العودة   منتديات بنات دوت كوم > ♦ حَبي لِ دينيَ يُترجمہ عمليَ .. > على منابر من نور
◊ - الـقـوانـيـن - مواضيع لم يرد عليها ◊ مركز تحميل بنات ~ قالوا عنّا ~ سجل الزوار ~ أعلني معنا !

على منابر من نور [ ₪ ﺂحاديثَ ، ﺂدعيۃ ، ﺂذڪار ، ۊ ڪُل مَ يخص ﺂلإسلآم .. هناَ ]

يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 23-04-2010, 03:13 AM
ماسة نجد ماسة نجد غير متصلة
بنوتة محلقة
صاحبة الموضوع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 112
قوة التقييم: 16
ماسة نجد is on a distinguished road
المشاهدات: 1361 | التعليقات: 0 لو أراك لأحبك لد محمد العريفي

لو رآك لأحبك
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :

الحمد لله الذى جمع قلوب اهل محبته على طاعته واورثهم من الخيرات مانالوا به كرامته , احمده سبحانه , وضع القبول لمن يشاء فى السماء والارض وبيض وجوههم يوم العرض , الحليم الذى لا يعجل , الكريم الذى لا يبخل القيوم الذى لا ينام ولا يغفل , فأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد رسول عبده ورسوله , صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ما ذكره الذاكرون الابرار وصلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم ماتعاقب الليل والنهار ,ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من صالح امته وان يحشرنا يوم القيامة فى زمرته .

أما بعد :

ايها الاخوة والاخوات : المحبة شعور جميل يفرح المرء بها اذا وقعت فى قلوب الناس , وكلما كبر قدر الذى يحبك , ازداد شعورك بالمحبة فرحا وطرت بها لذة ومرحا , واعظم من تطلب محبته هو رب العالمين , وليس العبرة ان تحب انت الله فلا عجب فى ذلك فهو الذى خلقك فسواك فعدلك , ولكن الفوز العظيم ان يحبك الله , فتكون ممن قال الله تعالى فيهم : ((يحبهم ويحبونه)) .
اعظم من تطلب محبته من الناس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم :
نعم , ان يحبك رسول الله , ان يحب كلامك اذا تكلمت , ويفرح بفعلك اذا تصرفت , ويأنس بك اذا رآك ويشفع فى العرصات , ويثى عليك فى الجنات , فيكون مظهرك كمظهره وثوبك كثوبه , ولحيتك كلحيته , وكلامك ككلامه .

نعم ليست العبرة ان تحب انت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا عجب , فهو الذى جاهد لحفظ الدين وقام بحق رب العالمين , ولطالما دعا لك فقال : (( رب امتى امتى )) , وانما الفوز العظيم ان يحبك رسول صلى الله عليه وسلم , فاسألن نفسك الآن : هل لو رآك محمد صلى الله عليه وسلم لاحبك ؟

كان عبد الله بن مسعود رضى الله عنه اذا رأى الربيع بن خثيم رآه حسن الخلق , لين الكلام , رائق الحديث , جميل المعاشرة , كأن أخلاقه أخلاق الانبياء فكان بن مسعود يقول له : يا ابا يزيد والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحبك , ولاوسع لك الى جنبه وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين : نعم , بن مسعود الذى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين سنة يعرف ماذا يحب النبى صلى الله عليه وسلم وماذا يبغض , يعلم انه يحب من الناس من حَسن خلقه , ورق طبعه وحسنت مجالسه , وهو صلى الله عليه وسلم طيب لا يحب الا طيبا , ولقد حرصلى الله عليه وسلم الاولون على ان يحظوا بمحبته صلى الله عليه وسلم , بل كان صلى الله عليه وسلم يخبر الناس بما يحببهم اليه , وكان يردد قائلا كما صح عند الترمذى (إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )
وفى المسند أنه صلى الله عليه وسلم قال لأشج بن عبد قيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله ) , نعم ويحبهم رسوله , فما هما الخصلتنا ؟ قيام الليل ؟ , صيام النهار ؟ استبشر الاشج , وقال : ما هما يارسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( الحلم والإناة ) .
وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر كما عند مسلم , قال: ( البر حسن الخلق)

وعند الترمذى انه صلى الله عليه وسلم سئل عن اكثر ما يدخل الناس الجنة , قال : (تقوى الله وحسن الخلق ) , وعند الترمذى قال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين ايماناً أحاسنهم أخلافاً المواطئون أكفانا , الذين يألفون ويؤلفون , ولا خيرفيمن لا يألف ولا يؤلف ) .

