|
" عالم قصص الأنمي " [ خيآل ، ﺂڪشن ، مغآمراتَ ، ۊ غيرهِا ﺂلڪثير | بَ قلمکِ ﺂنتِ ♥ ] |
يمنع منعا باتا رفع المواضيع القديمة .. و يمكن معرفة المواضيع القديمه من خلال ظهور التنبيه اسفل صندوق الرد
|
أدوات الموضوع |
منذ /15-01-2010, 04:58 PM | #11 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
••• لأول مرة خلال هذا العامـ الدراسي ، سارت عائدةً إلى منزلها بمفردهـــا ، انتابها إحساسٌ غريبٌ بعض الشيء ، أهي التجربة الأولى بدون [ عبير ] ، أمـ إحساسها بالخوف مما ينتظرها ؟ رغمـ ذاك الجو الهادئ ، ظلّت تلك الأحاسيس الغريبة تزيد من إضطراب [ رانيــــا ] التي اضطرت للعودة إلى منزلها بدون [ عبير ] ... سارت فوق ذاك الرصيف بهودءٍ شديدٍ ، نظرت أمامها فإذا بها الإشارة المرورية للمشاة عند التقاطع .. توقفت عن السير عند رؤيتها لتلك الإشارة ، قالت محدثة نفســــها : " أوه لا ! ليس مجددًا ! " ... جعلت تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن طريقٍ آخر يقودها لمنزلها دون المرور بذاك التقاطع .. التفتت والتفتت ، إلى أن عثرت على زُقاقٍ ضيّقٍ بعض الشيء .. حالك الظلمة ، مع أن النهار ما زال في منتصفه ,, نظرت من خلاله ، فإذا بها ترى الحيّ الذي تسكن فيه في آخر الزقاق .. ابتسمت لتظهر عليها الثقة : " لا تسلمـ الجرة في كل مرة .. هذا الطريق أكثر اختصارًا وأمانًا !! " قررت العبور من خلال ذاك الزقاق .. رغمـ الخوف الذي انتابها في أول وهلة .. حزمت أمرها ، ودخلت الزقاق .. تلك الرائحة الكريهة هي أول ما انتبهت عليه [ رانيــــا ] وهي في ذاك الزقاق المظلمـ .. تابعت المسير .. فجأةً ، تعثرت قدمها إثر ارتطامها بشيءٍ ما .. توقفت تمامًا عن الحركة ... نظرت إلى خلفها .. لترى أطفالاً صغارًا ، يرتدون ملابسًا رثّة متسخة .. ذوي شعرٍ أشعث يظهر عليه الغبار رغمـ الظلمة الحالكة .. بدوا في حالة يرثــــــى لها ، تقدّمـ أصغرهمـ نحو [ رانيــــا ] .. رسمـ ابتسامة حلوة على وجهه الطفولي البريء المستخ بالتراب ، رفع راحة يديه صوب [ رانيــــا ] .. لينطق بهذه الكلمات : " كســـــرة خبز .. أرجوكِ !" .. صُعِقت [ رانيــــا ] لهذه الكلمات القليلة ، بذاك الصوت البريء العذب .. فاضت عيناها المخضرّتان لما سمعته ، مسحت دموعها .. فتحت حقيبتها ، بحثت فيها ، لتُخرج منها شطيرة مربىً صغيرةً كانت قد وضعتها في حقيبتها لتأكلها في حالة أن انتابها الجوع .. قدّمت تلك الشطيرة إلى ذاك الطفل الصغير ,, أخذها بسعادة كبيرة ، كمن قد امتلك لعبةً ثمينة .. استدار إلى رفاقه ، أخذ تلك الشطيرة وشطرها نصفين .. قدّمـ الشطر الأول إلى أربعة أطفالٍ وقفوا ينظرون إليه ، أخذوا منه ذاك النصف ، ليقسموه مجددًا إلى عدّة أنصاف .. عاد ذاك الصغير وشطر النصف الذي معه إلى عدّة أنصافٍ ، وقدمها إلى طفلين كانا معه .. كسرة خبزٍ صغيرة .. هذا ما نال عليه هؤلاء الأطفال من تلك الشطيرة التي قّدمتها [ رانيــــا ] لهمـ .. ظهرت عليهمـ السعادة ، بعد أن أكل كلٌ منهمـ كسرته .. التفتت ذاك الصغير إلى [ رانيــــا ] .. وببراءة كبيرة قال لها : " شطيرتكِ لذيذةٌ .. آنستي ! " وضعت [ رانيــــا ] يدها على فمها تحاول أن تكتمـ بكاءها بعد الذي شاهدته عيناها .. أزاحت يدها ، ابتسمت في وجه ذاك الصغير .. وضعت يدها على كتف الصغير ,, [ رانيــــا ] : " ما اسمكَ حبيبي ؟ " الصغير مبتسمًا : " [ فــارس ] " [ رانيــــا ] : " الله ! .. اسمكَ جميل !! " زادت دموع [ رانيــــا ] في عينيها .. توالت العبارات في ذهنها .. فرساننا ؟ ينتهي بهمـ المطاف في الأزقة العفنة ؟ نهضت [ رانيــــا ] من عِند الصغير .. التفتت حولها ، لتجد أن مياه الصرف الصحي قد طبعت أثرهـــا في ذاك الزقاق .. مخلّفةً تلك الرائحة الكريهة .. نظرت صوب الأطفـــــال ، سألتهمـ قائلة : " تعيشون هنـــــــا ؟ " أجــــاب [ فارس ] : " هذا منزلنا آنستي " لفت انتباه [ رانيــــا ] وجود كومةٍ كبيرةٍ من النفايات في إحدى زوايا ذاك الزقاق .. نظرت إلى [ فارس ] .. لتقول : " [ فارس ] .. أين آباؤكمـ ؟ " بدا الحزن على محيــــا [ فارس ] ,, حرّك رأسه يمنةً ويسرةً كمن يجهل معنى الوالدين .. زاد الحزن لدى [ رانيــــا ] .. إلاّ أنها حاولت إخفاء ذاك الحزن حتى لا يراه الأطفـــــال .. إنحنت إلى [ فارس ] ، جعلت تحرك يدها البيضاء الناعمة على شعره الأشقر الناعمـ .. لتتخلل تلك الشعيرات الصفراء أصابع يدهــــا بخفةٍ وسلاسة .. اقتربت من الصغير ، لتقبّل خده الصغير المحمر بحنانٍ كبير .. نهضت [ رانيــــا ] من مكانها ، ليضع [ فارس ] يده على خدّه متفاجئًا من تلك القبلة .. تمتمـ قائلاً بصوتٍ أشبه بالهمس : " لطيـــــــفة !! " ابتعدت [ رانيــــا ] عن المكان قليلاً ، لوّحت للأطفال كمن تودعهمـ ، عائدة إلى منزلها .. لوّح لها الأطفـــــال بسعادةٍ كبيرة .. معبّرين عن شكرهمـ لــــــ [ رانيــــا ] .. انصرفت [ رانيــــا ] في طريقها تجتاز ذاك الزقاق المظلمـ .. اجتازته بسلامـ ، إلاّ أنها تركت خلفهــــا أطفالاً كان نصيبهمـ لقب { أطفـــــــــــال النفايات } ~ .. ••• وسط تلك الأنغامـ الناعمة الهادئة جلست ، جعلت تنظر إلى الشارع من خلال تلك النافذة الكبيرة .. أرجعت ظهرها إلى الوراء ، لسترتخي قليلاً .. تقدمت نحوهـــا تلك النادلة ، وضعت أمامها صحنًا متوسط الحجمـ به قطع اللحمـ مع المرق ، وصحنًا آخر به سلطة منوّعة .. انصرفت المنادلة من عِند [ صــــــوفي ] لتتركهــــا تنظر إلى الصحنين الموضوعين أمامها .. طالت المدة التي استغرقتها [ صــــوفي ] تنظر إلى الصحنين ، أخذت الشوكة التي وُضِعت على يسار صحن اللحمـ ، وجعلت تقلّب بها شرائح اللحمـ الذي أمامها .. ألقت الشوكة بعيدًا عنها ، باديًا وجهها الضيق الشديد ، وضعت يدها في جيبها ، وأخرجت منه هاتفها .. اختارت رقمـ هاتف والدهـــا الخلوي .. وبدأتِ الإتصــــال .. انتظرت وانتظرت ، إلاّ أن والدها لمـ يجب ، طال الرنين ، فلمـ يجبها أحدٌ البتّة .. ملّت الإنتظـــار ، لتنهي الإتصـــــال .. نهضت من مكانها ، تركت بعض النقود على الطاولة ، وخرجت من المطعمـ تاركةً صحنيها كما وُضعا أمامها .. في ذاك الرصيف باتت التسير ، بلا أية وجهة .. تسير فحسب .. استوقفتها قطة صغيرة ذات فراءٍ لأبيض تخللته البقع البنية ، أخذت تلك القطة تتمايل عِند قدمـ [ صــوفي ] .. ابتسمت لها [ صـــوفي ] ، انحنت إليها ، أخذت تداعب القطة الصغيرة بيدها بلطفٍ شديدٍ .. إلى أن نتجت بينهما محبةٌ كبيرةٌ .. [ صـــوفي ] : " ما اسمكِ يا حلوة ؟ " أخذت القطة تموء مغمضة عينيها ، تظهر السعادة عليها .. [ صـــوفي ] : " ليس لكِ اسمـ ! طيب .. ما رأيكِ بـــــ [ سوسو ]؟ اسمـٌ جميل ! " أومأت القطة رأسها أعلى وأسفل ، كمن يجيبها بالإيجاب .. [ صــوفي ] مبتسمة : " [ سوسو ] .. أنا أُدعـــى [ صفـــاء ] ,, تشرفتُ بمعرفتكِ أيتها الحلوة " بدا أن القطة قد انتبهت لشيءٍ ما ، مما دعاها تلتفت للخلف .. نظرت إليها [ صـــوفي ] ، لتوجّه أبصارها إلى حيث تنظر القطة .. رأت فتاةً صغيرةً تلوّح للقطة الصغيرة .. بدا أن القطة قد عرفت تلك الطفلة .. لتتجه صوبها ,, ابتسمت [ صـــوفي ] وهي ترى ذاك المشهد الجميل ، الذي جمع الطفلة والقطة سويًا .. انقلبت تلك الضحكة ، إلى حزنٍ في وجهها .. " الأحضـــان الدافئة .. أبعدها عنّا عمله المتواصل " .. وبهذه الكلمات تمتمت .. ••• تمامـ الواحدة بعد الزوال .. موعد عودة التلاميذ إلى الثانوية .. توالى دخول تلاميذ صف [ رانيــــا ] الواحد تلوَ الآخر .. جلست كلٌ من [ عبير ] و [ وصـــال ] - اللتان قضتا فترة الظهر في القسمـ - في مكانها تنتظر قدومـ شريكتها في المقعد .. أسرعت [ رانيــــا ] وهي تصعد الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني .. مرّت من أحد الاقسامـ ، إلاّ أنها سرعان ما توقفت .. إذ أنها لمحت أحدًا ما تعرفه ,, عادت للوراء ، ونظرت خِلسة إلى ذاك القسمـ .. لمـ يخب ظنّها ، فتلك التي رأتها [ رانيــــا ] هي ذاتها التي تعرفهـــا ,, فتاةٌ تجلس على كرسيٍ متحركٍ أسود اللون .. تدير ظهرها لباب القسمـ ، تنظر باتجاه النافذة .. لمحت [ رانيــــا ] أنها ترتدي حجابًا أسودًا تخلله اللون الرمادي .. رددت [ رانيــــا ] تحدث نفسها : " أوه لا ! لا أصدق !! هي أيضًا هنـــا ؟! " بدا أن [ رانيــــا ] تترقب أن تستدير تلك الفتاة ، لتتعرف على وجهها ، ولتتأكد شكوكها .. لمـ تنتظر [ رانيــــا ] مطوّلاً .. فقد مالت الفتاة قليلاً بكرسيها إلى جهة اليسار .. ليظهر جانب وجهها الأيسر لــــ [ رانيــــا ] .. " [ هـــــبة ] !! " رددت [ رانيــــا ] هذا الاسمـ بعد رؤيتها لتلك الفتاة .. أرادت الدخول إلى القسمـ حتى تقابل تلك الفتاة ... إلاّ أن [ عليـــــًا ] قد أوقفها بقدومه نحو الفتاة .. لمـ ترد [ رانيــــا ] أن يراها [ علي ] .. لذا فقد فضّلت أن تبقى في مكانها بعيدةً لا يراها .. ظلّت تنظر إليهمــــا ... وهي تقول : " وبنفـــــس القسمـ أيضًا ؟! " ابتعدت عن باب ذاك القسمـ ، همّت بالذهاب إلى قسمها ، مبتعدة عن القسمـ الذي به ابن خالتها ، لمـ تصدق أنها هنــا ، فمنذ السنة الكاملة لمـ ترها ,, ما علمته فقط .. أنها تدرس مع [ عليٍ ] بالقسمـ ذاته .. كان ذاك الممر شبه خاوٍ ، إذ أن التلاميذ باتوا يتجهون إلى أقسامهمـ ، وهي بدورها اتجهت إلى قسمها ,, قرب الباب ، سمعت صـــرخةً مدوية من أحدهمـ ، أفزعتها ، من قسمها أتت تلك الصرخة ، ليزداد الخوف الذي اجتاحها .. دخلت القسمـ بسرعةٍ ، لتجد أن التلاميذ قد تجمهروا حول مقاعدها هي وابنة عمّها .. اقتربت قليلاً من الحضور ، لمحت بينهمـ شابًا ضخمـ الجثة ، غليظ الملامح ، يحمل في يده اليمنى عصًا خشبية وُضِعت بها مساميرٌ حديدية مثنية أعلى تلك العصا ، استغربت [ رانيــــا ] لذا رؤيتها لذاك الشاب ، فهذه المرة الأولى التي تراه بها في هذا القسمـ .. لمـ تستطع التعرف على الذي يقابله ، إذ أنه كان يدير ظهره لها ، بحثت عن [ عبير ] خشيت أن تكون هي طرفًا في ذاك الشجار ، إلاّ أن خوفها ذاك سرعان ما تبدد لذا رؤيتها لها تقف على بُعدِ خطواتٍ من الذي يقابل ضخمـ الجثة ذاك .. اتجهت نحوها ، لتســــــألها ... [ رانيــــا ] : ” [ عبير ] ! ما الأمر ؟ ” [ عبير ] : ” يتشــــاجران ... ” [ رانيــــا ] : ” من همــــا ؟ ” [ عبير ] : ” [ عبــد الصمد ] و .... [ وســــامـ ] ” [ رانيــــا ] مندهشة : ” [ وســـامـ ] ؟! ” أومأت [ عبير ] برأسها إيجابًا ، بينما اتسعت عينا [ رانيــــا ] بعد إيماء [ عبير ] .. نظرت إليه ، بالفعـــل إنه [ وســـامـ ] ، فذاك الشعر الأسود ليس غريبًا عنها ، كما أن ذراعه مضمّدة بعد ذاك الحادث المروري .. تذكرت ذراعه .. نظرت إلى [ عبير ] .. [ رانيــــا ] : ” هيي مهلاً .. أيتشاجر وذراعه مصابة ؟ ” [ عبير ] : ” ليس بيدنا إلاّ المشاهدة فقط ! ” [ رانيــــا ] : ” محض المشاهدة ؟! ” [ عبير ] : ” ألديكِ حلٌ آخر ؟ ” صمتت [ رانيــــا ] ، إلاّ أنها كانت تحدث نفسها قلقة خائفة : ” مستحيـــــــــل ! المشاهدة وحدها لن تفيدني ” منتصب القامة وقف ، مقطّبًا حاجبيه ، باديًا عليه الغضب الشديد .. من جهةٍ أخـــرى ، وقف ضخمـ الجثة ذاك يبتسمـ بثقةٍ كبيرة ، يضرب بخفةٍ عصاه الخشبية في راحة يده اليسرى .. تقدّمـ [ أنـــس ] نحو [ وســـامـ ] ، بدا أنه قلقٌ بعض الشيء .. [ أنــس ] : ” [ وســـامـ ] ، أرجوك .. لا داعي للشجار ” [ وســـامـ ] : ” لمـ أقترب منه ، رأيتَ لتوكَ ما فعله .. ” [ انــس ] : ” وكأنني لا أعرفه ! لا أنكر أنني رأيتُ ما فعله ، إلاّ أن شجاركما لن يزيد الأمر إلاّ سوءًا ” لمـ ينطق [ وســامـ ] بكلمة واحدة ، نظر إلى عيني صديقه ، فإذا به بالفعل قلقٌ عليه .. أغمض عينيه ، عضّ شفتيه ، بدا لـــ [ أنــس ] أن صديقه غاضبٌ لأبعد حد .. ردد [ أنــس ] : ” أرجـــوك .. أنهي الأمر بسلامـ ” أحكمـ [ وســـامـ ] قبضة يده ، بدا أنه يستدير إلى الخلف ، قاصدًا العودة إلى مقعده .. انتبه إليه [ عبــد الصمد ] ، لمـ يعجبه رد فِعل [ وســامـ ] الأخير .. ردد بسـخرية : ” ما لمـ أعلمه عنكَ أنك تخشى مواجهتي ! ”
لمـ يكترث [ وســامـ ] لأمره ، بل أنه لمـ يستدر حتى .. وقف أمامـ مقعده ، لمح فتاتين تقفان على بُعدِ خطواتٍ قليلةٍ عنه ، التفت إليهما ، فإذا بهما [ رانيــــا ] و [ عبير ] .. قرأ الخوف على عينيها حينما أمسكتها ابنة عمّها من كتفها ، أزاحت أبصارها عنه ، ليلتف هو إلى مقعده مجددًا .. لاحظ [ عبـــد الصمد ] النظرة التي وجهها [ وســامـ ] إلى [ رانيــــا ] .. تقدّمـ إلى الفتاتين خلف [ وســامـ ] ، تقدّمـ باتجاه [ رانيــــا ] .. نظر إلى عينيها ، بابتسامة تعلوه .. فزعت [ رانيــــا ] من تلك النظرة ، اتسعت عيناها خوفًا وهما تقابلان عيناه .. أمسكَ تلك العصا بيده اليسرى ، وباليمنى أراد الإمساك بيد [ رانيــــا ] .. انتبه [ وســامـ ] لما يريد فعله ، أمسك [ عبـــد الصمد ] يدها .. وسط الخوف الذي تملّكها .. أسرع [ وســامـ ] وأمسك ذراعه بقوة ، ليتألمـ هو من شدة إحكامه عليها .. نظر [ وســـامـ ] إليه بغضبٍ .. ردد بصوتٍ هادئٍ : ” مشكلتكَ معي .. فلا تقحمـ الفتيات فيها ” ارتبك [ عبــد الصمد ] .. اتسعت عيناه .. تصبب منه العرق .. [ وســـامـ ] ملمّحًا : ” يدهــــا ” أفلت [ عبـــد الصمد ] يد [ رانيــــا ] .. وسط دهشتها التي امتزجت بالخوف .. وقتها دخلت [ صـــوفي ] إلى القسمـ , لتُفاجئ بالتجمهر الذي كان واضحًا بالقسمـ .. اقتربت قليلاً بالقرب من الفتاتين ، لتجد [ وســـامـ ] يمسك بذراع [ عبــد الصمد ] ، فهمت أن شجارًا ما قد نشب بينهما .. تراجع [ عبـــد الصمد ] إلى الخلف قليلاً ، بعد أن أفلت [ وســامـ ] ذراعه .. أحكمـ قبضته على العصا التي في يسراه .. تراجع إلى الخلـــف ، بدا الغضب واضحًا على وجهه الغليظ .. رفع يده التي تحمل العصـــا الخشبية ، كمن ينقض على [ وســـامـ ] .. هجمـ عليه .. ! صرخـــــــــــتِ الفتيات صرخة مدوية ، أغمضت [ رانيــــا ] عينيها ., وهي تردد : " ربي استر "
التعديل الأخير تم بواسطة ѕυмυı ♥ ѕнoυĵo ; 15-01-2010 الساعة 05:19 PM |
|||||||||||||||||||||||
#ADS | |
:: إعلانات ::
Circuit advertisement
تاريخ التسجيل: Always
الدولة: Advertising world
العمر: 2010
المشاركات: Many
|
|
منذ /15-01-2010, 05:07 PM | #12 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
