقايا منها ، مدّ يده التي بها الشوكولا ، ردد مبتسمًا : " خذ ..... ألي ( علي ) " أخذ علي ينظر إليه ، جفا على ركبتيه ، وضع يده على شعر شقيقه البني الفاتح ، وأخذ يحركها عليه متخللاً خصلاته .. قرّب عمر يده من فمـِّ شقيقه ، إلاّ أنه أبعد وجهه عنه وهو يقول : " شكرًا لا أريد " لكنّ الصغير أخذ يلحُّ على علي بأن يأكل ، حاول الاخير أن يبعد يدي شقيقه بدون أن يجرح مشاعره ، فأزاح يده عنه لترتطمـ بكأس ماءٍ كان على الطاولة الصغيرة ، فانسكب الماء على وجهه .. نهض علي غاضبًا من مكانه ، صرخ في وجه أخيه : " سحقًا ..... ماذا فعلت؟ " فزع الصغير من صراخ شقيقه .. لمعت الدموع في عينيه ، لتسقط على خدّه المحمر دمعة حزنٍ انتابه .. وضع الشوكولا أما وجهه يحاول إخفاءه بها .. أمسكت الأمـ بصغيرها ، وضمته إلى صدرها ، التفتت إلى علي .، وقالت له : " أُنظر إلى نفسك في المرآة ، لا ألومه على فزعه منك " أجاب وعيناه إلى الأرض : " حاولتُ قدر المستطاع ألا أجرحه " ردّت : " إلاّ أنكَ في النهاية تسببتَ في بكائه ، لمـ يُرِد إلا مشاركتكَ له في الشوكولا " ذهبت وفي حضنها عمر باكيًا ، تاركةً علي بمفرده . ••• أخذت تشرب من كاس عصيرها ، عضت بأسنانها المقشة التي تشرب منها ، التفتت إلى صديقتها .. وقالت : " هيي وصال ... أما تزالين على رأيكِ بها ؟ " قالت وصال : " رأيي بمن ؟ " أجابت : " بـرانيا " التفتت إليها وصال ، وقالت : " وما بها ؟ " قالت : " أما تزالين تريدين صداقتها ؟ " أجابت : " استمعي إليّ جيدًا يا أمل ، رانيا لمـ تؤذني إلاّ عندما آذيتها ، كما لا تنسي يومـ جرح ذراعي ، لا أستطيع أن أؤذيها في حين أن ساعدتني هي " ردّت أمل : " هراءٌ ما تقولينه " نظرت إليها وصال باستغراب ، وقالت : " ما قصدك ؟ " ابتسمت أمل : " ربما هي كما تقولين ، لكن لا تنسي أن عبير معها ، ولا تنسي أيضًا يا عزيزتي العدواة التي بينكِ وبينها ، منذ الصف السابع إلى اليومـ " قالت وصال : " وماذا يعني ذلك ؟ " أجابت : " لمـ أعلمـ أنكِ أصبحتِ بهذه السذاجة ! فكري في الأمر ,, عبير تكرهكِ ، و لا تفارق رانيا البتة ، في رأيكِ ماذا يعني ذلك ؟ .. أقصد ما نتيجة ذلك ؟ " أجابت : " أجيبي أنتِ ... لمـ أعرف الجواب " ردّت أمل بتأفؤفٍ : " يا غبية ! لا شكّ أنها ستحرض الأخرى ضدك .. ولن أستغرب إذا ما جعلتها تعتدي عليكِ بالضرب ، هذا إن لمـ تشوّه سمعتكِ في المدرسة قبل ذلك " صمتت وصال ... بدا التفاجؤ واضحًا على وجهها ، ابتسمت أمل لذا رؤيتها لصديقتها بذلك الوضع ورددت في نفسها : " ابتلعت الطمع " إلاّ أن وصال سرعان ما قالت : " مستحيل ... ليست رانيا " أجابت أمل : " كما تشائين .. لكن لا تلجئي إليّ إذا ما آذتكِ " ردّت وصال : " أتظنين أن ما تقولينه سيحصل ؟ " أجابت أمل بابتسامة خبيثة : " يا عزيزتي .. لا تنخدعي لمن يحسن إليكِ دون مقابل ، لستُ ممن ينخدعون بأمثال رانيا ، ثقي بي .. إن اتبعتِ ما أقوله لكِ ، فلن تستطيع النيل منكِ " حركت وصال راسها يمنةً ويسرةً وهي تحدث نفسها : " لا يمكن ، ليست رانيا من يفعل ذلك " إلاّ أن التردد سرعان ما ظهرعلى محياها ، بلعت لعابها ، وأخذت تنظر إلى كأس عصيرها بشودٍ ., رددت تخاطب نفسها : " لكـــــن ماذا لو صدقت أمـــل .... وآذاتني كما تقول ؟ " ••• بدأت النيران تشتعل في بيت عبير ، والشك يعتصر قلب وصال ، أما علي فتأنيب الضمير يكفيه عذابًا ... ![]()
التعديل الأخير تم بواسطة ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo ; 06-06-2010 الساعة 10:36 PM |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#60 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
![]()
سوموي ♥ شوجو
![]()
|
![]()
رائعٌ جدًا ... !
|
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماضٍ, مستبقل, الأبد, حاضر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|