مَسَآحَتِيْ الخَآصَةُ .. حَكَآيَآ قَلَمْ ..

[لحن المطر]

تَوَقَفَ كُلُ شَئٍ مَعَ تِلْكَ اللَّحَظَاتِ .. حِينَمَا تَأَكَدتُ أَنَّكَ رَحَلتَ أَيْقَنتُ أَن كُلَّ شَئٍ رَحَلَ مَعك .. حَتَى عَقَارِبَ السَاعَةِ التِي كَانَت تُعَجِلُ لِنِهَايَةِ اللِّقَاءِ بَينَنَا .. مِعَ رَحِيلِكَ انتَهَت .. مَاعَادَ الزَمَانُ الآنَ يَعنِينِي ... وَقَبلَ قَلِيلٍ .. كُنتُ أُرَاقِبَهَا خَشيَةَ الوَقتِ أَن يَنتَهِي .. وَتَنتَهِي لَحَظَاتُكَ مَعِي .. هَكَذَا تِلكَ الأَوّقَاتُ الجَمِيلَةُ .. دَوّمَاً مَا تَنتَهِي .. فَتَنتِهِي سَعَادَتُنَا بِأَحِبَتِنَا ..

[لحن المطر]

حِينَمَا كُنَّا سَوِيَّاً لَا يَفْصِلُ بَينَنَا سِوَى مَكَانَ العَمَلِ الذِي يَفْتَرِضُ بِأَنْ تَكُونِي سَطْحِيَّةً مَعِي .. لَكِنِي مَاوَجَدتكِ فَعَلتِ ذَلِكَ .. فَقَد كُنتِ أَقْرَبَ مَايَكُونُ إِلَيَّ .. كُنتُ بَحَقٍ أَخْشَى النِهَايَةَ التِي سَتُصَبِحَنَا فِي الغَدِ القَرِيبِ .. أُوقِنُ بِأَنِي أَرَدتُ البُكَاءَ لَكِنَّ مَيزَانَ الثِقَةِ بِاللهِ كَانَ الأَرجَحُ كِفَةً بِأَنَّ الأَيَّامَ سَتَجمَعُنَا .. وَأَننا مَهمَا تَبَاعَدَتْ أَجْسَادُنَا مَازَالَتْ هُنَاكَ مَوَاثِيقٌ بَينَنَا خَفِيَّةً .. سَجَلنَا فِيهَا أَنْ نَبقَى عَلَى عَهدِ المَحَبَةِ فِي اللهِ .. تِلْكَ المَحَبَةُ التِي تُبقِي الأَروَّاحَ معَ بَعضِهَا وَلَوّ بَعُدَتْ بَينَهَا المَسَافَاتُ .. الذِي يُحزِنُنِي أَنِّي وَلَوّ قُلتُ مَا أَقُوّلُ سَتَبقَى هُنَاكَ أَحَادِيثٌ وَكَلِمَاتٌ مُقَيَّدَةَ اليَدَينِ فِي زِنزَانَةِ المَشَاعِرِ المُختَلَطِةِ التِي قَضَيتُ عَلَيهَا بِالإِعدَامِ .. فَهَكَذَا كُنتُ وَمَا زِلتُ .. مَشَاعِرِي يَجِبُ أَنْ يَنجُو مِنهَا البَعضُ .. وَيَمُوتُ مِنهَا البَعضُ .. وَيُسجَنُ سِجنَ مُؤَبَدَاً البَعضُ .. فَقَطْ لِأَنِي لَحنُ المَطَــــــــــــــرِ !

[لحن المطر]