تــــراجع إلى الخلف ، أحكمـ قبضته على العصا الخشبية ، رفعها إلى الأعلى .. رددت [ رانيــــا ] بخوف : " لــ .. لمـَ سيغمى عليه ؟! " [ صــوفي ] : " محض تخمين .. " [ رانيــــا ] : " لكنكِ بدوتِ واثقةً ! " [ صـــوفي ] صارخةً بوجهها : " أما كفاكِ أسئلةً ؟ كنتُ أخمن لا أكثر ! " صُعِقت [ رانيــــا ] لهذه الإجابة .. بينما وقفت [ صـــوفي ] تنظر إلى حلبة الصراع والقلق واضحٌ على محياها .. صراخ الشباب لفت إنتباهها ، التفتت إلى الأمامـ ، لتجد أن الشباب يحاولون تهدئة [ عبـــد الصمد ] ، إلاّ أنهمـ عبثًا يحاولون .. تقدمـ [ عبـــد الصمد ] إلى [ وســـامـ ] بقوةٍ ملقيًا عصاه أرضًا ، أمسك بحركةٍ سريعةٍ قميص [ وســامـ ] ورفعه إلى وجهه .. بدا أن [ وســـامـ ] يلهث أكثر فأكثر ، رغمـ ذاك الغضب الذي لمـ ينكر أحدٌ وضوحه التّامـ في وجهه .. " أبعـــــد يدكَ عنّي " نطق بها [ وســـامـ ] وهو يزيح بقوةٍ يد [ عبـــد الصمد ] .. زاد لهيثه أكثر ، بدا أنه يترنّح .. كاد يسقط ، لولا أنه قد استند بالطاولة التي خلفه .. اندفعت إليه [ صـــوفي ] وسط شهيق [ رانيــــا ]التابع لسقوطه الذي أوشك أن يحدث .. سبق [ أنـــس ] [ صـــوفي ] ليسند [ وســامـ ] ، استطاع رفعه قليلاً ليقف مستندًا عليه .. اقتربت منه [ صـــوفي ] وضعت يدها على صدره ، جهة اليســـــار تمامًا .. فاجأته حركتها تلك ، فقد بدا أنها تتحقق من شيء ، سألته قائلة : " يؤلمــــــــــك ؟! " اتسعت عيناه لذا سماعه لهذا السؤال ، بدا أن الإرتباك قد انتابه .. لمـ يجبها ، وهي فهمت سبب سكوته ذاك .. ابتعدت عنه ، لتقترب من [ عبـــد الصمد ] ، بدا ضخمًا بالقياس بها ، رفعت رأسها لتقع عيناها بعيناه .. نظرت إليه غاضبةً ، نظــــرة لمـ تحتج الكلمات لتفسّر معانيها .. نطقت [ وصـــــال ] : " أجــــل ! هي ذاتها ... تلك النظرة نفسها ... مستحيل ! ... إنها .. تكررها مجددًا ! " بدا الخوف واضحًا على [ وصــــال ] رغمـ أن النظرة لمـ تكن موجهة إليها .. " ألا ترى أن صحته لا تحتمل ؟ " نطقت [ صــــوفي ] بهذه الكلمات مخاطبة [ عبـــد الصمد ] بغضبٍ شديدٍ .. استقامـ [ وســــامـ ] لذا سماعه لهذا السؤال ,, بدا متفاجئًا ، أحس بالألمـ ، لمـ يستطع وضع يده موضع الألمـ ، فاكتفى بعض شفتيه وإغماض عينيه .. ظلّ يردد هذه العبارة في نفسه : " مستحيـــــل !! تعلمـ بالأمر ؟! " رددت [ صـــوفي ] : " لمـ أعلمـ أنني أكلمـ حائطًا ! ألن تتحدث ؟ " نظر إليها [ عبـــد الصمد ] بطرف عينه السفلي ، بدا عليه الإرتباك .. قال مرتبكًا : " ومـــ .. وما .. و .. " [ صـــوفي ] : " وماذا ؟ أأبحث لكَ عن لسانٍ جديدٍ لتتحدث به ؟ " [ عبـــد الصمد ] : " وما شأنكِ أنتِ ؟ إيّاكِ وأن تتدخلي " [ صـــوفي ] : " وماذا بيدكَ أن تفعله .. لتفعله ؟ " ارتبك [ عبـــد الصمد ] ، بلع لعابه ، مسح بيده عرق جبينه .. لاحظت [ صـــوفي ] تلك الحركة الأخيرة ، لتقول : " الجـــو ليس حارًا .. هيّا ، أنتظر الجواب " [ عبـــد الصمد ] : " يستحسن لكِ أن تبتعدي من هنا " [ صـــوفي ] باستهزاء : " عذرًا ، طليتُ حذائي بالغراء قبل مجيئي ، جفّ الآن ، لن أستطيع الحراك " " من هذه الفتاة ؟! " ظلّ [ عبــــد الصمد ] يردد هذه العبارة في نفسه كثيرًا ، لمـ يستطع محادثتها ، ولا حتى الإقتراب منها قليلاً .. وضعت [ صـــوفي ] يدها على خصرها ، نظرت إليه نظرتها تلك .. وقالت : " ضخامـ الجثة همـ من يناسبونك ، فابحث عنهمـ لتلهو معهمـ .. صدقني .. همـ كثرٌ في هذه الثانوية " [ عبـــد الصمد ] : " مــــــاذا ؟! " [ صـــوفي ] مشيرة إلى [ وســـامـ ] : " أجـــل ,, لا يناسبونك أمثال الذي ورائي أبدًا .. لزمهمـ سلّمٌـ للوصول إليك .. " نطق [ أنـــس ] معلقًا بصوتٍ أشبه بالهمس : " أوف ! ليس بهذه الضخامة كلها " أردفت [ صــوفي ] : " وإن لمـ تضغِ .. فلن يحاسبكَ أحدٌ ..... سواي .. " [ عبـــد الصمد ] صارخًا : " هيي ، من تظنين نفسك ؟ ما أنتِ بفاعلةٍ شيئًا " تقدمت [ صـــوفي ] باتجاهه ، قائلةً : " أنا من سيسكتكَ ، فلا تجرب .. خذها مني نصيحة " نطقت [ وصــــال ] : " والله إنها لصادقة ! ما كذبت .. " ، التفت إليها [ عبـــد الصمد ] .. والتفتت إليها [ صـــوفي ] ، رفعت يدها ملوّحة لها .. وهي تقول : " أوه ! أهـــلاً .. شكرًا لتصديقي ,, " أردفت قائلة : " كانت محض نصيحة ، لن أجبركَ على التقيد بها " انصرفت من عنده .. قاصدة مكانها بعد أن أخذت حقيبتها من فوق تلك الطاولة .. تبعت أبصار الجميع [ صـــوفي ] وهي تتجه نحو مقعدها .. صرخ متألمًا ، أراد وضع يده موضع الألمـ ، إلاّ أنه لمـ يفعل ، سقط .. نزل إليه [ أنـــس ] ساندًا إيّاه ، ليجد أن [ رانيــــا ] قد اندفعت لتساعده .. التفت إليها ، وجدها تحاول إسناده .. رأى الدموع في عينيها المخضرّتين .. قالت بنبرة باكية مخاطبة [ أنـــسًا ] : " ساعدنـــي ، أرجوك ... " نظر إليها [ وســـامـ ] وهو يلهث .. ليرى هو بدوره تلك الدموع الواضحة على وجهها .. سند كلٌ من [ أنـــس ] و [ رانيــــا ] [ وســـامـ ] ، ووضعاه ليجلس فوق مقعده .. اتكأ على طاولته يلهث ، وهي بدورها التفتت إلى حيث تجلس [ صــــوفي ] .. كانت تردد في ذهنها : " غريبٌ حقًا ! قالت أنها تخمـــــن ، لكنه بالفعل كاد أن يغمى عليه ! " .. جعلت تفتح وتغمض عينيها ، خوفًا من أن يرى أحدٌ دموعها ، تفرّق التلاميذ عائدين إلى مقاعدهمـ ، فقد دخلت عليهمـ أستاذة الجغرافيا ، التي سبق وأن علموا أن اسمها [ حسنـــــاء ] .. استحقت ذاك الاسمـ عن جدارة ، فقد كانت شديدة الجمال ، حسناء بالفعل ، ذات ضحكة مشرقة جميلة .. مرّت حصة الجغرافيا سريعةً لمـ تخلُ من المعلومات الجغرافية الكثيرة ، لتبدأ حصة الحســـاب بصحبة الأستاذ [ أحمـــــد ] .. ما إن علمت [ عبير ] بالمادة التي يدرسها ذاك الأستاذ حتى قالت متذمرة : " حســـــاب ؟! يا حبيبي ,, رسبنا هذه السنة ! " استغربت [ رانيــــا ] لحديث [ عبير ] .. التفتت إليها ... [ رانيــــا ] : " ما هذا الكلامـ ؟! سترسبين مرةً واحدةً ؟! " [ عبير ] باستياء : " بالطبـــــع ! الحســـاب هو السبب .. " [ رانيــــا ] : " يا عزيزتي يا [ عبير ] ، ما زلنا في بداية السنة ، لمـ ندرس شيئًا بعد " [ عبير ] : " هذا حسابٌ يا عزيزتي .. ليس رسمًا أو رياضةً حتى لا أقلق " [ رانيــــا ] : " فلأصارحكِ القول .. أنا أيضًا لا أطيق الحساب .. ومع هذا ، لا أجد مسوغًا لهذا الكلامـ " [ عبير ] : " طيب .. فلنترقب علاماتكِ قي هذه المادة " [ رانيــــا ] مبتسمة : " هل أعتبر هذا تحديًا ؟ " [ عبير ] بثقة : " أجــــــــل .. " [ رانيــــا ] بثقة : " حسنٌ يا ابنة عمي .. سنرى من ستفوز بهذا التحدي " أخرجت كلٌ من الفتاتين كتب الحساب من حقيبتيهما .. سقط قلمـ [ رانيــــا ] أرضًا من حقيبتها عند إخراجها للكتاب ، تدحرج بعيدًا عنها .. نهضت لتتبع قلمها ، توقف فالتقطته ، نهضت لتستقيمـ واقفة .. وجدت نفسها تقف أمامـ [ صــــوفي ] ، خطر في بالها أن تسألها عن سر توقعها ذاك .. إلاّ أن تواجد الأستاذ منعها من ذلك .. نظرت إليها نظرة التساؤل والحيرة ، انتبهت [ صـــوفي ] لتلك النظرة .. إلاّ أنها لمـ تجبها بنظرة مماثلة .. عادت [ رانيــــا ] إلى مقعدها منزلة رأسها أرضًا .. مضت تلك الحصة سريعًا ، لتبدأ بعدها الإستراحة الثانية .. خرج الأستاذ من الحصة تاركًا وراءه واجبًا لتلاميذه .. بدأ التلاميذ يخرجون من القسمـ الواحد تلو الآخر .. أغلقت [ رانيــــا ] دفترها بعد أن نقلت ما بالسبورة .. نضهت من مقعدها لتتوجه إلى [ صـــــوفي ] ، أحضرت مقعدًا آخرًا ، وجلست بجانبها .. كانت [ صـــوفي ] تتناول مصّـــــاصةً حمراء صغيرة بعض الشيء .، ترددت [ رانيــــا ] قبل أن تبدأ بالحديث معها ، إلاّ أنها حزمت أمرها أخيرًا .. [ رانيــــا ] : " آآآ ... [ صـــوفي ] .. مممـ .. " [ صـــوفي ] : " أهــلاً .. ماذا تريدين ؟ " [ رانيــــا ] : " آهــا ؟ ثمّة ما يشغل بالي .. وتمنيتُ لو أنكِ تفسرينه لي " [ صـــوفي ] : " وما هــو ؟ " صمتت [ رانيــــا ] لبرهة ، إلاّ أنها سرعان ما تحدثت .. [ رانيــــا ] : " عند مجيئكِ للقسمـ .. بدا أنكِ تحادثين نفسكِ .. أقصد أنكِ كنتِ تتمتمين ببعض الكلمات .. كأن تقولي : " سيغمى عليه ولا شك " .. فمالذي كنتِ ترمين إليه ؟ وكيف عرفتِ بالأمر ؟ " [ صـــوفي ] : " وددتُ لو أنكِ لمـ تسأليني هذا السؤال أثناء ذاك الشجار .. فقد كنتِ تزيدين من توتري " [ رانيــــا ] بارتباك : " أحقًا ؟! أوه ! المعذرة .. " [ صـــوفي ] : " لا عليكِ ... مسألة معرفتي بالأمر هي .... " صمتت [ صـــوفي ] لبعض الوقت .. بدا أنها تنظر إلى حيث يجلس [ وســـامـ ] بشرود .. حركت رأسها يمنةً ويسرةً كأنها تنفي شيئًا .. [ صـــوفي ] : " لا ... لا أستطيع إخباركِ " [ رانيــــا ] باستغراب : " ولماذا ؟! " [ صـــوفي ] : " آسفة ... لا أستطيع .، أرجوكِ .. لا داعي لأن تحرجيني " [ رانيــــا ] باستياء : " حسنٌ ، لن أحرجكِ .. كما تشائين " نهضت [ رانيــــا ] من عند [ صـــوفي ] متجهة إلى حيث تجلس [ عبير ] ,, بدا أنها تحدثها ، نهضت [ عبير ] لتخرجا معًا من القسمـ .. " ليس قبل أن أستأذنه " رددت [ صـــوفي ] هذ العبارة في ذهنها .. نهضت من مقعدها ، أدخلت تلك المصاصة في درجها ، وذهبت إلى [ وســــامـ ] .. كان وحده يجلس متكئًا على طاولته كالنائمـ عليها .. لمـ يكن [ أنـــس ] معه ، فقد ظهر أنه خرج من القسمـ لسببٍ ما .. اقتربت منه ، مالت إليه ، وضعت يدها على ظهره .. [ صـــوفي ] : " كيف تشــعر الآن ؟ " نهض [ وســـامـ ] رافعًا رأسه إليها ,, أرجع ظهره إلى الخلف ، نظر إليها .. [ وســـامـ ] : " لا بأس .. شكرًا على سؤالك " ابتسمت [ صــــوفي ] له ، استدارت لتفتح النافذة التي بخلفها ، ليتسلل منها نسيمـٌ أخذ يداعب خصلات شعرها الأسود الناعمـ رغمـ تلك التسريحة الشعثاء .. عادت واستدارت إلى [ وســـامـ ] ، اقتربت منه .. بدا من ملامحها أنها تتحدث بجدية .. [ صـــوفي ] : " صـــارحني وقل الحقيقة .. أتخفي الأمر ؟ " اتسعت عينا [ وســـامـ ] ، صمت لبعض الوقت .. تنهّد .. وقـــال : " قبلاً .. هل لي أن أعرف ، كيف علمتِ بالأمر ؟ أقصد .. كيف علمتِ بأنني .. ( وضع يده اليمنى على صدره في الجهة اليسرى ) أحمل قلبًا ضعيفًا ؟ " أنزلت [ صـــوفي ] رأسها للأسفل .. بدا من ملامحها أنها حزينة .. قالت : " عُد بذاكرتكَ للحظة إغمائك .. منذ أن رأيتكَ تسقط بعد إرتطامـ الكرة بصدركَ راودني الشك .. لكنني فيما بعد تأكدتُ عند إسعافي لك " أردفت بثقةٍ : " أسعـــى إلى أن أصبح طبيبةً .. فلا تعجب " صمتَ [ وســـامـ ] ، قطّب حاجبيه .. بدا عليه الإنزعاج .. ردد بنبرةٍ حزينة : " حــــاولت .. وبذلتُ جهدي .. إلاّ أن السر لا يبقَ سرًا إلى الأبد " [ صـــوفي ] : " لمـ تجبني .. يبدو أنك تخفي الأمر .. أمـ أنني مخطئة ؟ " أومأ [ وســـامـ ] برأسه إيجابًا ,. [ صـــوفي ] : " ووالداك ؟ يعلمان بالأمر ؟ " ضحكَ [ وســــامـ ] قليلاً .. بدا كأنه يسخر ربما .. [ صـــوفي ] : " لا يعلمان ؟! " [ وســـامـ ] : " لا أجدهما في المنزل حتى أحكي لهما الأمر " أردف قائلاً : " شيءٌ طبيعي .. فلا تستغربِ " " أنتَ أيضًا ؟! " رددت [ صـــوفي ] هذ العبارة في ذهنها .. نظر إليها [ وســـامـ ] ، وقال : " أتمنى أن تحتفظي بالسر .. " [ صـــوفي ] : " إلى مــــتى ؟ " [ وســـامـ ] : " ...... إلى أن أخبر والديّ " [ صــــوفي ] : " ماذا لو لمـ تحتمل ؟ " لمـ يجب [ وســــامـ ] ، إنما ظلّ على صمته .. تنهدت [ صـــوفي ] ... وقالت : " طيب .. كما تشاء " التفت إليها [ وســـاامـ ] باندهاش .. [ صـــوفي ] مستغربةً : " ماذا ؟ ألا تريد أن أحفظ سرك ؟ " [ وســـامـ ] : " بــــلى ,, أقصد ... إن استطعتِ ذلك " [ صــــوفي ] مبتسمة : " لا تقلق .. أستطيع ، سرّك في بئر " انصرفت [ صـــوفي ] عائدة إلى مكانها .. لتترك [ وســــامـ ] يخـــاطب نفسه ، قائلاً : " وماذا لو لمـ أستطع أنا كتمان هذا السر ؟ " أرجو عدمـ الرد .. إلى أن أنتهي
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 05:16 PM | #13 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
دقّ جرس المدرسة ليعلن إنتهاء الإستراحة الثانية لذاك اليومـ .. اتجه جميع التلاميذ كلٌ نحو قسمه ، لتبدأ الحصة السابعـــــة .. مرّت [ رانيــــا ] بقسمـ [ عليٍ ] كأنها تتحق من أمرٍ مهمـٍ .. انبتهت [ عبير ] لفعلها ذاك .. اقتربت منها سائلةً إياها .. [ عبير ] : " ماذا عندكِ هنـــا ؟! " [ رانيــــا ] : " غريب ! عند مجيئي رأيتها هنـــا ! " [ عبير ] : " مــــن ؟! " بدا الإستياء على [ رانيــــا ] ، حركت رأسها يمنةً ويسرةً ... وقالت : " كلاّ .. لا شيء .. " [ عبير ] : " خِلتُ أنكِ لا تطيقين ابن خالتكِ ذاك ! " [ رانيــــا ] باستغراب : " مـــن ؟ [ علي ] ؟! " [ عبير ] : " ومن غيره ؟ ألمـ تقولي أنكِ لا تطيقينه ؟ " [ رانيــــا ] : " أرجــــوكِ .. ذاك المختل لا يمكن أن أتحمله البتة " [ عبير ] : " مختــــل ؟! مممممـ .. هذا الوصف لا يناسبه .. ما رأيكِ بــــ ,,, " [ رانيــــا ] مقاطعة : " أحمـــق .. " [ عبير ] : " لا .. " [ رانيــــا ] : " غبــــي .. " [ عبير ] : " لا .. " [ رانيــــا ] : " إذًا سخيف .. " [ عبير ] : " أيضًا لا .. " [ رانيــــا ] : " وماذا إذًا ؟! هيي .. تحدثي ! " [ عبير ] : " الحقيقة .. وبلا أي إنكار ، أراه .. جذّابًا !! " اتسعت عينا [ رانيــــا ] ... : " ذاك الأحمق .. جذاب ؟! " أومأت [ عبير ] برأسها لـــ [ رانيــــا ] .. وعلى وجهها ابتسامة .. وضعت [ رانيــــا ] يدها على رأسها ، وهي تقول : " خذيه إن شئتِ .. فأنا لا أطيقه " ضحكت [ عبير ] من رد [ رانيــــا ] ، الذي اعتبرته شيئًا من مزاجها المعهود .. دخلتِ الفتاتان القسمـ ، قصدتــا مقعديهما ، جلست [ عبير ] بمقعدها ، همّت [ رانيــــا ] بالجلوس على مقعدها ، إلاّ أنها تعثرت بساق الكرسي الذي أخذته [ وصــــال ] ووضعته بوسط الممر .. سقطت [ رانيــــا ] جرّاء تعثرها على [ وصـــال ] التي بدورها فقدت توازنهـــا مما دعاها لأن تسقط أرضًــــــا .. تفاجأت [ عبير ] لذا رؤيتها لذاك المنظـــر ، نهضت من مكانها بسرعة لتتوجه إلى الفتاتين .. ابتعدت [ رانيــــا ] عن [ وصـــال ] بسرعةٍ مرتبكة مما حصل .. بدا أن [ وصـــال ] قد انزعجت من هذا التصرف .. نهضت غاضبــــة ، بينما همّت [ رانيــــا ] بالإعتذار .. [ رانيــــا ] : " الــ .. المعذرة يا [ وصـــال ] ,, لمـ أقصد أن ... " [ وصـــال ] غاضبةً مقاطعةً : " لمـ تقصدِ ماذا ؟ أيتهــــا الــ ... " أتت [ عبير ] تقاطع [ وصـــال ] : " ماذا ؟ أكمــلي ... " صمتت [ وصــــال ] للحظة تنظر إلى [ عبير ] ، إلاّ أنها سرعان ما تحدثت غاضبة .. [ وصـــال ] : " يجدر بكِ أن تمسكي بقريبتكِ هذه وإلاّ ... " [ عيبر ] مقاطعةً : " وإلاّ ماذا ؟ كدتُ أن أصدق لطفكِ المزعومـ وقت الظهيرة " التفتت إليها [ رانيــــا ] مستغربة من العبارة الأخيرة ، أمـــّا [ وصــال ] فقد اجتاخها غضبٌ جامحٌ بعد عبارتها تلك .. تقدمت [ وصـــال ] من [ عبير ] غاضبةً ، لمـ تنتبه لطول تنّورتها ، مما جعلها تسقط متعثرة بها ..