وروى البخارى فى ( الادب المفرد ) انه صلى الله عليه وسلم قال : ( ما شئ أثقل فى الميزان من حسن الخلق ) وعند الترمذى قال صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار), ومن حسن خلقه ربح فى الدارين .

نعم , وان شئت فانظر الى أم سلمة رضى الله عنها وقد جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذكرت الآخرة وما أعد الله تعالى فيها , فقالت : يارسول الله المرأة يكون لها زوجان فى الدنيا فإذا ماتت وماتا ودخلوا الجنة فلمن تكون ؟ فماذا قال صلى الله عليه وسلم ؟ تكون لأطولهما قياماً ؟ أم لأكثرهما صياماً؟ أم لأوسعهما علماً؟ كلا , وإنما قال : ( تكون لأحسنهما خلقا ) فعجبت أم سلمة , فلما رأى دهشتها قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخيرى الدنيا والآخرة ).

نعم و ذهب بخيرى الدنيا والآخرة , اما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة فى قلوب الخلق , واما خير الآخرة , فهو ما يكون له من الاجر العظيم عند الله جل جلاله .
ومهما أكثر الإنسان من الاعمال الصالحات فإنها قد تفسد عليه إذا كان سئ الخلق .

وقد ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم حال إمراة انها تصلى الليل وتصوم النهار وتتصدق وتفعل , لكنها تؤذى جيرانها بلسانها يعنى سيئة الخلق فقال صلى الله عليه وسلم : (هى فى النار )
وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة فى كل خلق حميد كان اكرم الناس وأشجعهم وأحلمهم , وكان اشد حياء من العذراء فى خدرها , كان أمينا صادقا يشهد له الكفار بذلك قبل المسلمين , والفساق قبل الصالحين , حتى قالت له خديجة رضى الله عنها أول ما نزل به الوحى لما رات تغير حاله , قالت : والله لا يخزيك الله ابداً لماذا؟ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتقرى الضيف , وتعين على نوائب الحق , وتصدق الحديث , وتؤدى الامانة .

بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة , فقال جل جلاله : ( وإنك لعلى خلق عظيم )
وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن , نعم كان خلقه القرآن , فإذا قرأ قوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) , أحسن , نعم أحسن إلى الكبير والصغير , إلى الغنى والفقير , إلى شرفاء الناس ووضائعهم إلى كبارهم وصغارهم , وإذا سمع قول الله : ( فاعفوا وأصفحوا ) عفا وصفح .
وإذا تلى : ( وقولوا للناس حسنا ) تكلم بأحسن الكلام , فما دام أنه صلى الله عليه وسلم قدوتنا , وان منهجه منهجنا , فتعالوا جميعا لنقف على مواقف وعظات من حياته صلى الله عليه وسلم كيف كان يتعامل مع الناس , كيف كان يعالج أخطائهم و كيف كان يتحمل أذاهم , كيف كان يتعب لراحتهم , وينصب لدعوتهم , فيوماً تراه يسعى فى حاجة مسكين , ويوما يفصل خصومة بين المؤمنين , ويوما يدعو الكافرين , حتى كبرت سنه ورق عظمه , ووصفت عائشة حاله صلى الله عليه وسلم و فقالت : ( كان أكثر صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بعدما كبر جالسا ) لماذا كان يصلى جالساً ؟ ( قالت بعد ما حطمه الناس ) , نعم حطمه الناس .
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الاجسام

كان صلى الله عليه وسلم يحسن خلقه, ويتلطف فى تعامله لدرجة أن كل واحد يتعامل معه يشعر أنه أحب الناس إليه كان يأسر القلوب أسراً .