قَدْ تَكُونُ أَمَرْتَنِي أَنْ أَكُونَ جِسرَاً مُوّصِلَاً .. لَكَ وَلِمَا اشْتَهَيتَ ! لَكِنِي سَأُبقِي عَينَايَ مُتَيَقِظَةً لَكَ .. مَازَالَتْ تِلْكَ الأَيَّامُ التِي احْتَوَتْنَا بَدَتْ مُقَطَبَةِ الجَبِينِ عَلَينَا ... وَتِلكَ الأَمَاكِنُ التِي جَمَعَتنَا .. مَازِلْتُ وَحَتَى اليَوّمِ مَعَ كُلِ غُرُوبٍ أَمُرُ عَلَيّهَا .. أَشْعُرُ بِأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَسْأَلَنِي مَابِي أَصبَحتُ أَجْلِسُ هُنَا لِوَحدِي ؟ لَكِنِي لَسْتُ أُحِبُ أَنْ أُجِيبَ .! لِأَنِي أُوقِنُ بِأَنَهَا سَتَبدَأُ بِعَزَائِي وَلَستُ أَطِيقُ تِلْكَ الكَلِمَاتُ التِي بَاتَتْ كَطَلَقاتِ الرَصَاصِ التِي تَخْتَرِقُ جُدْرَانَ الصَمتِ فَتُردِينِي بَاكِيَةً .. أَبْكِي تِلكَ الجَوَارِحُ التِي ارْتَعَشَت مِنْ أَوَّلِ لِقَاءٍ ... وَذَاكَ اللِّسَانُ الذِي تَلَعثَمَ حِينَمَا سَأَلْتَ عَنِ الحَالِ ؟ لَا أُحِبُ أَنْ أَتَذَكَرَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ .. فَذِكْرَاكَ إِنتِحَآ آ آ ر ..

[لحن المطر]

دَومَاً مَا أُعِيدُ ذِكْرَ تِلْكَ المَوَاقِفِ المُؤنِسَةِ ؛ هُروبَاً مِن ذَاكَ الوَاقِعِ المُؤلِمِ .!

[لحن المطر]

[لحن المطر]

" فَقَدْ نَسْتَطِيعُ " ..! تِلْكَ كَانَتْ كَلِمَاتُكِ ..... وَلَكِنِي أَشْعَرُ بِأَنِّي لَمْ أَقْتَنِعُ .. أَتَعْلَمِينَ لِمَاذا ؟ لِأَنَّكِ كُنْتِ تُحَاوِلِينَ إقْنَاعِي بِلَا أَدِلَةٍ وَلَا بَرَاهِينَ .. فَكَيفَ لِي أَنْ أَقْتَنِعَ ! لَكِن هَنِيئَاً لَكِ فَصَوتٌ مَا يَتَرَدَدُ بِدَاخِلِي يُحَاوِلُ أَنْ يُقْنِعَنِي ..؟ أَشْعُرُ بِأَنَّهُ يَقِفُ فِي صَفِّكِ .. يُحِبُ الدِفَاعَ عَنكِ وَالتَحَيُّزَ لِآرَائِكِ ؟ وَآرَائِي الدَاخِلِيَّةُ أُقَدِّرُهَا وَ أُعَظِّمُهَا .. وَلِذَالِكَ أَنَا طَوّعَ أَمْرِكِ ..!

[لحن المطر]

أَمْسَكتُ القَلَمَ ؛ لِأَكتُبَ .. وَلَكِن لَم أَستَطِعِ الكِتَابَةَ ! أَتَعلَمُ لِمَاذَا ؟ لِأَنَّكَ بِلَا هَوِيَّةٍ .. وَقَد تَكُونُ عَدِيمَ الفَائِدَةِ .. لَا أَعلَمُ حَقِيقَةً مَن أَنتَ ؟ هَل تُلحِقُ جِنسَكَ بِـ نُونُ نِسوَةٍ ؟ أَمْ .. بِـ وَاوَ جَمَاعَةٍ ؟ أَمْ .. بِــ أَلِفِ اثْنَين ؟ أَمْ .. بِـ يَاءِ مُخَاطَبَةٍ ؟ بِأَيِّهِم تَتَمَيَّزُ ؟ عَامِــلٌ أَمْ مَعمُولٌ أَمْ عَمَل ؟ تَنصُبُ ؟ تِجُرُ ؟ تَجزِمُ ؟ تَرفَعُ ؟ يَآآآه .. أَهِي هَستِيّرِيَّةُ أَصَابَتنِي ؟ أَمْ جُنُونٌ ؟ بِالفِعلِ كَمْ أَنتَ مُخِيفٌ ! سَمِعتُ أَنَّكَ تُرِيدُ اقتِحَامَ مَنزِلِي .. إِذَاً . . إِنَّهُ بِلَا نَوَافِذَ .. بِلَا أَبوَابٍ .. سِوَى تِلكَ النَافِذَةِ .. أَتَرَاهَا ؟ لِكِنَّهَا بِلَا أَقفَالٍ .. فَهِي عَدِيمَةُ الفَائِدَةِ كَـ أَنتَ .. أَتَعلَمُ مَالذِي يُصِيبُنِي بِالدَهشَةِ ؟ تِلكَ النَوّبَةُ مِنَ اللاَّمُبَالَاةِ التِي اجْتَاحَتنِي .! وَأَنتْ أَرَاكَ وَلَكِنِّي لَستُ أُمَيِّزُكَ .. لِأَنَّكَ مَجهُولَ هَوِيَّةِ تَجتَاحُنِي مَتَى مَا أَمسَكتُ كِتَابِي ! فَلسَفَةٌ لَيسَ إِلاَّ أَبَت إِلاَّ الظُهُورَ وَلَكِن بِخَفَاءٍ ..!