سقطت فاقدةً توازنها ، ارتطمت ذراعها بحافة ساق الكرسي الملقى جانبًا ، لتُجرح ذراعها إثر ذاك الإرتطامـ .. سالت دماؤها ، أخذت تبكي وتنصرخ متألمةً تتوجع من ذاك الجرح ، توجهت إليها [ أمــــل ] التي بدا أنها خائفةٌ على صديقتها .. لمـ تستطع [ رانيــــا ] تحمل صراخها الذي تجمهر من أجله تلاميذ القسمـ حولها ، أسرعت نحو حقيبتها ، بحثت فيها ،لتخرج منها علبة صغيرة الحجمـ ، أخذتها ، وعادت إلى حيث تجلس [ وصـــال ] .. دنت إليها ، لتجلس على ركبيتها بجوارها ، أخرجت من جيبها منديلاً صغيرًا ، أخذت بمسح به وجهها المتعرق جرّاء ذاك الألمـ .. تناولت العلبة التي أخرجتها من حقيبتها ، فتحتها ليتبيّن أنها علبة إسعافاتٍ أوليّة ! أخرجت منها قطعةً قطنٍ صغيرةٌ وأشبعتها بمعقمـٍ طبي .. التفت [ رانيــــا ] إلى [ أمـــل ] وأشارت لها أن تثبت صديقتها جيدًا .. وجّهت حديثها إلي [ وصـــال ] : " عزيزتي .. أعلمـ أن هذا الجرح يؤلمكِ ، هذا المعقمـ سينفعكِ .. إلاّ أنه سيزيد من وجعكِ ، فهل ستتحملينه ؟ " نظرت إليها [ وصـــال ] لمـ تنطق بكلمة واحدة ، إنما أغمضت عينيها وغضّت شفتيها ألمًا .. بدا الإرتباك واضحًا على وجه [ رانيــــا ] ، أغمضت عينيها ، طلبت عون ربها ، وسمّت باسمه جلّ عُلاه باديةً به عملها .. وضعت القطن بهدوءٍ على الجرح تنظفه ، أحست [ وصــــال ] بالألمـ الشديد لتصرخ صرخةً مدويةً لمـ تحتج الكلمات لتفسيرها .. لمـ تستطع [ أمـــل ] الإمساك بصديقتها وحدها ، نزلت [ عبير ] لمساعدتها ، رغمـ أن الغضب ما زال واضحًا على وجهها ، حسب ما رأته [ أمـــل ] .. نظفت [ رانيــــا ] الجرح ماسحةً الدماء التي من حوله ، لفّت ذراعها بالضمادة التي معها ، لتنتهي من عملية إسعافها .. بدا أن [ وصـــال ] قد كفّت عن البكاء ، إلاّ أن الدموع بقيت تسيل على خدها الذي احمرّ بكاءً .. ارتاحت [ رانيــــا ] لذا رؤيتها لـــ [ وصــــال ] وقد صمتت .. ابتسمت لها ، ونهضت من عِندها بغير كلمة واحدةٍ متجهةً إلى مقعدها .. لمـ تستطع إخفاء علامات الإستغراب التي انتابه ، لمـ يجد مسوغًا لما فعلته قبل قليلٍ .. بعد كل الذي فعلته لها ، بكل بساطةٍ تساعدها ؟ أبعد أن جعلتها سرخيةً للتلاميذ ، تنقذها ؟ غيرها ما كان ليفعل ذلك البتة ! تقدّمـ إليها ، ليقف على مقربةٍ منها ، انتبهت إليه ، لتلتفت ناظرة إلى وجهه لامحةً نظرات التعجب والإستغراب .. نطق [ وســــامـ ] : " لـــ .. لمـَ ؟ " لمـ تجبه هي بكلمةٍ واحدةٍ ، إنما ظلّت على صمتها .. أردف سائلاً : " أبعد كل ما حدث ، تســــاعدينها ؟ " ابتسمت هي بعد سؤاله ذاك .. أبعدت نظرها عنه .. وقالت : " ربمـــا .. لأنني لمـ أستطع قتل ذاك الطبع فيّ بعد " ••• كانت آثار الدموع ما تزال مطبوعة على خدها ، أخذت تمسحها بيدها مخافة أن يسخر أحدٌ منها عليها .. نهضت من الأرض ، أسرعت صديقتها لتساعدها ، إلاّ أنها ما احتاجت لها .. لمـ تستطع أن تخفي علامات الدهشة التي ملأت وجهها ، فآخر ما توقعته ، أن تهبّ [ رانيــــا ] التي لطالما سخرت منها ، أزعجتها ، ومدّت عليها يدها ، لمســـاعدتها ، وإخماد ذاك الألمـ الذي اعتصر ذراعها .. بدا أنها قد غاصت في بحر عميقٍ من الشرود ، فلمـ تلتقط أُذناها أي أصواتٍ البتة ، بالرغمـ من أن رفيقتها [ أمـــل ] تحادثها ، فجلّ ما كان يشغل ذهنها .. هو ذاك الشريط الذي يعرض تصرف [ رانيــــا ] معها .. نظرت إليها ، لتجدها تبتسمـ للتي بجاورها ، تبتسمـ لـــ [ عبير ] التي أسرعت وجلست بجانبها .. غافلتها تلك الدمعة التي سقطت من عينها ، إلاّ أن سرعة يدها مكنتها من مسحها بسرعةٍ قبل أن يلاحظها أحد . أحاسيسٌ غريبةٌ لمـ تفهمها [ وصـــال ] وقتها .. أهو الشعور بالذنب ؟ أمـ الذل كان ؟ هل لأنها وللمرة الأولى تلقى لطفًا من أحدٍ ؟ بالرغمـ من تصرفاتها السابقة ، أمـ هي شفقةٌ لمستها من [ رانيــــا ] ؟ لمـ تفهمـ تلك الأحاسيس ، ولمـ تستطع ترجمتها ، فكيف تفعل ؟ وهي لمـ تعرف حتى ما إحساسها .. لمـ تعرفه لتفهمه .. التفتت صوب النافذة ، لمـ ترَ منظر السماء الزرقاء عبرها ، إنما رأت شيئًا مختلفًا .. رأت كلّ أفعالها مع [ رانيــــا ] .. رأت صفعاتها لها ، رأت حركاتها السيئة معها ، رأت الضفدع الذي أحضرته لها .. رغمـ ذاك الضجيج الذي كان بالقسمـ ، فإنها لمـ تسمعه .. بل سمعت شيئًا مختلفًا تمامًا .. سمعت شتائمها التي وجهتها لــ [ رانيــــا ] .. سمعت إستهزاءاتها بها ، سمعت سخرياتها التي انطلقت من فمها منها .. أحست بضيق يخنقها ، ويحضّها على الإعتذار ، إلاّ أن خجلها منعها .. منعها حتى من النظر صوبها ، منعها .. وأبقاها في مقعدها جالسةً .. أتت تلك اليد لتقطع أحاسيس [ وصــــال ] ، أتت تهز كتفها كمن يوقضها من غفوتها .. انتبهت لها [ وصــــال ] ، لترى أنها [ أمـــل ] تحاول جاهدة صرف نظر [ وصـــال ] لها .. [ أمــل ] بعتاب : " [ وصــــال ] ! مالي أراكِ كالصنمـ أمامي ؟ تحدثي .. قولي شيئًا " لمـ تجب [ وصـــال ] .. بدا أنها مضطربةٌ نوعًا ما .. تارةً تنظر نحو صديقتها ، والتارة الأخرى إلى الأرض .. [ أمــل ] بغضب : " ماذا ؟ استطاعت تلك المستجدة أن تُدخلكِ في متاهة بعد تصرفها ذاك ؟ " ظلّت [ وصـــال ] على صمتها ، لا تحرك سوى عينيها ، تفتحهما مرة ، وتغلقهما المرة الأخرى .. ضربت [ أمــل ] بيدها على الطاولة ، وقالت صارخةً : " آخر ما أتوقعه منكِ أن تعتذري منها .. ويحكِ أن تفكري بذلك حتـــى ! " بدا أن [ وصـــال ] قد استوعبت ما الذي يحدث حولها ,, أنزلت رأسها ، وقالت : " وإن قلتُ لكِ أن هذا ما يحدثني به قلبي ؟ " اتسعت عينا [ امــل ] : " مستحيل ! [ وصـــال ] ! أنتِ .. تعتذرين ؟ غير ممكن ! " نظرت إليها [ وصـــال ] : " لكنني أود ذلك حقًا .. بعد الذي فعلتُه لقيتُ منها المساعدة " [ أمــل ] بغضب : " لن أسمح لكِ .. قولي غير هذا الكلامـ .. إعتذار ؟ أين ذهبت كرامتكِ يا [ وصـــال ] ؟ " قطّبت [ وصـــال ] حاجبيها : " كرامتي معي يا [ أمــل ] .. وبها سأعتذر " [ أمــل ] بارتباك : " أنتِ لستِ مصابة في ذراعكِ .. بل في عقلكِ ولا شك .. اسمعي ,, لكِ حرية الإختيار .. إمّا أنــــا ، أو تلك المستجدة .. " استغربت [ وصـــال ] من هذا الكلامـ ، أرادت الحديث .، إلاّ أن [ أمــل ] أردفت : " وباعتذاركِ ذاك ، تكونين قد اخترتها هي .. ولا مجال للنقاش " نهضت [ أمـــل ] من عِند صديقتها ، لتتركها في دهشة من آخر كلماتها .. تابعتها بعينيها ، لتراها تتجه نحو [ رانيــــا ] والغضب بادٍ على مظهرها .. وقفت [ أمــل ] أمامـ [ رانيــــا ] ، وضعت يديها على الطاولة ، انحنت لـــ [ رانيــــا ] .. لتلتفت لها الأخرى .. قالت بلهجةٍ ساخرة : " أحسنتِ صُنعًا يا هذه .. تتقنين التمثيل جيدًا .. تابعي ، فدور الطيّبة رائعٌ وأنتِ تلعبينه " اندهشت [ رانيــــا ] من كلامـ [ أمـــل ] ، لتظهر تلك الدهشة على وجهها تمامـ الوضوح .. أردفت [ أمــل ] مهددةً : " ويحكِ أن تخدعيني .. قراءة ما بين السطور عملي الذي اتقنه " انصرفت [ أمـــل ] من عِندِ [ رانيــــا ] تاركةً إيّاها في دهشةٍ عارمة لا توصف .. التفتت [ رانيــــا ] إلى [ عبير ] ، لتجدها أيضًا في دهشةٍ من أمرها لا تعي ما الذي يحدث .. [ عبير ] : " ما بهـــا هذه ؟ " [ رانيــــا ] : " وما أدراني ؟! " ضحكت [ عبير ] ساخرةً : " السذّج يملؤون هذا القسمـ .. " ضحكت [ رانيــــا ] مما قالته [ عبير ] ، استدارت لتقع عيناها بــ [ وصـــال ] التي ظلّت تحرك رأسها يمينًا ويسارًا نافية فعل [ أمــل ] .. انتبهت [ وصـــال ] لنظرة [ رانيــــا ] ، ممّا جعلها تنظر إليها .. راود [ وصـــال ] الخجل من نظرة [ رانيــــا ] ، أنزلت عينيها وارتسمت ابتسامة على وجهها ذاك ، نظرت إلى [ رانيــــا ] نظرة سريعة ، لتجدها متفاجئة من ابتسامتها تلك .. شعرت [ رانيــــا ] أن ابتسامة [ وصــال ] تلك إنما هي رسالة اعتذار ، فبادلتها الإبتسامة نفسها .. لمـ تنطق أيٌ من الفتاتين بأية كلمة ، بل جعلتا لغة الإبتسامة سبيل التخاطب بينهما .. من جهةٍ أخــــرى ، وفي زاوية بعيدة في القسمـ خلفًا ، كانت [ صـــوفي ] تشاهد تلك الإبتسامات المتبادلة بين [ رانيــــا ] و [ وصـــال ] .. راودتها الدهشة أولاً .. إلاّ أنها سرعان ما رددت في ذهنها : " بهذا نعتبر أن العداء قد انتهــــى بين الفتاتين " أرجعت ظهرها للخلف ، وتنهّدت وعلى وجهها ابتسامة وإن دلّت على شيء ، فإنما تدل على فرحة اجتاحتها ,, قالت بنبرة فرحة : " الحمـــــد لله على ذلك " ••• رنّ جرس الثانوية عقِب الحصة الأخيرة التي لمـ تذهب عن فراغ ، ليعلن نهاية الدوامـ لذاك اليومـ .. انصرف التلاميذ كلٌ لمنزله .. أخذت [ رانيــــا ] تدخل كتبها في حقيبتها تستعد للعوة إلى منزلها .. نهضت لترافق [ عبير ] ، إلاّ أنها انتبهت لقدومـ [ وصـــال ] نحوها .. بدا أنها مرتبكةٌ نوعًا ما ، أرادت قول شيءٍ ما ، إلاّ أن [ رانيــــا ] فهمت القصد من ارتباكها .. ابتسمت لها [ رانيــــا ] ، وقالت : " لمـ يحدث شيء ، حمدًا لله على سلامتكِ " ابتسمت [ وصـــال ] لها ، رددت بخجل : " آآآآ ... أشكرك " أومأت لها [ رانيــــا ] باسمةً ، انصرفت بصحبة [ عبير ] لتترك [ وصـــال ] بمفردها ... تقدّمت صوبها [ صـــوفي ] ، وقفت خلفها ، وضعت يدها على كتفها ,, وقالت : " أحسنتِ ,, الآن بتِّ تعجبينني .. " وانصرفت من أمامها غير تاركةٍ لها الفرصة لأن تتحدث .. ••• تمامـ السادسة مساءً ، هذا ما أشارت إليه ساعة هاتف [ صـــوفي ] الجوّال ، رددت في ذهنها : " ربع ســـاعة ويصل " ، أغلقت هاتفها ووضعته في جيب بنطالها المزركش ذاك .. طلبت سيارة أجــرة كانت بالشارع ، اختارت من المقعد الخلفي مكانًا لها ، دخلت لتجلس عليه .. سائق سيارة الأجـــرة : " ما وجهتكِ ؟ " [ صـــوفي ] : " خذني إلى محطّــــة القطار ,,, رجاءً " انطلقت السيارة بسرعة رغمـ الزحامـ الذي ملأ شارع تلك المدينة وقتها .. ظلّت [ صـــوفي ] تنظر إلى الطرقات من خلال النافذة ، وهي تفكر بعمقٍ شديدٍ .. " هل تغيّـــــرتَ ؟ هل تبدّل حالك ؟ أمـ أنني كما تركتك .. سأجدكَ الآن ؟ " رددت هذه الأسئلة كلها دفعةً واحدة في ذهنها ,, تفكر بأمر والدها الذي تستعد الآن لاتسقباله .. ••• خرجت الأستاذة [ حسناء ] من بوابة المدرسة ، ليلفت انتابهها جلوس [ وصـــال ] على الرصيف قرب البوابة .. اقتربت منها ، دنت إليها ، لتجلس بجوارها .. أ. [ حسناء ] : " اسمكِ [ وصــال ] أليس كذلك ؟ " [ وصــال ] : " صحيح أيتها الأستاذة " أ. [ حسناء ] : " طيب يا [ وصـــال ] ,, تأخر والدكِ عنكِ ؟ " أومأت [ وصـــال ] بالإيجاب ، رأتها الأستاذة لتخرج من حقيبتها هاتفًا خلويًا .. وناولته لــ [ وصـــال ] ، قائلةً : " خذيه واتصلي بوالدكِ ليحضر إليكِ " التقطت [ وصـــال ] منها الهاتف ، وأخذت تدقّ على أرقامه طالبةً رقمـ والدها .. وضعت الهاتف قرب أذنها ، وبدأ الإتصـــــال ، انتظرت ، وانتظرت .. إلاّ أنه لمـ يجبها أحد .. أبعدت الهاتف عن أذنها ، باديًا على وجهها الإستياء الشديد .. فهمت المعلمة الامر من تعابير [ وصـــال ] الواضحة .. قالت لها : " جرّبي أن تتصلي بوالدتكِ ، إن كانت تحمل هاتفًا " نفّذت [ وصـــال ] ما أمرتها به معلّمتها ، وطلبت رقمـ هاتف والدتها ,, بدأ الإتصـــال ، لتجيب والدتها أخيرًا .. [ وصــال ] بلهفة : " أمـــي ؟! " والدتها : " [ وصـــال ] ؟! ما الأمر عزيزتي ؟ " [ وصـــال ] : " لمـ يحضر والدي .. " والدتها : " مجددًا ؟ لا شك أن تلك الحرباء لمـ تتركه يحضر إليكِ " [ وصــال ] : " والعمـــل ؟ ألا تستطيعين أن تحضري أنتِ ؟ " والدتها : " مستحيـــل ! اليومـ دوره هو ليسمح لكِ بالمبيت عنده .. " [ وصــال ] : " لكنه لمـ يأتِ .. و لا أستطيع البقاء بالمدرسة " والدتها : " لا يهمني .. كان عليه أن يكون أكثر اهتمامًا بكِ ,, إلاّ أنه منشغلٌ بتلك الشمطاء .. آخ فقط .. لو أنها تسقط بين يدي فقط .. عندهـــا ســـ ... " [ وصــال ] مقاطعةً : " يكفي يكفي ,, سمعتُ ما يكفيني ويزيد عليّ .. شكرًا على أية حال " وأنهت المكــــالمة ,, ظلّت الأستاذة [ حسناء ] تنظر إلى [ وصـــال ] التي انتابها الإحباط الشديد بعد مكالمتها تلك ,, فهمت الأستاذة أن تلميذتها تعاني مشاكل عائلية ، أشفقت عليها ,, أ. [ حسناء ] : " [ وصــال ] .. هيّا انهضي معي " [ وصــال ] : " إلى أين ؟ " أ. [ حسناء ] : " أنا من سيقلّك إلى منزلكِ .. " [ وصـــال ] : " لا داعي لذلك ، سأنتظر والدي ، وإن تأخر فإنه سيحضر " أ. [ حسناء ] : " لكـــن الشمس غربت ,, هيّا ، لن أتقبّل كلمة أخـــرى ، تحركي " وأخذت الأستاذة تسحب [ وصـــال ] من ذراعها إلى أن وصلت إلى سيارتها ,, ركبت [ وصـــال ] بجانب معلّمتها الجميلة .. وقصدتا منزل [ وصــــال ] ,, ••• وسط ذاك الزحامـ الذي ملأ المحطة كانت تسير ، تنظر ذات اليمين وذات الشمال ، تبحث عن أبيها الذي تترقب وصوله .. وقفت تنتظر ، إلى أن بدا هو لهــــا من بعيد ,, ظهرت ابتسامةٌ خفيفةٌ لذا رؤيتها له ، اتجهت نحوه ، كانت سعيدةً برؤيته ، وإن لمـ تُظهر ذلك ,, إلاّ أن تلك السعادة سرعان ما تبددت بعد التي رأتها ,, كانت مع والده إمــــرأة .. جميلةٌ جدًا ، ذات شعرٍ بنيٍ فاتح اللون ، بشرتها بيضاء ناصعة ، وعيناها بنية بنفس لون شعرها ,, تحمل تلك الملامح الفرنسية ، التي امتاز بها أهــالي البلد الذي تركته ,, بدا عليها الإستياء ، سلّمت على والدها ، إلاّ أنها تجنّبت تلك المرأة ... متظاهرةً بعدمـ رؤيتها لها .. " لمـ يتراجع عن فكرته ، ولمـ يتبدّل ، فها هي ذي ,, مكان والـــدتي أراها " رددت هذه العبارة في ذهنها باستياءٍ شديدٍ ، وهي ترى خاتمـ الزواج في يد تلك المرأة التي رافقت والدها .. ••• أغلقت ستائر غرفتها ، استدارت إلى الأمامـ ، واتجهت وهي على كرسيها المتحرك ذاك إلى حيث تجلس والدتها .. بدت في غاية السعادة ، خاصةً بعد يومها الأول في المدرسة ، فلمـ تداومـ في اليومـ الذي سبقه .. انتبهت والدتها إلى سعادتها ,, والدتها : " كيف كان يومكِ ؟ " [ .. ] : " رائعًا جدًا ,, لمـ أعلمـ أن ابن عمي فائق اللطف هكذا ! " والدتها : " بلا شك ,, [ علي ] شابٌ خلوقٌ .. أين أجلسكِ يا [ هبـــة ] ؟ " [ هبـــة ] : " على مقربةٍ منه ، أنا في صف الطاولات الرابع ، وهو بالخامس قرب الحائط " أردفت قائلةً : " كــــان غايةً في اللطف معـــي اليومـ ! "