عند الترمذى أن عمرو بن العاصلى الله عليه وسلمرضى الله عنه بعدما أسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه عليه, ويوسع له فى المجلس , ويتبسم فى وجهه إذا رآه , ويناديه بأحب الاسماء إليه , حتى ظن عمرو بن العاصلى الله عليه وسلمأنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء يوماً وقال : يارسول الله أى الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة , قال : لا يارسول الله أعنى من الرجال , قال : أبوها , ثم من ؟ قال ثم عمر , قال : ثم من ؟ قال ثم عثمان , ثم جعل صلى الله عليه وسلم يعدد الرجال قبل أن يذكر عمرو بن العاصلى الله عليه وسلمفتأمل كيف كان صلى الله عليه وسلم ياسر قلب كل من لاقيه حتى يظن من حسن تعامله وتواضعه وبشاشته أنه أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم , وهذا أعلى مراتب الخلق الحسن , أن تجعل من أمامك يحبك من أول لقاء , عندها سيقبل نصحك إذا نصحته , ووعظك إذا وعظته , وإنكم لن تسعوا الناس باموالكم فسعوهم بأخلاقكم .

استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك نفوس الناس أجمعين مع إنه بشر مثلنا يرضى ويغضب , ويفرح ويسخط , لكن حلمه كان يغلب غضبه , وعفوه كان يغلب عقوبته , بل كان يقابل الإساءة بالإحسان , كان يتحمل أخطاء الاخرين , كان يرفق بهم , وانظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد جلس فى مجلس مبارك يحيط به اصحابه فياتيه أعرابى يستعين به فى دية هذا الاعرابى قد قتل رجلا , فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم ان يعينه بمال يؤديه لأولياء المقتول اعطاه النبى صلى الله عليه وسلم شيئا من المال ثم قال تلطفاً معه: (احسنا إليك) قال : لا لا لا أحسنت ولا أجملت فغضب بعض المسلمين وهموا ان يقوموا إليه, فاشار صلى الله عليه وسلم أن كفوا , ثم قام صلى الله عليه وسلم الى منزله , ثم دعا الاعرابى الى البيت فقال له : انك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت و ثم زاده صلى الله عليه وسلم شيئا من ماله وجده فى بيته صلى الله عليه وسلم , فقال أحسنا اليك قال الاعرابى نعم جزاك الله خيراً من اهل وعشيرة خيرا , فاعجبه صلى الله عليه وسلم هذا الرضى منه ولكنه خشى انه يبقى فى قلوب اصحابه على هذا الرجل شيئا , فيراه احدهم فى طريق أوفى سوق فلا يزال حاقدا عليه ,فاراد ان يحسن اليه اكثر وان يسل ما فى صدورهم عليه , فقال صلى الله عليه وسلم : انك كنت جئتنا فاعطيناك فقلت ما قلت وفى نفس اصحابى عليك من ذلك شىء فاذا جئت فقل بين ايديهم ما قلت بين يدى حتى يذهب عن صدورهم . فلما جاء الاعرابى , قال صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فاعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فاعطيناه فزعم أنه رضى , ثم التفت صلى الله عليه وسلم إلى الاعرابى وقال : اكذاك ؟ قال الاعرابى : نعم فجزاك الله من اهل وعشيرة خيراً .

فلما هم الاعرابى ان يخرج الى أهله اراد صلى الله عليه وسلم ان يعطى أصحابه درسا فى كسب القلوب فقال لهم : ان مثلى ومثل هذا الاعرابى كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها يعنى جعلوا يركضون ورائها ليمسكوها وهى تهرب منهم فزعا ولم يزيدوها الا نفورا , وصاحب الناقة يقول : خلوا بينى وبين ناقتى فانا ارفق بها واعلم بها , فلما تركها الناس توجه اليها صاحب الناقة فاخذ لها قشام الارض يعنى من حشائشها وجعله فى ثوبه , ثم دعاها حتى جاءت واستجابت ,وشد عليها رحلها واستوى عليها . قال صلى الله عليه وسلم ولو انى أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار يعنى لو ضربتموه لارتد عن الدين فيدخل النار , والحديث رواه البزاروفى سنده مقال , ( وما كان الرفق فى شئ الا زانه وما نزع من شئ الا شانه )

وعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كنت أمشى مع النبى صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانى غليظ الحاشية يعنى عليه رداء كانت حاشية الرداء الملاصقة للرقبة غليظ فادركه اعرابى , أقبل هذا الاعرابى وجعل يجرى إلى النبى صلى الله عليه وسلم يريد ان يلحق به ,حتى اذا اقترب منه جذبه برداءه جبذة شديدة يتحرك الرداء بعنف على رقبة النبى صلى الله عليه وسلم , حتى اثر فيه , قال انس :حتى نظرت الى صفحة عنق النبى صلى الله عليه وسلم قد اثرت فيها حاشية البرد من شدة جبذته . فماذا يريد هذا الرجل؟ ما هذا الذى جعله يستعجل هذا الاستعجال؟! ويتحرك بهذه السرعة , لعل بيته يحترق , واقبل يريد معونة ,او احاطت به غارة من المشركين!! اسمع ماذا يريد قال : يا محمد , لاحظ لم يقل يارسول الله ولا يا ابا القاسم ولا يا نبى الله قال: يا محمد مر لى من مال الله الذى اعطاك يعنى كانه يقول ليس لك منه فى هذا المال . هذا اصلا هو مال الله ولكن جعله امانة عندك لتعطينا اياه, فالتفت اليه النبى صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم امر له بعطاء . لماذا ضحك ؟ حتى يوضح لذلك الاعرابى انى لست غضبان منك , وانه ليس فى نفسى شئ عليك حتى تصلى معى من غد وتسألنى إذا كان عندك شئ .ماكان النبى صلى الله عليه وسلم يستفزه مثل هذه التصرفات , كان بطلاً , لا يعاقب أو تثور أعصابه على التفاهات , كان واسع البطان , قوياً يضبط أعصابه , كان دائم الابتسامة حتى فى أحلك الظروف , يفكر فى عواقب الامور قبل أن يفعلها , وبالله عليكم ماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده هل سيشفى الجرح الذى فى عنقه , هل سيصبح أدباً للرجل؟ كلا , إذن ليس مثل الصبر والتحمل .

أيها الإخوة :بعض الأمور نحزن لها ونغضب والغضب ليس علاجاً لها
قال السماء كئية وتجهما قلت ابتسم يكفى التجهم فى السما
قال الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المنصرم

وإن شئت أن تنظر إلى صفاء النفس جلياً ومقابلة الأمور برفق وأريحية , فانظر إليه صلى الله عليه وسلمبعد أن فتح مكة وقد قوى شأنه عند العرب , وكثر الداخلون فى الإسلام , ثم إنه صلى الله عليه وسلم غزا بالناس حنيناً , يعنى توجه إلى الطائف فنزل صلى الله عليه وسلم بحنين – وهو وادى بين مكة والطائف - لما سمع المشركون بالطائف أنه صلى الله عليه وسلم مقبل إليهم , جاءوا وسبقوه إلى الوادى ونزلوا فيه ليبتاغوا النبى صلى الله عليه وسلم إذا سلك من خلال الوادى دون أن يعلم بهم أقبلوا وصفوا صفوفهم وصفوا خيلهم وجعلوا النساء معهم معهن حجارة ليقذفنها على النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمين , ثم أقبل المسلمون وقد بلغوا اثنا عشر ألفاً , وكان المشركون قد اختبئوا فى هذا الوادى بين الصخور , فما هو إلا أن دخلت جموع المسلمين فى الوادى دون أن يعلم أحد من المسلمين باجتماع المشركين واختبائهم , ما إن دخلوا حتى تفجر عليهم الكفار من كل جانب واضطرب أمر المسلمين , وجعلت خيل المسلمين تلوذ خلف ظهورهم , فلم يلبثوا الا أن انكشفوا , تدرى أول من فر من بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم من هو ؟ أول من فر بين يديه هم الأعراب , الذين ما أسلموا إلا قبل أيام , وتسلط الكفار , هؤلاء الاثنا عشر ألفا من المسلمين , لم يبقى منهم بين يدى النبى الا تسعة فقط , يعنى فر أحد عشر ألف وتسعمائة وواحد وتسعون , لم يبق معه إلا تسعة , التفت النبى صلى الله عليه وسلم فإذا الجموع تفر والدماء تسيل والخيل يضرب بعضها بعض , فجعل يأمر العباس : (يا عباس نادى المهاجرين , نادى الانصار , نادى أصحاب الشجرة ) فرجع بعضهم حتى ثبت صلى الله عليه وسلم فى ثمانين أو مائة رجل , ثم نصر الله المسلمين , وانتهى القتال .

