أوطانٌ أُخرىْ

[[نُورْ!]]

وَحدهُ مَن في السَماءِ يَعلمُ بِكميّة الألَم التي تَعتريني
ومَدى الأسَى الذي أشعر بِه يُمَزقني !
وحَتى كَميّةُ الدموعِ التي أتّخِذها الهواءَ وَهم لا يَعلمون

وَحدة مَن في السَماءِ كانَ يَعلمُ أنّي ما بَكيتُ عَبثاً
ولا صَمتّ ضَعفاً وعَجزاً وأنا أرى تَجاوزَاً في حدودِ الله
ولكّن بَعض الصَمت يَحكي الكَثير وهُم لا يَسمعون

[[نُورْ!]]

سَأطرُدُ صَباحَ البُؤس حَتى أتجَنبَ سُؤالَكِ الدائِمَ لي
وحَتى أكونَ صادِقةً إذا أخبَرتكِ وقُلت : إنّي بِخير !

[[نُورْ!]]

سَألتني نورهانُ , قالَت : هَل انا مِثلَهم ؟!
التَزمتُ الصَمت خَمساً , أنا ما أردُت حَديثاً يَزيدُ البُعدِ بُعداً
أومأتُ بَعدهنّ أن أجَل , الكُلّ من سُلسلَة طينٍ مِن مارجٍ من نار
يُحرَقونَ ويَحرِقون , ولا يَلبثونَ قَليلاً إلّا وقَد جَعلوا الحَياةَ بِهم جَحيماً
فَلِما الحُبّ , وكَيف أُحبّ غَير اللهِ يَوماً ؟
’
حَزنتِ , وانفَطر قَلبكِ فَ صمتّ , وإعتَراكِ إستِياءٌ مُؤلِم
ولا خَوفٌ عَليكِ ولنَ أحزَن من أجلِك
أعلَمُ أنّك تَسمحينَ للأشياءِ الصَغيرة والأحاسيسِ التافِهة بالعُبورِ كأنّ شَيئاً لَم يَكَن
فِلما تُطيلينَ التَحديقَ بِجُملة حُروفي عَلى غَير العادَة ؟

[[نُورْ!]]

أنا ما كُنت يَوماً موفَقة في اختِيار صَديق
كُنت أشبَه بِطفلٍ حَصل عَلى " الثُعبان والسِلَم "
وكانوا أشبَه بِقطعة نَرد لَم أكن مَسؤولة عَنها
وما كُنت مَسؤولة عَن حُبهم أو حَتى اختيارِهم
هُم فَقط مَسؤولون عَن كَميّة الألَم والضَياع وحَسب .

+ عَفوية جداً !
بِلا ضوابِط أو حدود
أبكِي بسهولة , وأفرَح بسهولة
وأصَدّق الأكاذيبَ بسهولة لا مُتناهيّة

[[نُورْ!]]

في بِلادي , أصبَحت حكايا صَلاحُ الدين مأسورةً في نَجمةٍ سُداسية
عَلى عنُقِ أمرأة يَهوديةتَضربُ أرضَ حطينَ بَقدميها , وتَصرخ :
- اخرُج لَو كُنتَ رجلاً يا صَلاحَ الدين !

واحتِفالات ومعازِفَ وخَمرٌ لاذِعٌ هُو لَذة للشارِبين ,
لَقتل رجلٍ قَعيدٍ يَتحرك في كُرسيّه مسافة قَصيرة كُل يَومْ !

ونَحن بِخيبَتنا نَقتَتل مِن أيّ بابٍ سَندخلُكِ فلسطين

في بِلادي , يُولَد الأطفال شَباباً ويَموت الشَبابُ شيوخاً ,
وتَعيش ابنَة التاسِعةٍ هموماً تُربتُ عَلى كَتفيّها صَباحَ مَساء !

وفي زَاوِية من زَوايا القُدس يَجلِس رَجل الخَمسينَ وقَد غَطى وَجهه ,
وشَرع في بُكاءٍ ما أرادَ أن يُرى مِنه دَمعةً قَط !

ونَحن بِخيبَتنا نَقتتل مِن أي بابٍ سَندخلُكِ فَلسطين
+

[[نُورْ!]]

مُتعَبة !
مِن الأصدِقاء الذينَ سَببوا جُرحاً لا يَلتَئِم
من الأصدِقاء الذينَ خانوا خِيانةً لا تُغتَفر
من الإختِناق والرَحيل والبُكاء, مِنَ الأحلامِ البَريئة والأمنياتْ
مِن الأخلاقِ الرَديئة والإنتظار, مِن البَشر والظروفِ الحَتميّة والإلتياع
مِن كُلّ شَيء تَحتويهِ هذه الحياةُ !

[[نُورْ!]]

- كُفْ عن ذلكْ,بِ قَلمِ خُزعبلات. !

الأماكِنُ التي تَضيقُ بِنا لا تَدوم , تَماماً كالأماكِن التي تُسبب لَنا جُرحاً عميقاً
وينتابُنا مِنها إختِناقٌ وألمٌ كَبير , وتَدفعنا لإعتزالِ القِراءة دَهراً أو يَزيد
إلى أن نَعلمَ أنّنا دونَ الحياءِ وأخلاقنا؛ نَنعم في مهاوِي التَخلف ونَضيع

+ بَعض التَفاصيل أجدَرُ بالإحتِفاظِ بها في جيوبِ العابِرين

[[نُورْ!]]

كُلُّ اللحظاتِ تَوقفت .. المَشاعِرُ تَحجّرت .. الأحاسيسُ اختَلطت
حينَ مددتُ يَدي لمصافَحتكِ بعد الهَجر الجَميل الذي أتى دونَ موعدٍ يُذكر !
فعانَقتِني حَتّى كِدتِ البُكاء وأضَفتِ : اشتَقت لك
كانَ الأمر مُضحكاً حدّ الغَثيان , لِذا ابتَسمتُ رُغماً عَنّي وأضفتُ : واشَقتُ أكثر
أتَعلمين ما المُضحك ؟ أنّني لَم أشتَق لَك , وقُلت بأنّني فَعلت
وأنّني لَم أفرَح لرؤيَتكِ ,وقُلت بأنّني فَعلت
ولكنّ أكثَر ما يَدعو للضَحك !
هُو أنّك لا زِلت إلى الآن ..
تَرتدين القِناع ذاتَه الذي وَقع منكِ ذاتَ ظَهيرةٍ أمامَ ناظِريّ
حَتّى بعدَ غيابٍ دامَ عامين .

[[نُورْ!]]

هَبنِي أجنِحَةً .. لا تَحطُّ رِحالَها في الأرضْ

[[نُورْ!]]

" للتفكير بشكلٍ عادلٍ وشريف ، لا بد للإنسان من أن يكون هادئاً
مسناً ، لا أسنان له . عندما يصبح الإنسان بلا أسنان يسهل عليه
أن يقول : من العارِ أن تعضوا أيها الرفاق ! " .

* زوربا