|
المخالفات [ ≈ ڪُل مَ هو مخآلفَ لِ قوآنين بنآت . ڪوم ، ينقلَ لِ هناِ ! ] |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المشاهدات: 2343 | التعليقات: 0
قلبه صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم كانت الأشياء مسخَّرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النُّبوَّة ، وهو في عمر الخمس عشرة سنة ، كان مسافراً مع أحد أعمامه ، وهو الزبير بن عبد المطلب : {ونزلوا في مكان فيه جمل هائج ، ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه ، فاضطربوا وخافوا ، ولكن عندما رأى الجمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إليه ، وسجد أمامه ، فركبه رسول الله حتى تخطُّوا هذه المنطقة وهذا المكان ، ونزل من عليه ، وأكملوا سفرهم وعند رجوعهم من هذا السفر ، كان يوجد وادي منخفض ، وقد نزل سيلٌ فامتلأ بالماء ، فقالوا : ماذا نفعل ؟ قال لهم : {سِيْرُوا خلفي} فجمَّد الله سبحانه وتعالى له الماء فمشى عليه وساروا جميعاً خلفه صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا قبل النبوة - فلما ذهبوا إلى مكة قصُّوا هذه القصة ـ قالوا : إن هذا الغلام سيكون له شأن}[1] ودليل عناية الله به أنه تجرى له كل فترة عملية غسيل للقلب ، فقد غسل قلبه أربع مرات : مرة وعمره أربع سنوات وهو عند السيدة حليمة ، نزلت لجنة من الملائكة ، وأرقدوه ، وشقوا له صدره من غير مشرط ، وأخرجوا قلبه ، وغسلوه بماء زمزم ، وأخذوا منه قطعه سوداء ، وقالوا هذا حظ الشيطان ، وألقوها بعيداً ، ثم أرجعوه مرة أخرى ، ومروا بأيديهم على صدره ، فعاد كما كان والمرة الثانية : وعمره عشر سنوات : وكان صلى الله عليه وسلم ماشياً فأخذوه ، وأرقدوه وشقوا صدره ، وقالوا : أخرجوا من قلبه الغل والحقد ، وأدخلوا في قلبه الشفقة والرأفة والرحمة ، فقال فقمت من بينهم وبي شفقة ورحمة لا توصف على جميع خلق الله والمرَّة الثالثة : عندما نزل عليه الوحي : وكان كلَّما نزل عليه الوحي يخاف ويجرى ؛ ظناً أنه من الجنِّ ، فيجرى ويقول (زملوني ودثروني) وفي ذات مرة رأى سيدنا جبريل فهمَّ بالهروب فوجد سيدنا ميكائيل يسد عليه الطريق فأمسكوا به ، وأرقدوه ، وشقُّوا صدره وغسلوا قلبه بماء زمزم والمرَّة الرابعة وكلنا نعلمها في ليلة الإسراء والمعراج : وكان هذا بجوار زمزم حيث كان نائماً في حجر إسماعيل فشقوا صدره وأحضروا طستا من الملكوت مليء إيماناً وحكمة ، وشقوا الصدر وغسلوه ، وملئوه إيماناً وحكمة ، وهل الإيمان والحكمة يوضعان في طست ؟ لا ، لأنهم شيء معنوي فبهذا غسلوه ( أي قلبه ) أربع مرَّات وهو ابن أربع سنوات حتى لا يكون كالصبيان العاديين ، فلا يلهو ولا يلعب ولا يخرج منه كلمة بذيئة ، ولا يصدر منه فعل غير لائق ، ولذلك كانت كل حركاته من مشكاة النُّبوَّة حتى وهو طفل صغير ، ولذلك فقد قال سيدنا أبو بكر له : {يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ عَاشَرْتُ العَرَبَ جَمِيعَاً ، وَعَاشَرْتُ الفُرْسَ ، وَعَاشَرْتُ الرُّومَ ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ أدَبِكَ وَخُلِقِكَ ، فَمَنْ أدَّبَكَ؟ ، فَقَاَلَ لَهُ : أدَّبَنى رَبِّى فَأحْسَنَ تأديبي}[2] وعندما أشرف على سن البلوغ ، وكان عنده عشر سنين ، جاءت الطهارة الثانية ، لأن فترة البلوغ كما نعرف فيها فورة الشباب ، فكانت الطهارة هنا تحصيناً كاملاً من ربَّ العالمين سبحانه وتعالى له ، ورزقه الله تعالى بها عصمة الأنبياء وعندما جاء الوحي كان لابد أن يتأهل ، لأنه سيخاطب الناس ، وقد يؤذونه أو يشتمونه ، أو يضربونه ، أو يسُّبونه ، ولابد أن يسع هذا ، ولا يؤثر فيه ، فكان التأهيل الثالث وعندما كان سيناجى ملك الملوك ، فذلك يحتاج إلى تأهيل آخر وخاص ، حتى يذهب إلى هذه الحضرة العليِّة ، ويخترق السموات ، ويخترق العرش ، ويخترق الكرسي ، ويذهب إلى قاب قوسين أو أدنى ، فاحتاج إلى تأهيل خاص ، فكان التأهيل الرابع والإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه ، كان يقول : {ما بتَُ ليلة إلا ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام} وهذا كلَّ ليلة فمن رحمة الله برسول الله أن قلبه الذي ارتضاه ربــــــه ، فيـــــه قـــــــوة ، ونورانيــــــة ، ونقــــــــاء ، وصفاء ، وقد سلم من كل شيء من أمراض الدنيا وعثراتها ، تجرى فيه آيات الرحمن التي نزلت عليه ، لم يخالطها شيء من قوة أخرى ، حيث كان كلام الله هو القوة والحياة ، وقد حفظه الله من الزيغ والنسيان ، وليس للشيطان سلطان عليه ، ومتى جرى قول الله في مكان ، أصبح هذا المكان بعيداً عن الهوى ، وهذا معنى قوله تعالى عنه {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}آل عمران159 وهذا هو المعنى في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52 ولقد كان الكتاب والإيمان نوراً في قلبه ، وعلى قلبه ، وكان قلبه نوراً يهدى به الله من يشاء من عباده ، وأرسله جلَّ شأنه لهدى الناس إلى صراط الله المستقيم ، وهذا هو قلبه صلى الله عليه وسلم يا عباد الله قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخالطه حقد ولا حسد ، فقد عاش هذا القلب بقوة كلام الله الذي أنزل عليه ، وكلام الله غذاء للروح والجسم وحياة الإنسان ، فكان سرُّ شق الصدر وتطهير القلب عناية من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حتى يستطيع تحمَّل الوحي الإلهي ولذلك عندما كان ينزل عليه الوحي في الليلة الشاتية ، شديدة البرد كان جبينه يتفصَّد عرقاً، أي ينزل العرق منه بكثرة ؛ لأن الوحي له ثقل {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} المزمل5 حتى أنه قيل عندما كان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على جمل ، كان الجمل ينيخ برسول الله ، ولا يستطيع القيام ، إلا بعد أن ينتهي الوحي ، فلا يتحرك الجمل طالما الوحي موجوداً ، لماذا ؟ لأن الوحي نفسه كان شديداً وثقيلاً ولذلك كان عندما يأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكل من حوله يؤخذ ، ولا يستطيع الكلام ، فكلام الله هذا الذي فيه الأنوار والأسرار كان لابد وأن يكون له تأهيل في قلب النبي المختار صلى الله عليه وسلم ، ولذا قال الله فيه {مَا وَسِعَتْنِي سَمَاوَاتِى وَ لا أَرْضِى ، وَلكِنْ وَسِعَنِى قَلْبُ عَبْدِىَ الْمُؤْمِن}[3] هذا القلب ، وسع ما لم تسعه السموات ولا الأرض ، فكان كل هذا فترة تأهيل ، فكل الفترة من ساعة الميلاد إلى ساعة نزول الوحي ؛ كانت فترة تأهيل وتدريب وتمحيص لرسول الله صلى الله عليه وسلم [1] رواه ابن الجوزى في الوفا والحافظ الشامي في سبل الهدى والرشاد [2] رواه السمعانى في أدب الإملاء عن النواس بن سمعان [3] أخرجه أحمد في الزهد عن وهب بن منبه عذرا تم تعطيل الرابط لحمايتك عذرا تم تعطيل الرابط لحمايتك المصدر: منتديات بنات دوت كوم rgfi wgn hggi ugdi ,sgl الموضوع الأصلي : قلبه صلى الله عليه وسلم || القسم : المخالفات || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : النقاء
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, عليه, وسلم, قلبه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|