جمعت الغنائم بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم, وجعل صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى مكان ليرتاح فيه وقد كثرت عليه الحرب , وقد سالت منه بعض الجروح , والعرق من كل جانب , فلما كاد صلى الله عليه وسلم ان يغادر ساحة القتال , فإذا الذين فروا من القتال وخافوا من الرماح والنبال , هم أول من اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الغنائم ! سبحان الله ! تعلقت به الاعراب , يقولون : اقسم علينا فيئنا , اقسم علينا فيئنا , يريدون الغنائم ! عجباً , يقسم فيئكم , متى صار فيئا لكم وأنتم لم تقاتلوا أصلاً ؟ كيف تجرأون على أن تطلبوا من الغنيمة , وهو الذى كان يصرخ بكم لتعودوا وأنتم لا تستجيبون ؟ لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يدقق على مثل هذا , فالدنيا لا تساوى عنده شيئاً جعلوا يدفعونه يرددون : اقسم علينا فيئنا , حتى تزاحموا عليه وضيقوا عليه الطريق بين يديه , واضطروه الى شجرة , فمر صلى الله عليه وسلم من شدة زحامهم ملاصقاً لهذه الشجرة , فتعلق رداءه بغصن من اغصانها , حتى سقط عن منكبيه , وصار بطنه وظهره مكشوفا صلى الله عليه وسلم, فلم يغضب , لا لم يغضب , وإنما التفت إليهم , وقال بكل هدوء : ( أيها الناس ردوا على ردائى فوالذى نفسى بيده لو كان عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم , ثم لا تجدونى بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً ) نعم , لأنه لو كان بخيلاً , لأمسك الأموال لنفسه , ولو كان جباناً لفر مع الفارين , ولو كان كذاباً لما نصره رب العالمين .
كان يحسن إلى الناس ليستعبد قلوبهم فاقتدى به .

نعم , كان صلى الله عليه وسلم يخالط الناس ويصبر على آذاهم , كان يعاملهم بنفس رحيمة وعين دامعة ولسان داع ٍ و قلب عطوف , كان يشعر أنه هو صلى الله عليه وسلم وهم جسد واحد , يشعر بفقر الفقير , وحزن الحزين , ومرض المريض , وحاجة المحتاج .
حثه على التراحم والتكافل وغضبه من ضد ذلك ً :

انظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد جلس فى مسجده يحدث أصحابه كما عند مسلم , فإذا به يرى سوادلً مقبلاً عليه من بعيد , فنظر إليهم , فإذا هم قوم فقراء , أقبلوا عليه صلى الله عليه وسلم من مضر من قبل نجد , ومن شدة فقرهم كانوا قد اجتابوا النمار , هل تعلم ما معنى اجتابوا النمار , يعنى يأخد أحدهم قطعة القماش , فلا يجد ثمن الإبرة والخيط , فيخرج القماش من وسطه ثم يخرج رأسه ويسدل باقيه على جسده , ليس عليهم عمائم ولا سراويل ولا أزر , أقبلوا قد اجتابوا النمار من شدة الفقر وتقلدوا السيوف , وليس عليهم شىء غيرها , إذا حركتها الريح انكشفت عوراتهم .
فلما رأى صلى الله عليه وسلم الذى بهم من الجهد والعرى والجوع , تغير وجهه , ثم قال صلى الله عليه وسلم فدخل بيته فلم يجد شيئاً يتصدق يتصدق به عليهم , فخرج دخل بيته الآخر , ثم خرج يبحث يلتمس شيئاً لهم , ثم راح الى المسجد فصلى الظهر , ثم صعد منبره , فحمد الله تعالى وأثنى عليه , ثم قال : ( أما بعد , فإن الله عزوجل أنزل فى كتابه : ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ) , ثم قرأ : ( ياأيها الذين آ منوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) وجعل يتلو الآيات والمواعظ , ثم صاح بهم وقال : (تصدقوا قبل ان لا تصدقوا , قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة , تصدق امرؤ من ديناره , تصدق امرؤ من درهم , من بره من شعيره , ولا يحقرن أحدكم شيئاً من الصدقة ) وجعل يعدد أنواع الصدقات , حتى قال : ( تصدقوا ولو بشق تمرة ) , يعنى إذا ماكان عندك فى بيتك إلا تمرة ما نسمح لك أن تأكلها كلها , شقتها نصفين , كل نصفا وتصدق بنصف .