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 05:22 PM | #14 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
فتحت باب شرفة غرفتها ، لينبعث نسيمـٌ عليلٌ أخذ يداعب خصلات شعرها الأشقر الرمادي الناعمـ بسلاسة .. أمسكت ذاك الخمــار الرقيق الذي كان فوق ركبتها ، وضعته على رأسها تقصد تغطية شيءٍ من شعرها ، أمسكت عجلات كرسيها ، أخذت تحركها قاصدة الإقتراب من سياج الشرفة .. نظرت باتجاه الشماء ، لمع وميض القمر المكتمل في عينيها العسليتين ,, أحبّت منظر البدر المضيء وسط ظلمة السماء الحالكة .. بدا أنها شاردة ، ظهرت ابتسامة رقيقة على وجهها ، الذي لمـ يخفِ علامات الشرود البادية عليه .، " أخيرًا حانت الفرصة .. ولا بدّ من أن أستغلّها أحسن إستغلال .. " رددت هذه الكلمات وهي ما تزال على ذاك الشرود ، بصوتٍ لمـ يسبِنه غيرها .، أردفت قائلة : " صحيحٌ أنه دائمـ التفكير بها ، لستُ بناكرة جمالها الفائق ، ورغمـ قعودي على هذا الكرسي .. إلاّ أنني أستطيع .. " تحركت بكرسيها يمين السياج ، لتقترب من الشجرة المتدلية من منزلها ، مدّت يدها ، لتقطف منها إحدى ورقاتها .. نظرت إلى الورقة التي بيدها وقالت : " هي لا تطيقه ، وهو يعلمـ هذا .. إذًا ، ثمّة هنالك أمل " ظهرت على وجهها إبتسامة أقرب في شكلها بالخبيثة .. ألقت تلك الورقة على الأرض .. ودخلت غرفتها .. [ هبــــة ] ابنة عمّـ [ علي ] ، تصغره بسنة واحدة ، فهي في الرابعة عشر من عمرها .. ومع صغرها ، نجدها في السنة الأولى من المرحلة الثانوية .. دخلت المدرسة مبكرةً بعض الشيء ، رغمـ أنها مقعدة تتنقل على كرسي متحرك ، إلاّ أن الجميع يشيدون بحدّة ذكائها ,, متوسطة الجمال ، تحقد على [ رانيــــا ] ، فقط لما تعلمه بما يخفيه [ علي ] في قلبه اتجاهها ، وهي الأخرى ، تكن له أجمل المشاعر .. تحاول [ هبــة ] أن تتقرّب من [ علي ] رغمـ خجلها الشديد .. وجدت في التحاقها بقسمه الفرصة المناسبة لما تنويه .. ••• نظر صوب ساعته ، ليراها تشير إلى تمامـ الثامنة والنصف مساءً ، أمسك صينية صغيرة بها كأسين من عصير البرتقال ، خرج من المطبخ متجهًا إلى المجلس حيث يجلس صديقه ، رسمـ على وجهه الجميل ابتسامة زادت من جمال وبهائه .. جلس بالقرب من صديقه واضعًا الصينية فوق الطاولة التي توسطت الجلسة .. نظر إليه صاحبه .. [ .. ] : "جميل ! جميلٌ حقًا ! " [ .. ] : " [ أنــس ] .. عمّا تتحدث ؟! " [ أنــس ] : " عن الأثاث الجديد يا صاحبي .. [ وســـامـ ] ، فلأصدقك القول .. ذوق والدتكَ جميلٌ بالفعل ! " ابتسمـ [ وســامـ ] ، وقال : " بل ذوق الطبيبين معًا ، هذا شيءٌ مما يشغلهما .... " أردف بصوت هامسٍ بعض الشيء : " .. عني بالطبع " [ أنــس ] : " ما لا أفهمه يا رجل ، تعيش في منزلٍ فخمـٍ للغاية.. والداكَ من أفضل أطباء المدينة بل المملكة ، أضف إلى ذلك أنكَ ابنهما الوحيد ، فلمـَ أرى أنكَ قد فقدتَ شيئًا من مرحكَ المعهود ؟! " بدى على وجهه [ وســامـ ] شيءٌ من الحزن ، ردّ قائلاً : " وأنتَ قلتها .. ابنهما الوحيد " [ أنــس ] مستغربًا : " وماذا في ذلك ؟ الحقيقة ، أن تكون وحدكَ خيرٌ من أن تكون محاطًا بأربعة أخوات .. حقًا .. أمرٌ لا يطاق " التفت إليه [ وســـامـ ] : " كذب من أخبركَ هذا .. احمد ربكَ أنكَ وسط شقيقاتك .. ولكَ من تفهمكَ فيهن ,, بينما أنا ، وحيدٌ بوجود والدي ، وبعدمـ وجوهما " أضاف قائلاً : " الذي لا تفهمه يا عزيزي .، أن وحيد والديه يهلكُ وسط وحدته ، خاصةً إذا ما تُرِك بدون رقابة " صمت [ وســـامـ ] ، ومعه صمت جو ذاك المنزل الفخمـ ، الذي خُيّلَ لــ [ أنــس ] أن جماله ، يزيد من تعاسة رفيقه .. ••• علا صوت خطواتها فوق ذاك الدرج ، صعدت فيه ، متجهة إلى غرفتها .. فتحت الباب بسرعة ، ركضت باتجاه سريرها ، وارتامت عليه باكية بحرقةٍ شديدةٍ .. تبعتها والدتها ، جلست بجوارها ، وضعت يدها على ظهرها ، أحسّت ابنتها بوجودها .. نهضت معتدلة في جلستها ، غاصت عيناها في الدموع ، التي سرعان من تحوّلت إلى شلالاتٍ غمرت وجهها المتورد الجميل .. مسحت الأمـ دموع ابنتها ، ابتسمت لها .. والدتها : " حزينة ؟ لن يغيب طويلاً " [ .. ] : " سنتان .. سنتان يا أمي ، ولن يغيب طويلاً ؟! " والدتها : " [ رانيــــا ] .. ظروف عمله التي ذهبت بنا لذاك الوطن .. هي التي جاءت بنا إلى هنا ، وهي أيضًا التي ستقوده إلى [ كنــــدا ] " [ رانيــــا ] : " ظننتُ أن حكاية السفر المتكرر ستتوقف هنا .. لكن ، يبدو أنني مخطئة " والدتها : " [ رانيــــا ] .. عزيزتي ، قرار إنتقال والدكِ أتى مفاجئًا ، وليس بيده الرفض ، الجامعة هناك تحتاجه .. وعليه تلبيه النداء .. أوليس رجل علمـ ؟ " صمتت [ رانيــــا ] .. لتبتسمـ والدتها .. أردفت قائلة : " وبالطبع لن يستطيع الذهاب مرتاح البال وأنتِ على هذا الحال .. اذهبي وقبّلي يديه هيّا ، غدًا سيرحل ، فاغتنمي هذه الفرصة في الجلوس معه " أومأت [ رانيــــا ] برأسها ، مسحت دموعها ، ابتسمت ، ونهضت متجهة ناحية الباب
خارجة من غرفتها .. أوقفها الحزن الكامن في قلبها ، استندت بظهرها على الحائط جانب الباب .. رددت بنبرة حزينة : " لا سند لي .. إن ذهب والدي " ••• أدخلت يدها في جيب بنطالها الأسود ، لتخرج منه مفتاح باب المنزل ، فتحت به الباب ، ودخلت بصحبة عائلتها الجديدة .. بدا الغضب الشديد واضحًا على وجهها ، تركت حقائب أبيها وزوجته ، لتتجه ضوب أريكةٍ لشخصٍ واحدٍ ، مرتمية عليها بقوةٍ شديدةٍ .. سمعت ضحكاتهما وهما يدخلان إلى المنزل ، ممّا زاد من حِدّة غضبها .. نهضت من عِندِ الأريكة متجهة صوب الباب قاصدة الخروج من المجلس ، استوقفها تعرض والدها لها ، وضع يده على كتفها ، وناداها للجلوس معه هو وزوجته .. عادت ابنته مُكرهة إلى أريكتها ، لتجلس بصحبتهما .. تناول والدها كأس ماءٍ كان قد وُضِع فوق الطاولة ، وأخذ يشرب منه . أنزل الكأس ، نظر صوب زوجته ، ثمـّ صوب ابنته .. الوالد ناظرًا إلى ابنته : " [ صفـــاء ] .. أُعرّفك .. [ بــاسكال ] ( Passcal ) زوجتي الجديدة " [ صفــاء ] ( صــوفي ) ببرودٍ شديدٍ ، تشيح النظر بعيدًا : " أهــلاً " التفت الوالد إلى زوجته : " عزيزتي .. هذه [ صفـــاء ] ابنتي الوحيدة .. " ابتسمت [ بــاسكال ] إلى [ صــفاء ] ، أومأت برأسها ، قائلةً : " أهــلاً [ صــفاء ] .. تشرّفتُ بمعرفتكِ " * لمـ تكن [ بــاسكال ] تتحدث سوى اللغة الفرنسية ، انتسابًا إلى بلدها ، فما كان لوالد [ صفــاء ] وابنته أن يتحدثا غير هذه اللغة أمامها ,, أخذت [ صفــاء ] تنظر إلى زوجة أبيها نظراتٍ لمـ تخفِ الحقد الذي ملأ قلبها ، فلمـ تستطع تقبّل وجودها محلّ والدتها ، ردّت بكل جفاء : " والله لا ألمس الشرف في معرفتك " اندهش والدها ممّا قالته ، ردّ بغضب : " أظهري بعد الإحترامـ يا فتاة ! " هنا لمـ تستطع [ صفــاء ] كتمان المزيد من غضبها ، ضربت بيدها الطاولة ضربةً شديدةً ، جعلت كلاً من أبيها وزوجته يفقزان فزعًا .. قالت صارخةً متحدّثة العربية : " لو كانت بمثل سنّكَ لأظهرتُ لها الإحترامـ .. إلاّ أنها تصغركَ بعشرين سنة يا أبي .. عشرين سنة .. أنتَ تناهز الأربعين وهي ما تزال قي العشرين من عمرها ! أما كان لكَ أن تتزوج واحدة في الأربعين مثلك ؟ " صرخ والدها : " أنتِ لا علاقة لكِ .. [ صفــاء ] ، ويحكِ أن تتدخلي فيما لا يعنيكِ " [ صفـــاء ] : " إن كان رفضي وجود إمرأة محلّ أمي تدخلاً فيما لا يعنيني .. فاعذرني .. إنّي أُعلن عصياني يا أبي " غضب والدها غضبًا شديدًا بعد الذي سمعه من ابنته ، اتجه صوبها ، رفع يده ، ليوجه نحو وجهها صفعةً خلّفت صدىً قويًا في أرجاء المنزل .. شهقت [ بــاسكال ] فزِعةً ممّا فعله زوجها ، أمّا [ صفــاء ] فقد أبقتها الصدمة واقفة لا تحرّك ساكنًا .. نظر الأب صوب ابنته ، بعد أن هدأ بعض الشيء ، قال بنبرةٍ أفصحت عن حزنٍ شديدٍ : " من أجلكِ فعلتُ هذا .. قصدتُ أن يكون عمركما متقاربًا ، حتى تستطيعا فهمـ بعضكما " التفتت إليه ابنته .. وعلى عينيها لمعت الدموع ، صمتت .. صمتًا أفصح عن حزنٍ شديدٍ أخذ يعتصر قلبها .. نظرت إلى المنضدة التي وُضع بها جهاز التفاز ، وُضِعت فوقها صورة لمـ تبدُ قديمة في شكلها ، تقدّمت نحوها ، أخذتها ، نظرت إليها ، جمعت الصورة بين أبيها وأُمها ، ووسطهما كانت هي تقف، بوجه ضاحكٍ مشرقٍ .. خِلاف ما بدت عليه بتلك الثياب السوداء .. عادت والتفتت إلى والدها ، نزلت دمعةٌ حارقة من عينيها ، قالت بحزنٍ شديدٍ : " من أجلي ؟ فِعلكَ هذا ضاعف حزني أضعافًا عدة " خرجت [ صــفاء ] من المجلس ، أخذت معها الصورة تاركة والدها وزوجته في دهشة ممّا يحدث .. صعِدت الدرج المؤدي إلى غرفتها ، فتحت الباب بسرعةٍ ، لتغلقه بالسرعة نفسها .. أبقت الصورة في حضنها ، وارتامت على السرير باكية بصوتٍ أخذ يهزُّ جدران غرفتها .. مضت دقائقٌ معدودةٌ على دخولها ، لتسمع أحدهمـ يدقّ باب غرفتها .. لمـ تجب ، بل ظلّت على بكائها ذاك .. فُتِح الباب ، ليدخل والدها ، وقف مكانه ، خلع سترته ، ووضعها فوق كرسيٍ كان قد وُضِع أمامـ مكتب ابنته .. اقترب منها ، وقف بالقرب من السرير الذي به [ صفــاء ] ، تنهّد .. وقال بنبرةٍ هادئةٍ : " سنة .. أجل سنةٌ هي التي مضت على رحيلها .، ورغمـ كل تلك المدة التي انقضت ، ما زلتُ أشمـُّ رائحة عِطرها في هذه الغرفة ! " لمـ يجد أي تجاوبٍ من ابنته ، ظهر الحزن على محياه .. أكمل قائلاً : " أعلمـ الصداقة التي جمعت بينكما .، وأعلمـ كمـ حزنتِ على رحيلها ، لكنّ حزني كان أكبر من حزنكِ " توقفت [ صفـاء ] عن البكاء ، التفتت بسرعةٍ نحو أبيها ، باديًا على وجهها الغضب الشديد ، قالت بحدة : " أكبر من حزني ؟ هاتي الدليل على ذلك يا أبي .. هل بزواجكَ فتاةً تصغركَ بعشرين سنة ، تبرهن لي عن حزنكَ الشديد على موت أمي ؟! أبهذه الطريقة ، تخبرني أنكَ ما زلت وفيًا لها ؟! نِعمـَ الأسلوب الذي اتخذته يا أبي ! نِعمـَ الأسلوب " صمتَ والدها ، صمتًا صحبته نظراتٌ أظهرت الحزن الشديد عليها ، لا حظت [ صفــاء ] تلك النظرات ، استدارت معطية له ظهرها .. عاد وتنهّد والدها من جديد ، استدار خارجًا من غرفة ابنته .. أغلق الباب ، إلاّ أنه بقي واقفًا بجانبه .. أحسّت [ صفــاء ] بخروج والدها ، انهمرت الدموع مجددًا من عينيها ، لترتامـ على السرير باكيةً من جديد .. بقي والدها شاردًا قُربَ الباب ، يسمع نحيب ابنته الوحيدة ، الذي أخرج الدموع التي حُبِسَت في قلبه منذ سنةٍ من عينيه .. نظر يساره ، ليجد زوجته واقفةً بجانبه ، وقد غرِق وجهها وسط دموعها .. قال محدّثًا إيّاها : " لمـ تفهمـِ ما قالته ! " هزّت رأسها يمينًا ويسارًا ، وقالت : " لكن الحزن الذي لمسته في صوتها ، كان يكفيني أن أفهمـ قصدها بكل وضوح .. " قال زوجها : " منذ رحيل [ ليلـــى ] ، منذ سنةٍ بالتمامـ والكمال ، لمـ أرَ أو أسمع ضِحكاتها ، عدا أنها اتخذت الأسود رفيق دربها " صمتت زوجته ، ليكمل هو قائلاً : " لا تظنّي أن قلبها مثل لون ثيابها ، بل على العكس تمامًا ، قلبها شديد النقاء .. " التفت صوب [ بــاسكال ] ، وأردف قائلاً : " تحمّليها رجاءً .. لمـ تتخطَّ الصدمة بعد " أومأت إمرأته بالإيجاب .. قائلةً : " تأكد أنني سأفعل ذلك " ••• من جهةٍ أخـــــرى .. أخذ صدى صوت تلك الصفعة يتكرر كثيرًا في أرجاء ذاك المنزل الأنيق في شكله ، أوقعتها تلك الصفعة أرضًا ، بينما بدأ هو يتنفس بصعوبةٍ جرّاء الإنفعال الذي انتابه ، أخذت والدته تهدّئ من روعه .. ليصرخ هو في وجه شقيقته : " أفهميني فقط .. ما السبب الذي جعلكِ تبقين في المدرسة فترة الظهيرة ؟ أما كان لكِ أن تعلمي أمكِ على الأقل ؟ " نهضت هي من الأرض ، واقفةً بانتصابٍ أمامـ شقيقها ، نظرت إليه في غضبٍ شديدٍ ، رغمـ تلك الدموع التي ظهرت بوضوحٍ في وجهها .. قالت صــــارخة : " إن كنتَ تستطيع البقاء وسط هذه الحـــرب ، فاعذرني ، أُفَضِّلُ الهروب على البقاء هنا " شهِقت والدتها ، واضعةً يدها على فمها ، بينما بقي شقيقها صامتًا ، باديًا عليه التفاجؤ بعد الذي سمعه من أخته .. أجاب ردًا عليها : " [ عبير ] .. ليس بهذه الطريقة " أجــــابت [ عبير ] : " أن أتخبّط في شوارع وطرقات المدينة ، خيرٌ وأفضلُ عندي ، من ألاّ أجد الأمــــان في منزلي " •••
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 05:25 PM | #15 | |||||||||||||||||||||||
محررة مجلة بنات|ملكة التنسيق
سوموي ♥ شوجو
|
انتهيتُ الآن من وضع الأجزاء التي سبق لي أن كتبتها في النسخة القديمة ..
|
|||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 05:45 PM | #16 | |||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
محررة المجلة
|
كُنت من مُتابعيك في موضوعـِك السـابق . . ولكن كنت مُتابعة بصمت !
|
|||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 06:01 PM | #17 | ||||||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
مُعبّئة بالـ عزيمَة !
|
سومويْ
|
||||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 06:09 PM | #18 | |||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
ظَلآمٌ لآ نُور فيه ،*
|
سوموي يـآ بطـﮧ آنـآ ڪنت من قبل اتـآبعك بس بـسڪووت
|
|||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 07:43 PM | #19 | ||||||||||||||||||||||
بنوتة مخلصة
^__^
|
واااااو سوموي فصتك هذي أفضل قصة
|
||||||||||||||||||||||
منذ /15-01-2010, 09:35 PM | #20 | ||||||||||||||||||||
ملكة التنسيق
Johnny ‘oopa I Love yyou
|
سوموي ~
|
||||||||||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماضٍ, مستبقل, الأبد, حاضر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|