[لحن المطر]

قَدْ نُضطَرُ أَحيَانَاً إِلَى شَقِّ تِلْكَ السُبُلِ الوَعِرَةِ دُونَ النَظِرِ إِلَى مَا يُؤَدِي ذَاكَ الطَرِيقُ ؛ فَقَطْ هُرُوبَاً مِنْ عَوَالِمِنَا ؟ قَدْ نَقْسُو أَحْيَانَاً عَلَى أَنْفُسِنَا حَتَى نُسْعِدَ آخَرِين ؟ وَقَدْ نَرْسُمُ بِأَقلَامِنَا مُسْتَقْبَلَنَا وَنُحِيطُهُ بِأَمَانِينَا ثُمَّ نُقْسِمُ بِعدَهَا ( لَنْ نِسْتَعمِلَ المِمْحَاةَ فِيهَا ) ! وَقَد نًسَخّرُ أَوقَاتَنَا لِخِدمَةِ أُنَاسٍ نُوقِنُ فِي نِهَايَةِ الأَمرِ أَنَّهُم لَيسُوا أَهلَاً لِذَلِكَ .. وَقَد تَتَوَارَى فَضَائِلُ أُنَاسٍ خَلفَ قُلُوبِهِمُ العَظِيمَةِ وَحِينَمَا يَرحَلُونَ نُدركُ تِلكَ الفَضَائِلَ فَنَبكِي رَحِيلَهُم ..! وَقَد .. وَقَد .. يَكفِي أَنَّنَا نَستَكشِفُ الحَقَائِقَ التِي تَقِفُ خَلفَ ( قَــــدْ ) ..

[لحن المطر]

قِمَّةُ الأَلَمِ ,, أَنْ نَتَأَلَّمَ , لِمَن لَا يَتَأَلَمُونَ لَنَا ,, وَقِمَّةُ الأَسَى ,, أَنْ نَأْسَى لِمَن لَا يَهتَمُ لَنَا ,,

[لحن المطر]

تَمَنَيتُ أَحيَانَاً لَو أَنّي أَمتَلِكُكِ .. أَستَطِيعُ أَن أُوَجِهَكِ كَيفَ أَشَاءُ ؟؟ فَقَط ..! حَتَى لَا أَتَأَلَمُ , فَأَبكِيكِ ؟؟ وَحَتَى لَا أُحَمِلَكِ يَوّمَاً , سَبَبَ وَفَاتِي .. لَا تَسأَلِينَ , كَيفَ الحَالُ ؟ وَلَا تَسأَلِينَ , أَينَ أَنتِ ؟ فَقَط .. لِأَنّي أُحِبُ الهُرُوبَ عَن عَالمكِ ,, لِأَنَّكِ لَا تُقَدِرِينَ مَشَاعِرِي ,, لَا تَحتَرِمِي .. ذَاكَ الشَقَاءُ الذِي يَعتَرِينِي حِينَمَا تَكُونِي لِغَيرِي .. أَتَأَلَمُ ,, أَزفُرُ السَعَادَةَ ,, وَأَستَنشِقُ المَوتَ ..! فَلَا تَنسَي أَنّي الآنَ أَعِيشُ ,, رَجَاءَ أَن تُقَدِرِي مَحَبَتِي .. أَن تَعرِفِي حَجم أَلَمِي , وَ ذَاكَ الأَسَى الذِي يَعتَرِينِي كُلَمَا ابتَعَدِتِي عَنّي وَتَوَجَهتِ صَوبَ غَيرِي ..! قَدِرِي مَحَبَتِي , وَمَا قَد يُودِي بِحَيَاتِي ضَحِيَّةً لِلحُبِ ..! .. لَيسَتِ الحُرُوف , سِوَى حِكَايَة أَحبَبتُ أَن أَنسُجَهَا بِطَرِيقتِي , وَلَكِنَّ اللهَ أَكرَمنِي إِذْ لَمْ أَكُنْ مِن أَبطَالِهَا ..