فقام رجل من الانصار بصرة فى كفه , فناولها النبى صلى الله عليه وسلم وهو على منبره فقبضه منه صلى الله عليه وسلم يعرف السرور فى وجهه , وقال : ( من سن فى الاسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل به لا ينقصلى الله عليه وسلممن أجورهم شيئاً )
فقام الناس فتفرقوا إلى بيوتهم وجاءوا بصدقات , فمن ذى دينار , ومن ذى درهم , ومن ذى تمر , ومن ذى ثياب , حتى اجتمع بين يديه صلى الله عليه وسلم كومان , كوم من طعام , وكوم من ثياب , فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك تهلل وجهه , حتى كانه فلقة من قمر , ثم قسمه بين الفقراء .
بل كان صلى الله عليه وسلم من حسن خلقه يشارك الناس فى مشاعرهم , يهنئهم فى أفراحهم ويعزيهم فى أتراحهم , ام يكن غليظاً جافاً عديم الملاحظة , كلا, بل كان حكيماً لاماحاً , يتصيد الفرص لإدخال السرور على الأخرين .

عند البخارى , أن المهاجرين لما ضيق عليهم فى دينهم فى مكة , هاجروا الى المدينة وقد تركوا ديارهم وأموالهم , فقدم عبد الرحمن بن عوف إلى المدينة مهاجراً , كان عبد الرحمن تاجراً فذهب إلى السوق فاشترى وباع , وربح يعنى اشترى بضاعة بالآجل ثم باعها حالة , فصار عنده رأس مال تاجر فيه وكان يحسن فن البيع والشراء والمماكسة , حتى جمع مالاً فتاجر فيه ثم زاد عنده المال , فتزوج , ثم جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعليه أثر ودع زعفران , يعنى على ثوبه أثر طيب نسائى , وهذا قد تلاحظه أحياناً على بعض المتزوجين حديثاً , قد ترى عليه أحياناً شيئاً من الأثر , فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن انتبه لهذا التغير وقال ( عبد الرحمن مهيم ؟ ) يعنى ما الخبر ؟ قال : يارسول الله ! تزوجت امرأة من الأنصار . عجب النبى صلى الله عليه وسلم كيف استطاع أن يتزوج وهو حديث عهد بهجرة , من أين جاء بالمال ؟ قال : ( فما أصدقتها ؟ ) فقال : يارسول الله وزن نواة من ذهب , فأراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يزيد من فرحته , فقال له : ( أولم ولو بشاة ) . ثم دعا له النبى صلى الله عليه وسلم بالبركة فى ماله وتجارته , قال عبد الرحمن : فلو قد رأيتنى ولو رفعت حجراً من الأرض لرجوت أن أصيب تحته ذهباً أو فضة , يعنى من شدة البركة التى كان يلاقيها رضى الله تعالى عنه .



g, Hvh; gHpf; g] lpl] hguvdtd

الموضوع الأصلي : لو أراك لأحبك لد محمد العريفي || القسم : على منابر من نور || المصدر : منتديات بنات دوت كوم || كاتبة الموضوع : ماسة نجد


عدد زوار مواضيعى Website counter

رد مع اقتباس

  #ADS
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
 
 
 
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
 

:: إعلانات :: is online  

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لأحبك, محمد, أراك, العريفي

مركز تحميل بنات



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Adsense Management by Losha
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة بنات دوت كوم © 2014 - 1999 BANAAT.COM